مسلمو أمريكا والكريسماس!
ترجمة: حسن شعيب
برغم
ما يواجهه المسلمون في الولايات المتحدة من حملات مستمرة من الاضطهاد
والعداء, فإنهم لا يتوانون عن استغلال احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد
(الكريسماس) لإظهار سماحة دينهم الإسلام، سواء بتقديم وجبات أعياد الميلاد
مجانًا إلى الفقراء والمحتاجين من المسيحيين، أو بتطوع بعضهم لحماية
الكنائس والمسيحيين خلال الاحتفالات بأعياد الميلاد, إلا أن هذا الأمر
دائمًا تدور حوله مناقشات عديدة بين المسلمين الأمريكيين فيما يتعلق
بمشاركتهم في احتفالات "الكريسماس".
وفي هذا الصدد كتب د.فهيم يونس -أستاذ الطب في جامعة ميريلاند الأمريكية، ومؤسس موقع "مسلمو أمريكا"- مقالاً تحت عنوان:
لماذا (وكيف) ينبغي على المسلمين الأمريكيين الاحتفال بالكريسماس؟
وهذه ترجمة لمقتطفات من المقال:
كل
عام في شهر ديسمبر, يواجه الشباب المسلم والآباء والمسلمون الجدد في الدول
الغربية معضلة معتادة هي: لماذا (أو كيف) ينبغي عليهم الاحتفال
بالكريسماس؟ وهذه المسألة, انقسم حولها قادة المسلمين هناك, بين مؤيد
ومعارض للاحتفال والمشاركة, فمنهم من يرى أن الاندماج بشكل كامل في
الاحتفالات مثل البارونة الوزيرة المسلمة "سعيدة وراسي" حيث توجه اللوم
للمسلمين المهاجرين للاحتفال بالكريسماس بنمطه التقليدي, بينما يحذر
الداعية الهندي "ذاكر نايك" الشباب البريطاني من قول: "عيد ميلاد مجيد"؛
لأنه حرام دينيًّا ويمكن أن يلقي بك في النار.
وقبل
أن تشعر بأن رأسك يدور وتشعر بالدوخة, تخيل معي دوخة مسلم من المعتنقين
الجدد للإسلام، والذي ما زالت عائلته المسيحية في الغرب يحتفلون
بـ"الكريسماس" ويزينون شجرة عيد الميلاد. ولهذا فإن المسلمين الأمريكيين
يتوقون بشدة لحلول عملية لهذه المعضلة وقد أُجهدوا من النقاشات غير
المثمرة.
واسمحوا
لي أن أقدم لكم ممارسات لخمسة من المسلمين الملتزمين في الولايات المتحدة,
والذين انضموا وشاركوا مع مجتمعاتهم بوسائل إيجابية:
الأول:
أخبرتني مسلمة محجبة أنها قامت بمنح جامعي القمامة بطاقات هدايا بما يقدر
بحوالي 20 دولارًا أمريكيًّا قبل قدوم الكريسماس؛ لأنها تؤمن أن النبي
محمدًا صلى الله عليه وسلم كان يتميز بإيواء المشردين والمحتاجين في
المجتمع.
الثاني:
قبل ثلاث سنوات, طلب مني زعيم مسلم شاب أن أدعمه في تبني العائلات
المسيحية, وقد قام بالفعل -بالتعاون مع المجتمعات المسلمة والكنائس
المحلية- برعاية ما يقرب من 150 عائلة خلال الموسمين الماضيين للكريسماس.
الثالث:
أرسل إمام مسجد بريدًا إلكترونيًّا إلى رواد المسجد بأن يذهبوا بشكل تطوعي
إلى زيارة المنظمات المسيحية والكنائس في منطقتهم قبل "الكريسماس" وتقديم
هدية مثل "سلة" وتمني أعياد سعيدة لهم.
الرابع:
طالبة مسلمة تكتب كل عام العشرات من بطاقات "المعايدة" لأصدقائها
المسيحيين, مرسلة لهم التحيات والتمنيات بالصحة والعافية في العام الجديد,
كما يرسل والدها بطاقات هدايا للموظفين.
الخامس:
يقوم معتنق جديد للإسلام بجمع السترات والمعاطف الجيدة كل عام ويوزعها
بشكل مجاني قبل "الكريسماس" على المحتاجين والمساكين في الملاجئ المحلية.
وأنا
شخصيًّا أرى أنه إذا كان هؤلاء الخمسة يحتفلون بـ"الكريسماس" فإنني سأدعم
كل المسلمين الأمريكيين بالاحتفال بـ"الكريسماس" على نفس المنوال. ولكن
الذي أصبح مألوفًا من بعض المسلمين الأمريكيين (الأثرياء عمومًا) هو
الاحتفال بـ"الكريسماس" على النمط الغربي "تكريم يسوع", وهذا أتعجب منه
لأنه يبدو كمحاولة يائسة للتقليد.
وحتى إذا وافق المسلمون الأمريكيون على أسلوب: "كيف نحتفل؟" فسيظل في الأذهان أسئلة:
"لماذا نحتفل؟", و"لماذا نترك المناطق المريحة الدافئة؟"، و"لماذا لا نبقى في منازلنا؟".
والإجابة
بسيطة؛ خدمة البشر هي جزء من الواجبات التي يأمر بها الدين الإسلامي,
وحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم -كالمسيح عليه السلام- مليئة بأعمال
المساعدة والعون للفقراء, وإطعام الجائعين، وإيواء السائلين والمتشردين،
وخدمة الناس بشكل عام دون تمييز, كما حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم
أتباعه على بذل وإعطاء الهدايا لإزالة الضغائن من القلوب.
أيها
المسلمون في أمريكا: اذهبوا وشاركوا في الاحتفالات, ولكن قبل أن ترسلوا
أطفالكم لمعانقة جامعي القمامة والاهتمام بالأسر المهملة ينبغي عليكم أن
تذكروهم أننا لا نحتفل بالكريسماس ابتغاء مكسب دنيوي أو قبول اجتماعي؛
{إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}.
---------------
طالع.. المصدر
تعليقات