سُبْعُ سكان العالم جوعى
ترجمة: حسن شعيب
في
تطورٍ خطير، وزيادة لم يسبق لها مثيل- ارتفع عدد الذين أصيبوا بنقصٍ حادٍ
في الغذاء هذا العام إلى 43 مليونًا ليضافوا إلى الجوعى في جميع أنحاء
العالم, حتى حذرت منظمات إغاثة عالمية من شبح المجاعة الطاحنة الذي خيم على
العالم، مشيرةً إلى أنَّ مليار نسمة تقريبًا يعانون من الجوع، وهو رقم
يعادل سُبْع سكان المعمورة.
فلأول
مرة في التاريخ الحديث- وفقًا لمنظمة أوكسفام- كان على المنظمات الإنسانية
أنْ تستجيب لثلاث أزمات غذائية خطيرة "في غرب إفريقيا واليمن وشرق
إفريقيا" خلال الـ 12 شهرًا الماضية، لكنَّ هذا العام شهد زيادة ملحوظة
ومرعبة هذا العقد.
للأسف،
المعروف جيدًا في هذه القضايا أنَّ كارثة المجاعة لم تتصدر الصحف في العام
الماضي إلا بعد إعلان المجاعة في الصومال، والتي أودت إلى مقتل ما
يُقَدَّر بنحو مائة ألف شخص، وأثرت على 12 مليون نسمة, وبذلك مات الكثير
بدون سبب، وأنفقت الملايين من الدولارات الإضافية، وذلك ببساطة لأنَّ
المجتمع الدولي قد فشل في العمل بعد الإنذار المبكر.
من
جانبها قالت "بوني رايت"، الممثلة الإنجليزية بسلسلة أفلام هاري بوتر،
والعائدة للتو من السنغال الواقعة بمنطقة ساحل غرب ووسط إفريقيا، حيث يهدد
نقص الغذاء أكثر من 18 مليون شخص- قالت: "نحن الآن في مرحلةٍ يمكننا فيها
تفادي وقوع مجاعة؛ فنحن في أفضل وضع لمد يد العون بدلًا من الانتظار إلى
أنْ نجد أنفسنا في وضعٍ بالغ الصعوبة؛ حيث نخسر أعدادًا من البشر كل
ثانية".
أما
الجمعيات الخيرية، فقد حثت "ديفيد كاميرون", رئيس وزراء بريطانيا, على
استغلال "قمة الجوع" الذي تستضيفه بريطانيا، وسيعقد الأسبوع المقبل ليتزامن
مع اليوم الختامي لدورة الألعاب الأولمبية في لندن, ويتوقع حضور قادة
العالم، ورؤساء المنظمات غير الحكومية، ورجال الأعمال الرائدة؛ لكي يعلن
أثناء فعاليات المؤتمر إطلاق أكبر حملة ضد الجوع على الإطلاق, والحديث عن
ارتفاع رقم 180 مليون نسمة من الأطفال الذين يعانون من توقف النمو العقلي
والبدني؛ نتيجة لسوء التغذية, فضلًا عن أكثر من مليونين ونصف مليون طفل
يموتون من سوء التغذية كل عام.
وصفت
"باربرا ستوكينج"- المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام- قمة التغذية
العالمية بأنَّها: "خطوة إيجابية للأمام"، لكنها شددت على أنَّه "ينبغي أنْ
تكون بداية عمل منسق لمواجهة الحقيقة المروعة بأنَّ مليار شخص يبيتون
ليلتهم بطونهم خاوية وجوعى".
مضيفةً
أنَّ "تضاؤل الموارد الطبيعية, وتسارع وتيرة التغيرات المناخية قد يعني
أنَّه بدون اتخاذ إجراءات عاجلة، سوف تزداد الأمور سوءًا، كما يمكن لأزمات
كبرى متعددة أخرى أنْ تتحرك بسرعة لتصبح القاعدة بعد أنْ كانت استثناءً".
حقًّا،
إذا كان العالم لم يستمع إلى تحذيرات الجمعيات الخيرية حول أزمة الغذاء في
منطقة القرن الإفريقي فينبغي عليهم- كما يقول الخبراء- أنْ يولوا الأمر
اهتمامًا عندما يتعلق بمنطقة الساحل؛ حيث يواجه ستة ملايين شخص بالفعل
انعدامًا شديدًا للأمن الغذائي في المنطقة، وأكثر من مليون طفل معرضون لخطر
سوء التغذية الحاد.
وفقًا
لمنظمة أوكسفام, تساهم دورات الجفاف جنبًا إلى جنب مع انخفاض مستويات
الاستثمار الزراعي، والتدهور البيئي، وارتفاع معدل النمو السكاني، ومستويات
الفقر الحادة في الضعف "المزمن"، بالإضافة إلى اشتعال أسعار المواد
الغذائية وارتفاع في مختلف أنحاء المنطقة إلى أعلى من المتوسط, بالمقارنة
مع متوسط الخمس سنوات الماضية, كل هذا أدى إلى تفاقم الأزمة.
من
جانب آخر, قال "جوستين فورسيث"، المدير التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة:
"إنَّ المنطقة كانت في "أزمة غذائية مستمرة", مضيفًا "كانت تترنح من أزمة
إلى أخرى, وكان عام واحد سيء كفيل بأنْ يجعل العائلات تقف على الحافة,
ويجعل العالم يستجيب لحالة الطوارئ، ولكن هذا غيض من فيض؛ فهناك تحت السطح
أزمة ضخمة مستمرة نحن لا نتعامل معها".
في
هذا الصدد, قالت منظمة اليونسيف في المملكة المتحدة: إنَّ نقص المواد
الغذائية الحاد هو التحدي الصامت للتنمية العالمية في شتى بقاع العالم, ومن
المؤكد أنَّه إذا لم تتكاتف منظمات المجتمع المدني الدولي لمناهضة هذه
الكارثة فمن المرجح أنْ يزحف هذا الجوع ليلتهم المزيد والمزيد من سكان
المعمورة.
----------------
طالع..المصدر
تعليقات