رمضان الويغور.. قمعٌ دائم!
ترجمة: حسن شعيب
يبدو
أن المسئولين الصينيين استعدوا لشهر رمضان هذا العام بموجة قمع جديدة على
معظم الأقاليم المسلمة الواقعة غرب البلاد ولا سيما إقليم شينجيانج, الذين
يذوقون ويلات الاضطهاد والعنف منقطع النظير، والذي تزداد وتيرته خاصة في
شهر رمضان.
في
سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الاضطهاد الصيني تجاه مسلموها, قامت
السلطات الصينية بحظر الصيام على المسئولين والطلاب المسلمين في إقليم
شينجيانج خلال شهر رمضان, حيث أصدر مجلس بلدية زونجلانج في منطقة كاشغار في
اقليم شينجيانج ان "لجنة البلدية أصدرت توجيهات شاملة حول الحفاظ على
الاستقرار الاجتماعي خلال شهر رمضان", مشيرا إلى أنه "يُحظر على كوادر
الحزب الشيوعي والموظفين (بمن فيهم المتقاعدين) والطلاب المشاركة في
النشاطات الدينية في شهر رمضان".
كما
دعا البيان الذي نُشر على موقع حكومة شينجيانج، قادة الحزب الى احضار
"هدايا" هي عبارة عن طعام لزعماء القرى المحلية للتأكد من أنهم مفطرون خلال
شهر رمضان, كما صدرت أوامر مماثلة لوقف النشاطات الرمضانية، حيث دعا
المكتب التعليمي في مقاطعة وينسو بالإقليم المدارس من التأكد من عدم زيارة
الطلاب للمساجد خلال شهر رمضان.
من
جانبها حذرت مجموعة حقوقية حقوقيه من اندلاع موجة عنف جديدة, بعد اصدار
توجيهات نشرتها العديد من المواقع الالكترونية الحكومية لقادة الحزب
الشيوعي بتقييد النشاطات الدينية للمسلمين خلال شهر رمضان بما في ذلك
الصيام وزيارة المساجد, حيث قال ديلشات ريكسيت, المتحدث باسم المجموعة, "إن
الصين بحظرها الصوم خلال شهر رمضان تستخدم أساليب إدارية لإجبار شعب
الويغور على تناول الطعام حتى يفطروا في نهار رمضان".
كما
أشارت مجموعة "مؤتمر الويغور العالمي" في المنفى إلى "أن الحكومة الصينية
ترسل مجموعات داخل الدوائر الرسمية والمنظمات لمراقبة من يصوم رمضان, بل
ويدخلون إلى المساجد في جميع مناطق الإقليم" مضيفة "هذه السياسة ستجبر "شعب
الويغور على زيادة مقاومته لحكم الصين".
وأضاف
راكسيت "أن هذه المجموعات سوف تتمركز في المساجد على مدار الساعة، خلال
شهر رمضان, لكي تقوم بالمراقبة التكنولوجية والمراقبة الشخصية على حد
سواء",
من
جانب آخر قال أحد العمال الذي ينتمي إلى الويغور "إنه من المرجح للغاية
قيام الحكومة الصينية بعمليات تفتيش في الليل"، مضيفا "كما يحظر على
المطاعم التي يديرها المسلمون الويغور إغلاقها نهارا خلال شهر الصيام، كما
هي العادة في المناطق الإسلامية الأخرى في العالم"
أما
تشونغ أحد سكان الهان الصينيين من إقليم أورومتشى فقد قال إنه يعتقد أن
هذه الاجراءات جاءت قاسية للغاية" مؤكدا أن هذا خطأ كبير لأنه تدخل في
الشؤون الدينية للآخرين الدينية", مشيرا إلى الحملة الأمنية الكبرى التي
شنتها السلطات الصينية على المطاعم في اورومتشي, التي أغلقت مبكرا خلال شهر
الصيام".
وبحسب
البيانات الرسمية المنشورة على المواقع التابعة لسلطات لإقليم شنجيانغ،
فلا يستطيع المسلمون إغلاق مطاعمهم خلال نهار رمضان؛ حيث تقوم الشرطة
بإجبارهم على ألّا يغلقوا مطاعمهم في نهار رمضان.
كما
أوضح أحد مسئولي الشرطة بمنطقة هوتان بأن هذه الإجراءات مقصورةٌ على
المطاعم التي يمتلكها الويغور، ولا يخضع مسلمو الهان مثلًا لمثل هذه
الإجراءات, مضيفًا: "إنها سياسة حكومية، تُفرَض على مسلمي الويغور خلال شهر
واحد، وهذه أوامر عليا من حكومة هوتان، لذا فيجب أن تظل كل المطاعم مفتوحة
خلال شهر رمضان".
من
جانبه يقول أحد أصحاب المطاعم من مسلمين الويغور: إنّ مَن يخالف أوامر
السلطات المحلية بخصوص إغلاق المطاعم خلال نهار رمضان، أو ينتهك الحظر
المفروض على أشياء كثيرة من مظاهر الدين الإسلامي، سيتعرض لعقوبات صارمة.
ويضيف: "وتنص الأوامر على أنّ من يغلق مطعمه في تلك الفترة سيعاقب بإغلاق
مطعمه لفترة تتراوح بين 6- 12 شهرًا، بالإضافة إلى غرامة مالية سيتوجب
علينا دفعها"!
جديرٌ
بالذكر أن إقليم شينجيانج يضم نحو تسعة ملايين مسلم من إتنية الويغور
"تركستان" الذين يتحدثون اللغة التركية ويتهم العديد منهم القادة الصينيين
بالاضطهاد الديني والسياسي, حيث تمارس الحكومة الصينية بحقهم أبشع أنواع
الاضطهاد والقمع, كان أخرها ما شهده الإقليم من اعمال عنف في عام 2009, مما
أدى إلى مقتل 200 شخص من الويغور.
--------------------------
طالع ... المصدر--------------------------
تعليقات