أضحى تركيا .. عيد الإنسانيَّة والعطاء!
ترجمة: حسن شعيب
بينما
يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بعيد الأضحى، من 26 -28 أكتوبر،
تستمر تركيا في تعزيز قيم الحب والوحدة والمحبَّة من خلال البرامج
المتعدِّدة لمساعدات المحتاجين والمنكوبين, مستغلين في ذلك الأضاحي التي
يتم ذبحها خلال العيد يتمّ لتوزيعها على المعوزين.
تبدأ
استعدادات الدولة التركيَّة والمنظمات الخيريَّة بجمع المساعدات
الغذائيَّة والتبرعات لتوزيعها على الفئات الضعيفة من السكان في تركيا
والخارج, فمنذ عام 2005 بدأت المنظمات التركيَّة الخيريَّة عملها، حينما
ضرب زلزال مدمر دولة باكستان، وفي ذلك العام، قدمت تركيا لضحايا الزلزال
الباكستاني حوالي 9 آلاف أضحية من المواشي.
ومن
هذا الحين, عزَّز الهلال الأحمر التركي حملاته لتقديم المساعدات في العديد
من أنحاء العالم، بما في ذلك باكستان والسودان والأراضي الفلسطينيَّة،
والبوسنة والهرسك، ومقدونيا، وصربيا، ومولدوفا، والصومال وبورما, ولا يميز
الهلال الأحمر التركي في تقديمه للمساعدات بين المسلمين وغير المسلمين, حسب
موقع "ست تايمز" التركي.
من
جانبه يقول حياتي جيتين, عضو مجلس إدارة الهلال الأحمر التركي، "إن دموع
الثكلى ليس لها دين ولا تتحدث بلغة محددة", مضيفًا "أن هدفنا ليس لتزويد
المحتاجين بالغذاء فحسب، ولكنه كذلك من أجل توسيع نطاق يد العون الممدودة
من الإسلام، بالإضافة إلى مشاركتهم جميع التقاليد الخاصة في العيد
كالاحتفال معا في وسط القرية".
لا
يقتصر الأمر على أنشطة الهلال الأحمر التركي فحسب ولكنها تسير بشكل متوازي
مع المشاريع الخيريَّة التي تقدمها منظمات المجتمع المدني الأخرى, مثل
منظمة "كيمس يوك مو", غير الحكوميَّة التي ساهمت منذ 2006 في إرسال مساعدات
عديدة إلى كينيا وإثيوبيا ونيجيريا وإندونيسيا ولبنان وباكستان واليمن،
وسريلانكا وألبانيا والبوسنة والهرسك، وأذربيجان، والأراضي الفلسطينية
وأفغانستان وقيرغيزستان وموزمبيق وبورما وبيرو، كمبوديا والسنغال وجورجيا.
وفي
العام الماضي قامت منظمة "كيمس يوك مو" بتوزيع اللحوم على أكثر من 179 ألف
عائلة في 43 دولة خلال عيد الأضحى, بينما تهدف المنظمة هذا العام للوصول
إلى أكثر من 70 دولة في أفريقيا وآسيا والبلقان والشرق الأوسط, حيث يقول
يوسف يلديرم, مدير المنظمة للإغاثة الخارجية, "إن هذه المساعدات تساهم في
خلق ردود أفعال إيجابية لتركيا من حيث المكانة والمصداقيَّة وتحسين
العلاقات التجاريَّة في جميع البلدان التي لديها ثقة كبيرة في بلادنا".
كما
أشار يلدريم "عند اختيار الأسر المعوزة, نقوم أولا بالبحث الاجتماعي
للتعرف على الأشخاص المناسبين، وخاصة في مثل هذه الاحتفالات والأعياد، كما
نجلب معنا العديد من الألعاب لمنحها للأطفال في البلدان المختلفة, فمن
المؤكَّد ستنسيك تلك الابتسامة المرسومة على وجه أحدهم كل المسافة التي
قطعناها للوصول إليهم".
أما
جمعية ياردم (يد المساعدة), جمعية خيريّة تركيَّة غير ربحية, فإنها تخطط
لتوزيع اللحوم على 30 دولة من خلال التبرعات المقدمة من المواطنين, حيث
يقول محمد درعي المنسق الإعلامي للجمعيَّة "بالرغم من أن المساعدات المقدمة
خلال عطلة "مجرد قطرة في محيط", فإن وجود المنظمة تتيح لها إجراء مشاريع
إغاثة في المستقبل".
جدير
بالذكر أن اتحاد المنظمات الخيرية أطلق في عام 2008 مشرعا تحت عنوان
"العائلات المتآخية" والتي تؤلف بين عائلة تركيَّة متبرعة مع أخرى فقيرة من
البلقان أو آسيا أو أفريقيا والشرق الأوسط والقوقاز بغض النظر عن الدين,
وقد استفادت الآلاف من الأسر في البلقان, من هذه التجربة وغيرها من
الإسهامات ولا سيما في البوسنة والهرسك.
وفي
هذا الصدد يقول حجر الدين ساهيتش, أحد البوسنيين, "نحن ممتنون للشعب
التركي وحكومته والمنظمات الإنسانيَّة التركيَّة الذين ساعدونا قبل وأثناء
الحرب والآن بعد 20 عامًا وبعد تلك الفترة، وهي لا تزال مستمرة لتقديم
المساعدة للمواطنين في البوسنة والهرسك".
جدير
بالإشارة المساعدات والتبرعات الخيريَّة سوف تركز على بورما ومسلموها
الذين عانوا لأكثر من عام من اضطهاد وتشريد وقمع, لذلك فإن نصف الأضاحي
التركية سوف تذهب لصالح مسلمي إقليم أراكان في بورما, حيث يتجه كثير من
الأتراك ذبح أضحيتهم وإرسالها العام الحالي إليهم.
من جانبه قال "محمد ستشار"، رئيس مجلس إدارة جمعية, "للمجلة التركية الإسبوعية"
الخيريّة، "إن 90% من الذين يتوجهون إلى الجمعية، من أجل ذبح أضاحيهم
خارج البلاد، يفضلون ذبحها في بورما، مشيرًا إلى أن أغلبية أضاحي، العام
الماضي، ذهبت إلى الصومال", مشيرًا إلى أن الجمعيّة تنوي ذبح ألفي سهم
أضحية، وسيذهب نصف هذا العدد إلى بورما.
----------------
تعليقات