مسلمو أمريكا اللاتينية.. نظرة من الداخل
ترجمة: حسن شعيب
برغم
أنَّ أعداد المسلمين المتزايدة في أمريكا اللاتينية لم يتمَّ حصرها
إحصائيًا حتى الآن, إلا أنَّ الأمر الذي لا جدال فيه أن عدد المسلمين
اللاتينيين يشهد تزايدًا ملحوظًا- ليس على مستوى الأعداد فحسب- بل ولهم
حضور إسلامي بارز في الفضاء والرأي العام بالأمريكي.
مسارات مختلفة
بيد أنَّ مسارات اللاتينيين في رحلتهم إلى الإسلام تنوَّعت وتعددت نظرًا لتنوُّع وتعدُّد الدول اللاتينية من حيث الأصول والجذور, سواء الذين ينتمون إلى منطقة الكاريبي الوسطى ومرورًا بأمريكا الجنوبية أو حتى إسبانيا, فقد استمدُّوا خبراتهم وتجارب الحياة من خلال رحلاتهم الروحية الجديدة سواء باستماعهم للنداءات القرآنية الجليلة مصادفةً حين يقوم أحد المسلمين بتلاوته، أو عبر رؤيتهم لمشهد الصلاة الرهيب حين يقوم المسلمون بأدائها خمس مرات يوميًّا.
بيد أنَّ مسارات اللاتينيين في رحلتهم إلى الإسلام تنوَّعت وتعددت نظرًا لتنوُّع وتعدُّد الدول اللاتينية من حيث الأصول والجذور, سواء الذين ينتمون إلى منطقة الكاريبي الوسطى ومرورًا بأمريكا الجنوبية أو حتى إسبانيا, فقد استمدُّوا خبراتهم وتجارب الحياة من خلال رحلاتهم الروحية الجديدة سواء باستماعهم للنداءات القرآنية الجليلة مصادفةً حين يقوم أحد المسلمين بتلاوته، أو عبر رؤيتهم لمشهد الصلاة الرهيب حين يقوم المسلمون بأدائها خمس مرات يوميًّا.
إلى
جانب ذلك, فقد اعتنق العديد- رجالاً ونساءً- من اللاتينيين الإسلام
لارتباطهم به من خلال الخطيب والخطيبة قبل الزواج، في حين أنَّ عددًا آخر
تأخَّر اعتناقه للإسلام لسنوات عديدة بعد الزواج, إلا أنَّ هنالك آخرين من
اللاتينيين كان مسارهم للإسلام مختلفًا ومغايرًا؛ حيث دخلوا الإسلام بعدما
عُرِض لهم كوسيلة لملء الفراغ الروحانِي الذي استبدَّ بهم أو لإشباع غريزة
الفضول وحبّ الاستطلاع بعد شروعهم في القيام ببحثٍ أكاديميٍّ رسمي أو غير
رسمي عبر المحرك البحثي "جوجل" عن الأخبار ذات الصلة بالإسلام أو العالم
الإسلامي أو الحركات الإسلامية أو الإرهاب أو حتى الصراعات العسكرية
الجارية في العالم العربي والربيع العربي.
من جانب آخر, هناك بُعْد ثانٍ على اندماج مسلمي أمريكا اللاتينية من حيث تنوعه؛ فالبعض منهم يعيش حالة اندماج كاملة في مجتمعات غير متجانسة ذات الخلفيات الدينية والثقافية المغايرة، على سبيل المثال الاحتفال الذي أقامه مركز شمال هدسون للتعليم الإسلامي في يونيون سيتي بولاية نيوجيرسي مؤخرًا بالعيد السنوي التاسع "يوم المسلمين اللاتيني" في مهرجان كبير شهدته أعداد غفيرة وانتهَى باعتناق عددٍ غير قليل من المدعوين للإسلام, في حين يعيش آخرون في جوٍّ من العزلة نظرًا للتمييز الذي يعانوا منه داخل مجتمعاتهم.
