حظر الأضحية.. الوجه الآخر للعنصرية!
ترجمة: حسن شعيب
حظر
ذبح الأضاحِي في بعض بلدان العالم من المؤكَّد أنه يعمِّق الشعور بالتمييز
العنصري ضد المسلمين, ويزيد الاحتقان بعدما أُجْهِضَت فرحتهم, بل والأكثر
من ذلك تغريمهم على أدائهم شعيرة من شعائر دينهم في يوم عيد الأضحى الذي
يحتفل به المسلمون في شتَّى بقاع الأرض, وبطبيعة الحال كانت إسرائيل على
رأس قائمة الدول التي تمنع المسلمين من فرحتهم وذبح أضحيتهم.
إسرائيل
حيث
منعت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين من ذبح الأضاحي حتى داخل منازلهم,
بل وفرضت غرامة قدرها 48 ألف شيكل (12600 دولار تقريبًا) على كل مَن يخالف
هذا القرار ويتمّ ضبطه أثناء ذبح الماشية, وبذلك يُحرَم الفلسطينيون من
سكان القدس الشرقية, من ممارسة واحدة من أهم شعائر الإسلام؛ حيث تحظر بلدية
القدس المحتلة ذبح المواشي خارج المسالِخ في حين أنَّها تسمح لليهود بذبح
الدجاج في عيد الغفران.
وفي
هذا الصدد يقول بعض الخبراء: "في الوقت الذي تترك فيه السلطات الإسرائيلية
اليهود بالقدس الشرقية يحتفلون بيوم الغفران كما يشاءون سواء بذبح الدجاج
أمام المنازل أو في الشوارع, فإنَّها تحظر نهائيًا على الفلسطينيين ذلك, بل
تمنعهم من إدخال أي منتجات حيوانية من لحوم أو ألبان أو جبن إلى القدس,
مما يبرز تمييز عنصري مَقِيت".
من
جانبه يقول أحد الفلسطينيين, يعمل بأحد مطاعم القدس, وأب لثلاثة أطفال
أكبرهم في الثامنة من عمره: "أشعر بالحزن الشديد حينما يَقْتَرِب عيد
الأضحى ولا أستطيع أن أشترِي خروفًا لأطفالِي الصغار كي يشعروا بالفرحة مثل
أقرانِهم في الضفة الغربية, حيث يحظر علينا الذبح, إضافةً إلى أن أسعار
الأغنام المذبوحة مرتفعة للغاية, وبالتالِي لم يتبقَّ من مظاهر الاحتفال
بالعيد سوى شراء الملابس الجديدة لعلها تدخل البهجة إلى نفوسهم".
روسيا
وردًّا
على الحظر الأخير الذي فرض على فيلم "براءة المسلمين" الذي أثار ضجة عارمة
في العالم بأسره بسبب إساءته لرسول الإسلام, اقترحت مجموعة من السكان في
موسكو فرض حظر على ذبح الأضاحي في العاصمة الروسية, وأرسلت المجموعة, التي
أطلقت على نفسها اسم " الائتلاف العام للدفاع عن موسكو"
بيان لها إلى معظم الصحف قالوا فيها إنَّهم سيقومون قريبًا بصياغة مشروع
لحظر جميع الأضاحي في عيد المسلمين وتقديمه للهيئات التشريعية.
وزعم
أحد النشطاء "أنَّ أداء شعيرة الأضحية الخاصة بالمسلمين تعتبر عملاً
بربريًا, ويؤذي مشاعر الكثير من الروسيين الذين لن يسمحوا بفعل ذلك في
القرن الواحد والعشرين", مدعيًا "أنَّ عمليات الذبح أمام الأطفال تُنَمِّي
داخلهم القسوة وعدم قبول القيم الإنسانية".
برغم
أنَّ المجموعة لم تسمِّي الأديان أو العقائد التي لا تزال تسمح بذبح
الأضاحي, ولكنَّها ذكرت صراحة في البيان نفسه أنَّ مبادرتها تلك تعتبر
ردًّا على حظر المحكمة الأخير لعرض الفيلم المثير للجدل والمسيء للإسلام
"براءة المسلمين", حيث إن المحكمة في أوائل الشهر الجاري أقَرَّت بأنَّ هذا
الفيلم يعدّ مادة متطرفة وحكمت بحظر نشره بشكل فعَّال في المدن الروسية.
برغم
ذلك فقد اعتبر العديد من المحللين السياسيين حظر الفيلم المسيء للإسلام
مجرَّد محاولة لخداع المسلمين بعطايا رمزية, بينما يشتكِي كثير من مسلمي
روسيا الذين يتراوح عددهم بين 15 و20 مليون نسمة من عدم تمتعهم بحقوقٍ
مساويةٍ لما يتمتع به المسيحيون الأرثوذكس, ومنها على سبيل المثال أنَّ
مدينة موسكو لا يوجد بها سوى خمسة مساجد لمليونَي مسلم.
سريلانكا
وفي الجانب الآخر من العالم, في سريلانكا,
التي يعيش فيها أكثر من مليوني مسلم, يمثلون 8% من تعداد سكان الجزيرة
المتاخمة لشواطئ الهند، يفرض على أداء شعيرة الأضحية وذبحها حظرًا منذ
سنوات طويلة, مما يصاعد من حدَّة التوتر كل عام ويزيد من مخاوف المسلمين من
وجود مُعوِّقات على شعائرهم من قبل الحكومة.
يشار
إلى أنَّ بعض أفراد الشرطة وأعضاء بعض المنظمات غير الحكومية قاموا بتسيير
مظاهرة احتجاجية للتصدِّي للجهود الرامية لإزالة المعوقات التي تفرض على
المسلمين حظر أداء شعيرة الأضحية, زاعمين أنَّ هذه الممارسات التقليدية من
شأنها إيذاء مشاعر الناس، ولذلك لابدَّ من فرض الحظر عليها, كما انضمَّ
إليهم بعض طلاب الجامعة الذين قاموا بتوزيع الملصقات التي تهاجم ذبح
الأضاحي.
-------------
تعليقات