رمضان .. دعمٌ للمسلمين الجدد!

ترجمة: حسن شعيب
الليلة الماضية في  هيوستن الأمريكية, كان لي الشرف لقاء شاب يُدعى عبد الرحيم الذي اعتنق الإسلام منذ عامين فقط, حيث تناولنا سويا بعد محاضرتي في المسجد طعاما خفيفا على العشاء مع صديقاي فاروق رزفي ومحمد خان فايز, وحسب علمي تعود جذور عبد الرحيم للأصول اللاتينية والوحيد الذي اعتنق الإسلام في عائلته.

بدأتُ حديثي مع عبد الرحيم ونحن نتناول الطعام, عندما قال لي شيء سمعته من العديد من معتنقي الإسلام الجدد، لكنها لا زال يؤلمني سماعها, حيث قال "حقا عندما تعتنق الإسلام يُصبح الناس من حولك منفعلين وفرحين بك, ويظل هذا في البداية فحسب", منوها "لكن بعد ذلك ينفضون من حولك وينسونك".

وهذا ما استدعى إلى ذهني عندما كنت في حفل عشاء وسألت فتاة صغيرة، ثماني سنوات، ما الوقت المفضل لديك في رمضان, فأجابتني قائلة "انها تستمتع بالوقت الذي يسبق الإفطار مباشرة لأن عائلتها تجتمع سويا", فما لا شك فيه إنه أمر رائع أن يكون لك عائلة تفطر معها في رمضان, لكن ما بال هؤلاء الذين ليس لديهم عائلة مسلمة كالمسلمين الجدد، وما الذي قدمناه لهم, على حد سواء خلال شهر رمضان أو في غيره؟

إنه من الصعب للعديد منا أن يجد مكانا يتناسب معه وينتمي إليه, وهذا ما يكون أكثر صعوبة بالنسبة للمسلمين الجدد, والذين يحاولون العثور على الأشخاص الذين يمكنهم أن يتفهموا ما يمرون به، حيث كانت لديهم حياة سابقا كاملة يعيشها قبل اعتناق الاسلام، ومن ثم يساعدوك على اتخاذ قرارات تستند على التعامل مع ما يمكن تسميته تحديا, وهذا ما يقول العديد أنها من تعاليم الإسلام, فليس من المفترض أن تساعد المتحول للإسلام الجديد في فهم ما ينبغي عليه القيام به فحسب, ولكن عليه أن يجعله يعتقد فيما ينبغي عليه فعله.
عندما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رفقة عبد الرحمن بن عوف, والذي كان واحد من أوائل الذين تحولوا للإسلام، وقبل اعتناقه كان اسمه عبد عمرو, وهي إحدى الحالات القليلة التي سأل فيها النبي شخص ما للقيام بذلك، حيث أوصاه أنه ينبغي عليه أن يغير اسمه عبده عمرو، والذي يدل على أنه منقاد لكيان آخر غير الله، بينما يدل اسم عبد الرحمن أهنه خادم وعبد لله وحده الرحمن الرحيم.
علاوة على ذلك فقد كان لعبد الرحمن بن عوف صديق اسمه أمية الذي كان يكن كرها عميقا للإسلام، وبعد اعتناقه للإسلام شكّل هذا ضغطا على العلاقة بينهما, وعندما أبرم عبد الرحمن وأمية عقدا مع بعضها البعض، والذي ينص في الأساس على رعاية وحماية عائلات بعضها البعض وممتلكاتهم, وقد وقع عبد الرحمن بن عوف العقد باسم عبد الرحمن, فقال له أمية أنا لا أعرفك بهذا الاسم، فمسح عبد الرحمن بن عوف اسمه ووقع عبد عمرو, فلماذا فعل ذلك؟
لأن عبد الرحمن بن عوف كان من هؤلاء الذين اعتبرهم النبي من كبار الصحابة وأحد المبشرين بالجنة, وقد تقلد العديد من المناصب خلال حياته في الإسلام, لكنه كذلك كانت لديه أيضا حياة قبل أن يصبح مسلما, وكان لديه عائلة وأصدقاء يتعامل معهم, ولم يكن من السهل أن يرفض كل هذا ويصبح أكثر قوة وتحمسا في الحياة بعيدا عن هؤلاء والذين من المفترض أن يكونوا الأقرب إليك.
في كثير من الأحيان يبدو أصدقاء وعائلات المسلمين الجدد مرتبكين ولديهم خيبة الأمل لرؤية أحبائهم تحدث لحياتهم تغييرات جذرية, في حين أن محبة الشخص ينبغي أن تعني قبولهم على ما هم عليه بل وتقديم الدعم لهم عند رغبتهم في تحسين أنفسهم, لأن جذبهم للخلف بزعم أن المسار الذي يسيرون فيه يجعلهم غريبين بالنسبة لك لهي محض أنانية, لكن ينبغي استيعاب رغبة المتحولين لإجراء تغييرات في حياتهم بأنها ليست إنكار لتراثهم أو تنشئتهم.
وكما نكبر وننمو مؤسسيا في الولايات المتحدة، فإنه من الأهمية أن نعزز وندعم المساحات التس تجعل الناس يشعرون بالراحة كما يتعاملون مع المجتمع العادي, لذلك نرى مثل هذه المبادرات التي انطلقت بالفعل في أماكن مثل منظمة التأليف في ولاية كاليفورنيا التي أصبحت مكانا آمنا بالنسبة للكثيرين في المجتمع المسلم، والمسلمين الجدد ولا سيما هؤلاء الذين ولدوا ونشئوا في عائلة غير مسلمة، الذين يحاولون معرفة المكان الذي ينتمون إليه.
كما أن هناك برنامجا في مركزنا الذي يدعى "سلسلة المتحولين" والذي يجتذب المسلمين الجدد من خلفيات متنوعة والذين تجمعهم حاجة مشتركة ليتقاسموها، ويتعلموا من تجارب بعضهم البعض, كما يقوم بذلك صهيب ويب، إمام مسجد في بوسطن، وهو من المتحولين أنفسهم ويقوم بتنظيم برنامج مماثل أيضا حيث استضاف مؤخرا حفل إفطار للمسلمين الجدد وعائلاتهم لكي يبدد لدى هؤلاء المتحولين الشعور بالفقدان والانفضاض من حولهم, وذلك بتناول الإفطار مع أحبائهم ومثل هذه البرامج يمكن أن تخفف كثير من الاحباط الذي يشعر به المسلمون الجدد بالوجود في مكان يمكن تشعر فيه الانتماء دون الاضطرار إلى التخلي عن هويتهم.
*خالد لطيف إمام مسجد في الولايات المتحدة ويكتب التجارب التي يمر بها في شهر رمضان وذلك لموقع "هوفينجتون بوست".

 
 ------------------------------

طالع.....المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء