مذابح سوريا.. مهرجان النفاق!


ترجمة: حسن شعيب
لم يعد خافيًا على ذي عينين أن الغرب ينافق النظام السوري الذي أذاق شعبه ويلات القمع وخنقه بقبضة أمنية وحشية، واستخدم كل وسائل التنكيل بالمدنيين الذين خرجوا منذ أكثر من أربعة أشهر يطالبون بحريتهم من هذا النظام الاستبدادي، وتحقيق ما استطاع شعبي مصر وتونس تحقيقه.
فبالنسبة لهؤلاء الصامتين المداهنين، فإن كل شيء على ما يرام في سوريا، رغم ذبح 5000 سوري، وإصابة عشرات الآلاف، واعتقال عدد مماثل.
ما يُثير الدهشة حقا، هو خوض التحالف الدولي معركة شرسة ضد نظام القذافي, رغم أنه لم يفعل أكثر مما فعله الأسد بشعبه, فقد اقترف كليهما أسوأ الجرائم بحق المدنيين، لذلك يبدوا الصمت هذه المرة مخيفا ومريبا. لكن يبدو أن تحالف المصالح، المنعقد في الظلام، يسمح لبشار الأسد أن يرتكب من المذابح ما يحلو له، ولأنه مطمئن نوعا، فهو لا يتورع عن استخدام كل ما أوتي من أدوات للقمع والقتل.
ليس ثمة شك في أن الدول الغربية تخشى التخلص من النظام السوري الاستبدادي، الذي طالما خدم مصالحها في المنطقة, ولو من وراء ستار، لكننا لابد وأن نشعر بالقلق عندما نعلم أن سبب الصمت الغربي هو الخوف على إسرائيل!
ومن نافلة القول أن الأمم المتحدة تتحمل نصيبا كبيرا من الجرائم التي تُرتكب في سوريا؛ بصمتها وغضها الطرف عما يجري من مذابح, وكأن المنظمة الدولية تم إنشاؤها لحماية تلك الأنظمة الاستبدادية, وانحصرت مهمتها في الكلام وعدم الاكتراث لشلال الدماء المنهمر في سوريا، أو لمعاناة شعبها أثناء سعيه لانتزاع حريته. وهكذا فقدت الأمم المتحدة سبب وجودها, لا سيما وأن التاريخ يخبرنا بأنها أنشئت في الأساس من أجل وقف إراقة الدماء ومنع المزيد من المحارق والإبادة الجماعية في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وبطبيعة الحال لم يُستثنى من حفل نفاق النظام السوري إدارة الرئيس باراك أوباما, والذي لا يزال سفير بلاده في سوريا، ما يضفي نوعا من الشرعية على النظام القمعي.
وبينما تراق الدماء، تظل سياسة الكيل بمكيالين، وحسابات المصالح، تسيطر على السياسة الغربية التي تخشى من استنشاق الشعوب العربية نسيم الحرية، والتنعم بمناخ الديمقراطية, فهل أنفع من الأنظمة الاستبدادية للغرب؟ وهل أفضل منها لتحقيق مآربه في المنطقة العربية؟!
------------------
طالع...المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء