بلجيكا الإسلامية.. قريبًا!
ترجمة: حسن شعيب
قبل
سنوات قليلة , تنبَّأ أحد علماء الاجتماع وتاريخ الشعوب البلجيكية بوصول
المسلمين إلى أماكن صنع القرار في البلاد, وقد صدق حدسه, حيث فاز مرشحان من
حزب "الإسلام" الجديد بمقعدين في مقاطعتين بالعاصمة بروكسيل في الانتخابات
الأخيرة التي أُجْرِيت في الشهر المنصرم.
لذا
فقد أثارت تصريحاتُ وتعهدات اثنين من السياسيين الإسلاميين- وهما اللذان
فازا في انتخابات البلدية المحلية في العاصمة البلجيكية بروكسل- بتنفيذ
الشريعة الإسلامية في بلجيكا؛ حفيظةَ العديد من العلمانيين واليهود
والكنيسة وأحزاب اليمين وغيرهم.
ففي
خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعد الانتخابات قال كلا المستشارَيْن
للمجلس المحلي المنتخب في مدينتي "مولينبك سان جان" و"أندرلخت", واللذَيْنِ
من المقرر أن يقسمَا اليمين في شهر ديسمبر القادم: "إن انتخابهما يأتِي
تأكيدًا على أهمية دور المجتمع الإسلامي في بلجيكا".
من
جانبه قال "رضوان عروش"، وهو أحد المستشارَين اللذَين تَمّ انتخابهما:
"إنَّ الإسلام يتوافق مع قوانين الشعب البلجيكي, ونحن كمسلمين نتبع القرآن
وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم, ونؤمن أنَّ الإسلام دين عالمي"،
مضيفًا: "وجودنا في المجلس الاستشاري في المدينة سيمنحنا فرصة التعبير عن
أنفسنا".
أما
"ايت جيدج", المستشار الآخر، والبالغ من العمر خمسين عامًا, فقد أثنى على
الإسلام بأنَّ له الفضل في تمهيد السبيل لظهور "الحضارة الأوروبية", مشيرًا
إلى أنَّ "الإسلام ينسجم تمامًا مع مبادئ الحرية والديمقراطية".
جدير
بالإشارة أنَّ حزب "الإسلام" يخطط لتقديم مرشحِين في الانتخابات على
المستوى الأوروبي عام 2014م, في حملة تعتمد أساسًا على ثلاث قضايا:
- ضمان تقديم وجبات الطعام الحلال في مطاعم الشركات والمدارس العامة.
- اعتراف رسمي بالأعياد الإسلامية أيامًا للعطلة.
- الدفع لإصدار قوانين تسمح بارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس والأماكن العامة.
يذكر أن "عروش" قام بتأسيس حزب سياسي أطلق عليه اسم "الإسلام", والذي اعتمد في برنامجه على الشريعة الإسلامية, وكان من بينها:
- إلغاء الفوائد البنكية في القطاع المصرفي البلجيكي بوصفها ربا.
- إعادة صياغة القوانين في بلجيكا للتوافق مع الشريعة الإسلامية.
- تحريم الكحول والسجائر, وحظر القمار واليانصيب.
والهدف من هذا إقامة دولة إسلامية تستند إلى الشريعة الإسلامية.
وفي
حديثه مع الإذاعة البلجيكية الناطقة بالفرنسية, قال "عروش": "في حزب
الإسلام ما زال جدول أعمالنا كما هو, ولكن نختار اليوم تكتيكًا آخر، حيث
يجب أن نعمل على توعية المواطنين، وأن نوضح لهم المنفعة من انتخاب
المسئولين الإسلاميين وتبني القوانين الإسلامية. فلِمَ لا؟ ألَا يمكن
الانتقال إلى دولة إسلامية في بلجيكا بطريقة طبيعية".
كما
أضاف "عروش": " في بلجيكا بطبيعة الحال أنا من أنصار الشريعة، وسوف يستغرق
الأمر فترة طويلة قد تدوم عقودًا، أو حتى قرنًا, إلا أنَّ تحريك الموضوع
قد بدأ".
لم
يأتِ صعود حزب "الإسلام" في بلجيكا من فراغ؛ فقد جاء وسط تزايد كبير
لأعداد المسلمين في العاصمة البلجيكية بروكسل, حيث يمثل المسلمون في الوقت
الراهن حوالي ربع سكان بروكسل وحدها, حسب كتاب صدر مؤخرًا من جامعة "لوفين"
الكاثوليكية، أكبر جامعة باللغة الهولندية في بلجيكا, ومن حيث القيمة
الحقيقية، تعتبر بروكسل أكثر المدن الإسلامية في أوروبا من حيث عدد السكان.
ووَفقًا
لدراسة أجراها عالم الاجتماع "فيليس داسيتو" تنبأ فيها بأنَّ المسلمين
سيمثلون غالبية سكان بروكسل بحلول عام 2030م, كما أنَّ نسبة المسلمين في
بلجيكا كلها ستزيد إلى 10٪ بحلول عام 2020م في حين أنها تمثل في الوقت
الراهن 6٪, والتي تعتبر واحدة من أعلى المعدلات في أوروبا.
معظم
المسلمين في بروكسل؛ 70٪ من المغرب، و20٪ من تركيا، بالإضافة إلى نسبة 10٪
أخرى من ألبانيا ومصر وباكستان وشمال إفريقيا, وقد توافدوا على بلجيكا في
الستينيات من القرن الماضي, وتزايدت الأعداد في المجتمع المسلم هناك بشكل
مستمر سواء من خلال ارتفاع معدلات المواليد وتأثير الوازع الديني في تشجيع
النسل أو من خلال الهجرة.
ومن
الملفت للنظر أنَّ اسم "محمد" أصبح الأكثر شعبية منذ عام 2008م في بروكسل
للأطفال الذكور, بل هو أيضًا الأكثر شعبية للأطفال الذكور في ثاني أكبر
مدينة في بلجيكا "انتويرب" حيث يقدر أن 40٪ من أطفال المدارس الابتدائية
مسلمين.
أما
الحقيقة الأهم في بلجيكا فهي وصول أعداد الذين اعتنقوا الإسلام من
البلجيكيين الأصليين إلى ثلاثين ألف شخص, فضلًا عن دخول أكثر من ألف في
الإسلام سنويًّا, حيث سُجل في العشر سنوات الأخيرة 8 آلاف مسلم جديد من
السكان الأصليين.
-------------------
طالع.. المصدر
تعليقات