آسام الهندية.. إبادة جديدة للمسلمين!
ترجمة: حسن شعيب
تحت
سمع وبصر العالم, يُقتل المسلمون ويُذبحون ويتعرضون لأبشع الجرائم ولا
يتحرك أحد, فها هم البوذيون لم يفرغوا بعد من جريمتهم البشعة بحق مسلمي
بورما ولا زالت أيديهم ملوثة بدمائهم, حتى دشنوا بنفس الطريقة حملة قمعية
جديدة ضد المسلمين أيضا ولكنها كانت هذه المرة في الهند بولاية آسام, حيث
هاجم مسلحون من قبائل بودو البوذية بالولاية السكان المسلمين فأصابوا منهم
قتلى وجرحى.
وكما
كانت بداية التطهير العرقي في بورما, يبدو أنه مسلسل يتكرر دبروه البوذيون
بليل ليبرروا معظم اعتداءاتهم، زعمًا بأن هجومهم كان بسبب اعتقاد أن
المسلمين جريمة قتل لأربعة شبان بوذيين, كما أُشيع في بداية أحداث بورما
أنها كانت نتيجة لاعتقاد السكان البوذيين أن مسلمًا اعتدى على فتاة بوذية.
وجدت
الميليشيات البوذية والهندوسية في ولاية آسام الهندية الحدودية القريبة من
بورما, ملاذها فيما أشيع ليرتكبوا مجزرة أخرى بحق المسلمين في آسام، والتي
راح ضحيتها العشرات وأصيب 400 بحسب إحصائيات أولية، فيما نزح أكثر من 50
ألف مسلم إلى مناطق هندية داخلية وإلى معسكرات الإغاثة هربًا من المواجهات
بعد حرق 500 قرية.
ليس
هذا فحسب بل إن السلطات الرسمية شاركت في هذا التطهير العرقي, حيث شنت
قوات الشرطة حملة قمع غير مسبوقة، وفتحت النار على الاحتجاجات التي نظمها
المسلمون هناك, بينما أكدت أكبر منظمة إسلامية في الهند (مجلس شورى عموم
مسلمي الهند) أن المسلمين بولاية آسام يتعرضون لحملة تطهير عرقي من قبل
متشددي البودو، مشيرةً إلى أنها أرسلت بعثة لتقصي الحقائق حول أعمال العنف
الطائفية التي وقعت خلال الأيام الماضية وأسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص
ونزوح عشرات الآلاف كذلك.
وأشارت
المنظمة الإسلامية التي تنضوي تحتها المنظمات الإسلامية الهندية الأخرى
"إن بعثة تقصي الحقائق، التي توجهت إلى ولاية آسام، ضمت ممثلين للمنظمات
الإسلامية، في زيارة تستمر أربعة أيام؛ حيث تشارك أيضا في جهود الإغاثة في
المنطقة" مضيفة "أن الوفد سيزور معسكرات المشردين في منطقة كوكراجهار
والمناطق المجاورة لها بولاية آسام والتي شهدت أعمال العنف الطائفية خلال
الأيام الماضية".
حسبما
قالت هيومن رايتس ووتش فقد أسفرت حملة التطهير العرقي التي قام بها متشددي
البودو في آسام ضد مسلمي ولاية آسام الهندية عن مقتل أكثر من 45 شخصًا
وتشريد نحو 300 ألف شخص", مشيرة إلى سياسة الحكومة الهندية " أن السلطات
الهندية تطبق سياسة (إطلاق النار بمجرد النظر) على أي متجول لفرض حظر
التجول في المنطقة, وهذا ما يمنح قوات الأمن الضوء الأخضر لاستخدام نيرانها
في أوقات غير ضرورية وغير قانونية".
من
جهة أخرى دعت منظمة هيومن رايتس ووتش, مقرها نيويورك, الحكومة الهندية إلى
التحقيق في أعمال العنف ومقاضاة المسئولين عنها مع معالجة الأسباب التي
تقف وراء المصادمات العرقية, مؤكدة على ضرورة التزام قوات الأمن بالمعايير
الدولية التي لا تسمح باستخدام القوة القاتلة إلا عند الضرورة المطلقة
لحماية النفس".
الأدهى
من هذا هو صمت العالم حيال هذه المجازر التي ترتكب بحق المسلمين في هذه
المنطقة, فيموت المئات بل والألوف من المسلمين ولا يتحرك أحد ولا يجيب,
بينما تجد هؤلاء الخرس يقيمون الدنيا على هدم بعض التماثيل في تونس أو
تمبكتو في مالي, لأن هؤلاء يكيلون بعدة مكايل عندما يتعلق الأمر بالمسلمين.
جدير
بالإشارة أن ولاية آسام الهندية تقع في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد,
يحدها من الشمال الشرقي دولة بنجلاديش، ومن الشمال الغربي دولة بوتان، ولا
يفصلها من الشرق عن بورما سوى ولايتا ناجَلاند ومانيبور, كما يُمثل
المسلمون في آسام نسبة 31% من إجمالي عدد سكان الولاية، حيث تعتبر ثاني
الولايات الهندية من حيث عدد المسلمين بعد جامو وكشمير، ويبلغ عدد المسلمين
بها حوالي ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة.
-------------------
تعليقات