من جانب آخر, هناك بُعْد ثانٍ على اندماج مسلمي أمريكا اللاتينية من حيث تنوعه؛ فالبعض منهم يعيش حالة اندماج كاملة في مجتمعات غير متجانسة ذات الخلفيات الدينية والثقافية المغايرة، على سبيل المثال الاحتفال الذي أقامه مركز شمال هدسون للتعليم الإسلامي في يونيون سيتي بولاية نيوجيرسي مؤخرًا بالعيد السنوي التاسع "يوم المسلمين اللاتيني" في مهرجان كبير شهدته أعداد غفيرة وانتهَى باعتناق عددٍ غير قليل من المدعوين للإسلام, في حين يعيش آخرون في جوٍّ من العزلة نظرًا للتمييز الذي يعانوا منه داخل مجتمعاتهم.
طفرة تنظيمية
كما أنَّ هناك ظاهرة أخرَى تُوجَد بين مسلمي أمريكا اللاتينية والتي تتمثَّل في تلك الطفرة التي تشهدها المنظمات الإسلامية والتي يُشارِك في إدارتها وتمويلها أو القيام بدور هامٍّ فيها المسلمون اللاتينيون، وهذه النتيجة جزء لا يتجزأ من الحركة المتنامية والمتزايدة لاعتناق اللاتينيين الإسلام تلبيةً لاحتياجات هذا المجتمع باللغة الأم "الإسبانية, وربما يفسر هذا أيضًا التزايد والحضور القوي الذي تعيشه العديد من المنظمات الإسلامية اللاتينية بالولايات المتحدة الأمريكية، مثل منظمة "الإسلام باللغة الإسبانية" التي يتولّى الإشراف عليها "عبد الله داني هيرناندز" وهو أمريكي من أصول بورتوريكوية درس بجامعة الأزهر في مصر, ومنظمة (لادو) الدعوة الأمريكية اللاتينية التي تقوم بالعديد من الأنشطة التربوية تحت إشراف "جوان جالفان", وهو أمريكي من أصول مكسيكية.
كما أنَّ هناك ظاهرة أخرَى تُوجَد بين مسلمي أمريكا اللاتينية والتي تتمثَّل في تلك الطفرة التي تشهدها المنظمات الإسلامية والتي يُشارِك في إدارتها وتمويلها أو القيام بدور هامٍّ فيها المسلمون اللاتينيون، وهذه النتيجة جزء لا يتجزأ من الحركة المتنامية والمتزايدة لاعتناق اللاتينيين الإسلام تلبيةً لاحتياجات هذا المجتمع باللغة الأم "الإسبانية, وربما يفسر هذا أيضًا التزايد والحضور القوي الذي تعيشه العديد من المنظمات الإسلامية اللاتينية بالولايات المتحدة الأمريكية، مثل منظمة "الإسلام باللغة الإسبانية" التي يتولّى الإشراف عليها "عبد الله داني هيرناندز" وهو أمريكي من أصول بورتوريكوية درس بجامعة الأزهر في مصر, ومنظمة (لادو) الدعوة الأمريكية اللاتينية التي تقوم بالعديد من الأنشطة التربوية تحت إشراف "جوان جالفان", وهو أمريكي من أصول مكسيكية.
كما
تقوم بعض المنظمات غير اللاتينية والتي تضمُّ أمريكيين لاتينيين مثل
السيدة "ناهيلا الكسندرا مورالز" ذات الأصول المكسيكية والتي تعمل ضمن
مشروع "لماذا الإسلام؟" حيث تساعد في تجميع وتوزيع المواد التعليمية باللغة
الإسبانية, وفي السنوات الماضية برز نوع آخر من المؤسسات التي لا تحمل
أصولاً لاتينية ولكنها شهدت نموًا ملحوظًا مِمَّا أعطَى مساحة لا بأس بها
لإسهامات المسلمين اللاتينيين؛ حيث قامت بتوزيع ما يزيد على عشرين ألف نسخة
من ترجمة القرآن باللغة الإسبانية، فضلاً عن تشييدها لفرع ببورتوريكو يقوم
بتوزيع ونشر المواد التربوية الإسلامية باللغة الإسبانية, بالإضافة إلى
مؤسسة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) بولاية فلوريدا, والذي يهدف
إلى تقديم خدمات قانونية للمسلمين اللاتينيين للحصول على حقوقهم المدنية.
