مسلمات إسكتلندا.. تتحدى الإسلاموفوبيا
ترجمة: حسن شعيب
"نسيم أزاد", فتاة مسلمة, فخورة بدينها، مخلصة له، وتتفانى للعمل من أجله، كما هي مطيعة وبارة بعائلتها؛ مما ألهمها أنْ تقف في وجه المفاهيم الخاطئة التي يُقذَف به دينها في المملكة المتحدة.
"نسيم أزاد", فتاة مسلمة, فخورة بدينها، مخلصة له، وتتفانى للعمل من أجله، كما هي مطيعة وبارة بعائلتها؛ مما ألهمها أنْ تقف في وجه المفاهيم الخاطئة التي يُقذَف به دينها في المملكة المتحدة.
في عام 2005م قامت نسيم بتأسيس منظمة "ما وراء الحجاب"،
والتي ضمت المسلمات التي تعيش في شمال غرب العاصمة الإسكتلندية "إدنبرة"
بدافع التعرُّف على الإسلام، والذي لم يكن الشعب الإسكتلندي يعرف عنه
الكثير ولا عن المسلمين أنفسهم.
لقد
أصبح هذا العمل ذات أهمية قصوى ولاسيما بعد الأحداث التي غَيَّرت العالم،
كما توضح نسيم: "بعد أحداث 11 سبتمبر و7 يوليو شعرنا أنَّ المسلمين يكتب
عنهم الإعلام والصحافة بشكل سيء، كما انتشرت الكثير من المفاهيم الخاطئة
والسلبية عن الإسلام والمسلمين بشكل عام؛ فأحسسنا أنَّنا علينا أنْ نقوم
بدورنا".
لذا كانت منظمة "ما وراء الحجاب" تعمل على سَدِّ الفجوة بين المؤسسات والمجتمع المسلم من خلال نشر مبادئ المجتمع الإسلامي وثقافته؛ فعلى سبيل المثال: طلبت هيئةُ الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة من "ما وراء الحجاب" النصيحةَ فيما يتعلق بمطالبة المسلمة بإزالة حجابها.
في الآونة الأخيرة,
شاركت نسيم ومجموعة مُكوَّنة من 40 مسلمة في إدنبرة في حملة قومية تحت
عنوان "أتحدث عن نفسي"، والتي أطلقت لمساعدة المرأة المسلمة، وتحدي الصور
النمطية السلبية المنتشرة في إسكتلندا عن دينهم؛ وذلك بواسطة مطالبة النساء
بكتابة: كيف يصور الإسلام؟ وكيف يردون على هذه الصورة السلبية؟.
وإليكم عَيِّنة من الرسائل التي تلقتها الحملة من المسلمات في العاصمة الإسكتلندية:
"أرجوك لا تتعرف عليَّ من خلال الإعلام، ولكنْ اعرفني شخصيًّا".
"الإسلام لا يعني (نحن أفضل منكم)، ولكنَّه يقول: "دعوني أُبَيِّنْ ما هو خير لي ولكم".
"لا تَعْتبر ما تسمعه أمرٌ مفروغ منه, اسألْ فحسب, لقد اعتنقت الإسلام في عمر 18 عامًا، إنَّه أفضل شيء حدث لي على الإطلاق".
"أنا مسلمة، وأشعر بالحزن حينما يموت الجنود الشباب".
"حجابي تاجي, أشعر كأنَّني ملكة عندما أرتدي".
"احكم عليَّ بما أنا عليه, وليس ما أرتديه".
من جانبها،
تقول نسيم: "دومًا كان هناك عنصرية, نعلم أنَّها لا عذر لها لكنها موجودة
دومًا, ولكنْ هناك تغير دراماتيكي من العنصرية إلى الإسلاموفوبيا، وهذا هو
الفارق الكبير"، مؤكدةً أنَّ "الإسلاموفوبيا أكثر تعقيدًا من العنصرية التي
تعتبر مرفوضة من جميع الطوائف، ولاسيما ألفاظها المنبوذة والازدرائية على
غرار (اذهبوا لبلادكم)".
وأضافت قائلة:
"لكنها حينما تصبح "إسلاموفوبيا" فيمكنك أنْ تقول: إنَّها عملية وطريقه
تفكير وراءها وهناك من يغذيهم بها في مكانٍ ما؛ لذا فقد قامت "ما وراء
الحجاب" بإنتاج كُتَيِّب يوفر الفَهْم الأساسي للإسلام، في محاولة لوضع
الأمور في نصابها الصحيح, ولمواجهة التحامل والتحيز ضد المسلمين، وإبراز
الجوانب الإيجابية للدين الإسلامي".
كما
تناول الكُتَيِّب- حسب قول نسيم- كيف يُتحدَّث عن المسلمين في هذا العصر,
وبعض تعليقات هؤلاء تعتمد على الجهل بالشيء, وقد كانت هناك ردود فعل
إيجابية لأنَّنا نحاول أنْ نزيل المفاهيم الخاطئة.
قد
يتطلب الأمر الكثير من الجهد والكثير من العمل الشاق للوصول إلى الناس
والاقتراب منهم؛ فالأسئلة السبيل الوحيد للمعرفة حتى يمكنك إزالة الصور
السلبية عن هذا الدين".
في
محاولة منها للتعبير عن شعورها حول الطريقة التي يُنظَر بها للمسلمين في
المجتمع البريطاني- كتبتْ نسيم في إحدى فعاليات "أتحدث عن نفسي" قائلة:
"إذا ارتكبتُ جرمًا أو أحدثتُ خطأً فاسمي" نسيم"، وينبغي عليَّ كفرد أنْ
أواجه تداعيات ونتائج ما فعلت, لكنْ في كل مرة إذا حدث خطأ ما فإنَّ
الإسلام يوضع في قفص الاتهام، ولابد أنْ يقدم للمحاكمة، ويغدو كل شيء ضد
الإسلام..." إنَّها في الأساس حربٌ على الإسلام.
وختمت قائلة: "إذا ما فعلتَ أنت شيئًا خطأً يقولون إنَّه "جون" المخطئ, أمَّا إذا ارتكبتُ خطأ يقولون إنَّها مسلمة!".
--------------
...المزيد
تعليقات