ممنوعون من الحج في إفريقيا!
ترجمة: حسن شعيب
تأتِي
الرياح بما لا تشتهي السفن... فبرغم ترقُّب مسلمي العالم قدومَ فريضة الحج
من الحول إلى الحول, حتَّى يتمكنوا من تحصيل الثواب وتكفير السيئات, حالت
الأوْبِئة هذا العام مسلمي جمهورية الكونغو الديمقراطية ومسلمي أوغندا من
الذهاب إلى البقاع المقدَّسة.
في
هذه الآونة, يعيش مسلمو الكونغو الديمقراطية في حزنٍ وهَمّ, لاسيما بعدما
علموا بقرار السلطات السعودية بمنعهم من الحجّ والذهاب إلى البقاع
المقدَّسة هذا العام, وذلك بعد انتشار وبائي "ايبولا" و"كوليرا" في البلاد
التي تزيد نسبة المسلمين فيها عن 11 % من نسبة سُكَّان جمهورية الكونغو
الديمقراطية الذين يصلون لأكثر من 60 مليون نسمة.
من
جانبه قال الشيخ عبد الله مانجالا، ممثّل مسلمي الكونغو الديمقراطية: إن
"المسلمين المقيمين في الكونغو الديمقراطية لن يُكْتَب لهم الحج هذا
العام". مشيرًا إلى "أنَّ السلطات السعودية اتخذت هذا القرار لتفادي أي
عدوَى بفيروسي "ايبولا" و "الكوليرا", اللذين تفشَّيَا في البلاد في الآونة
الأخيرة.
يذكر
أنَّ الإصابات بفيروس الكوليرا في الكونغو الديمقراطية بدأ تسجيلها منذ
أكثر من عام, بينما سجلت إصابات بفيروس "ايبولا" منذ شهرين فقط، حتى وصلت
أعداد الإصابات إلى أكثر من 20 ألف شخص أصيبوا بالكوليرا في 2012 بالكونغو
الديمقراطية مع نسبة وفاة من 2%.
وحسب
ما قاله لوديغير بازيرا, ممثِّل الصحة العالمية في العاصمة كنشاسا: "سجّلت
منذ أغسطس الماضي 74 حالة إصابة بفيوس "ابيولا" من بينهم 36 حالة وفاة أي
50%", مضيفًا أنَّ هذا المرض أصبح تحت السيطرة واقتصرت على بلدة في شمال
شرق إيسيرو".
كما أضاف مانغالا لموقع نيوز24
الجنوب إفريقي قائلاً: "إنَّ المسلمين الكونغوليين الذين كانوا يَنْوون
الذهاب إلى الحج هذا العام عددهم ثلاثمائة, بينما تتراوح أعداد المسلمين في
الكونغو الديمقراطية ما بين تسعة وعشرة ملايين مسلم, يعانون من الفقر
الشديد والأمية والتجاهل والإهمال من قِبَل العالم الإسلامي لأوضاعهم التي
تستحقّ الالتفات إليها ومساعدتهم".
ونحن
إذ نتحدث عن أوضاع المسلمين في الكونغو الديمقراطية, ينبغي علينا أن
نسلِّط الضوء على معاناتهم الشديدة لعقود طويلة بسبب الفقر المدقع والتهميش
سياسيًا واقتصاديًا من قِبَل حكومات الكونغو المتعاقبة مما أدَّى إلى
تحوُّل الكثير منهم إلى النصرانية خاصة لِمَا يرونه من دعم مالِيٍّ معنوي
تقدّمه المنظمات التنصيرية المنتشرة في جميع مدن الكونغو.
دخل
الإسلام الكونغو من البوابة الشرقية للبلاد, وذلك في عام 1830 م, وكان
السبب في دخول الإسلام التجَّار العرب والمسلمين, وأخذ الإسلام ينتشر في
ربوع البلاد حتى زاد عدد المسلمين عن 20 مليون, ولكنَّه سرعان ما أخذ في
التراجع, بسبب الاحتلال الغربي "البلجيكي"؛ لأنه فرض على المسلمين الجهل
ومنعهم من الحصول على فرصة التعليم.
"لم
أتمكن من تدبير سوَى نصف التكاليف من أجل تنفيذ خطتي لأداء مناسك الحج هذا
العام إلا أنَّ الصعوبات المالية ستعوقنِي عن ذلك, إنه أمر مؤسف للغاية,
لكنني أدعو الله أن يمكننِي من تحقيق حلمي في العام القادم" هذا ما قاله
منصور موتيكانجا, مقيم في مدينة نماسوبا بأوغندا تعبيرًا عن شوقه للحج ولكن
الانهيار الاقتصادي حال دون ذلك في العام الماضي, ثم جاءت الأوبئة لتحرمه
منه هذا العام.
حيث
إن "ابيولا" قتلت في أوغندا 17 شخصًا خلال ثلاثة أشهر الماضية, لذلك منعت
السعودية كذلك مسلمي أوغندا من الذهاب للحج هذا العام, برغم أنَّ العديد من
المسئولين يؤكّدون في وقت سابق في هذا الشهر أنَّ الأمور أصبحت تحت
السيطرة, ومناشدتهم جميع البلدان رفع القيود المفروضة على سفر الأوغنديين.
جدير
بالذكر أنَّ مرض "ابيولا" لم يكتشف له حتى الآن علاج أو لقاح مضاد للفيروس
المسبب للمرض, وهو مرض نادر "نزفي" التي تقتل ما بين 25٪ و 90٪ من المرضى
الذين يصابون به، اعتمادًا على سلالة من الفيروس, وقد سمي على اسم نهر صغير
في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
جدير
بالإشارة, أن نسبة أعداد المسلمين في أوغندا تقدر في الوقت الحالي بما لا
يقل عن 40 % من نسبة السكان، فيما تقول المصادر الرسمية إنها لا تزيد عن 15
%, وقد حرم الكثير منهم كذلك في العام المنصرم من الذهاب للحج بسبب الأزمة
الاقتصادية, ولم يذهب سوى 866 حاج أوغندي لزيارة الأماكن المقدسة.
-----------------
طالع .. المصدر
تعليقات