تحدياتٌ وآمال
أما حينما يتعلق الأمر بقبول المسلمين اللاتينيين في المشهد الأمريكي, فهي ليست بمنأى بطبيعة الحال عن التحديات التي تُواجِه المجتمع الإسلامي الأمريكي الواسع, حيث تقع أيضًا ضحية لخطاب كراهية الإسلام الذي يقدِّمه اليمينيون المتعصبون مثل باميلا جيلر, جو كوفمان, وروبرت سبنسر, التي تُكرِّس لمشاعر الكراهية والعداء ضد الإسلام، فضلاً عن الإهانات المتتالية التي تَلْحَق بالمسلمين من التيارات السياسية التي تتبنَّى توجهات سلبية ومواقف عدائية ضد المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية مثل المرشح الجمهوري المحتمل لمقعد الرئاسة في انتخابات 2012 "هيرمان كين" وأعضاء الكونجرس من شاكلة "ألين ويست" وبيتر كينج"، وغيرهم, ولاسيما بعدمَا أعلنوا مؤخرًا عن عدم رغبتهم في تعيين مسلمين ضمن إدارته حال فوزه بمقعد الرئاسة, فضلاً عن تصريحات "ألين ويست"، النائب عن ولاية فلوريدا، والتي تعجُّ بالإهانة والتحريض على الكراهية ضد الإسلام والافتراء على الجالية المسلمة بالولايات المتحدة.
أما حينما يتعلق الأمر بقبول المسلمين اللاتينيين في المشهد الأمريكي, فهي ليست بمنأى بطبيعة الحال عن التحديات التي تُواجِه المجتمع الإسلامي الأمريكي الواسع, حيث تقع أيضًا ضحية لخطاب كراهية الإسلام الذي يقدِّمه اليمينيون المتعصبون مثل باميلا جيلر, جو كوفمان, وروبرت سبنسر, التي تُكرِّس لمشاعر الكراهية والعداء ضد الإسلام، فضلاً عن الإهانات المتتالية التي تَلْحَق بالمسلمين من التيارات السياسية التي تتبنَّى توجهات سلبية ومواقف عدائية ضد المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية مثل المرشح الجمهوري المحتمل لمقعد الرئاسة في انتخابات 2012 "هيرمان كين" وأعضاء الكونجرس من شاكلة "ألين ويست" وبيتر كينج"، وغيرهم, ولاسيما بعدمَا أعلنوا مؤخرًا عن عدم رغبتهم في تعيين مسلمين ضمن إدارته حال فوزه بمقعد الرئاسة, فضلاً عن تصريحات "ألين ويست"، النائب عن ولاية فلوريدا، والتي تعجُّ بالإهانة والتحريض على الكراهية ضد الإسلام والافتراء على الجالية المسلمة بالولايات المتحدة.
على
الرغم من هذه التحديات والمعوِّقات فإنَّ المسلمين اللاتينيين لديهم
استعداد كبير لتقديم النموذج المتسامح للإسلام التي جعلت منهم رموزًا
للحوار الديني وقبول الآخر, سواء عبر ما يُجسِّدونه في كثير من الأحيان من
خلال علاقاتهم وتعاملاتهم الودودة المستمرة مع آبائهم وإخوانهم وأخواتهم من
عائلاتهم المسيحية سواء بالولايات المتحدة أو ببلدانهم الأصلية، علاوةً
على أنَّ هذه الروح تجاوزت هذه العلاقات الاجتماعية مرورًا بتأثيرهم في
جميع الميادين الاجتماعية والسياسية واضح على نحوٍ متزايد ويزداد بقوة, حتى
يؤكدوا للعالم بأسره أنَّهم جاءوا إلى هنا ليحيوا ويساهموا في العديد من
الجوانب الإيجابية وربما يضيف وجودهم إلى القيمة الوطنية للروحانية للتعايش
في سلام ووئام مع الآخرين.
-------------------
طالع...المصدر
تعليقات