التعليم في إسرائيل .. التطرف منهجًا!
ترجمة: حسن شعيب
في إطار سعي الكيان الصهيوني لترسيخ التطرف والعنصرية في مناهجه التعليمية, قامت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية بوضع خطة جديدة للسنة الدراسية المقبلة، لا تكترث بالتربية المدنية والقيم الديمقراطية أو التعايش بين اليهود والعرب, بل تُعنى أكثر بهدفين رئيسيين، هما
:
تعزيز اليهودية والصهيونية، وتحسين الإنجازات المدرسية الداخلية، مع توفير
مدرسين ومعلمين مدربين على كيفية تحقيق هذه الأهداف بكفاءة.
ووفقًا
لبعض النسخ التي تم توزيعها على مدراء المدارس, تركز هذه المناهج على دفع
الطلبة إلى الالتحاق بجيش الاحتلال الإسرائيلي، وبثّ روح التطرف في
أوساطهم، الأمر الذي منه جافريل سليمان، الأستاذ في جامعة حيفا، والحائز
على جائزة إسرائيل في مجال التربية والتعليم، قائلا: "تم وضع هذه المناهج
التعليمية من أجل ترسيخ مفاهيم اليهودية والصهيونية، دون الالتفات إلى قيم
الديمقراطية والسلام, والنتيجة أن هذه المناهج ستشجع على القومية
المتطرفة".
وعلى
الرغم أن الكتب الخاصة بالمناهج الجديدة تم إرسالها إلى مديري المدارس قبل
نحو أسبوعين, إلا أن وزارة التربية والتعليم زعمت أن هذه الخطة تمثل
"أولية, وأن عملية الجمع بين برامج كل نظام دراسي لم تكتمل بعد, كما أن
الطبعة النهائية للمناهج والجدول الزمني لتنفيذها سيتم نشره بعد عطلة عيد
الفصح".
من
جانبهم قال واضعو الخطة: إن المنهج الدراسي الجديد سيوفر الوسائل اللازمة
"لتكوين خطة عمل، إلى جانب تحقيق أحد عشر هدفًا يتم تحديدها مسبقًا من قبل
وزارة التعليم, ويعتبر أهمها هو "تعميق التربية على القيم" والذي يتضمن
برنامج للمدارس المتوسطة لتدريس "ثقافة وتراث إسرائيل" فضلا عن الرحلات
الميدانية والمدرسية التي ترمي إلى تشجيع الالتحاق بصفوف جيش الاحتلال
الإسرائيلي.
ونظرًا
لأن عشرات البرامج المفصّلة في الخطة لم تتطرق إلى مسألة "المواطنة" أو
الديمقراطية أو "الحياة المشتركة والتعايش بين اليهود والعرب"، فقد أعرب
بعض مديري المدارس وعدد من الأكاديميين والأساتذة الجامعيين عن قلقهم,
محذرين من مغبَّة انسياق تل أبيب باتجاه "التطرف القومي"، وفق وصفهم.
من
جانبه ذكر مدير مدرسة تل أبيب الثانوية "أن الخطة تعبر عن أجندة أعمال
وزارة التربية والتعليم, وعلى مديري المدارس أن يفهموا أنهم ليسوا بحاجة
لبذل أي جهود في المجالات التي لا تشملها الخطة حتى وإن كانت تتعلق
بالديمقراطية أو التعايش".
يأتي
ذلك بعدما أظهرت استطلاعات الرأي في السنوات القليلة الماضية، زيادة
التوجهات المناهضة للديمقراطية وتفشي العنصرية في أوساط الشباب الإسرائيلي,
الأمر الذي كان يحتم على وزارة التربية والتعليم وضع سياسة واضحة ومنهجية
لتدريس التربية المدنية والديمقراطية للحد من هذه المشاعر, لكن غياب هذه
المواضيع عن خطة العمل الدراسية كان متعمدًا بشكل واضح للغاية, ومن الصعب
تصور أنه كان من قبيل المصادفة، وهو ما أشار إليه جافريل سليمان، حين قال:
"إذا كنا نقوم بتحديد الأولويات للتعليم في الوقت الحالي, فإن هذه المناهج
ينبغي أن تتضمن تعليم الديمقراطية, ودراسة التعايش بين اليهود والعرب, وليس
الصهيونية لتعزيز التطرف".
يُشار
إلى أن استطلاعًا للرأي, نُشر قبل أسبوعين, كشف أن 60٪ من الشبان اليهود
الذين تتراوح أعمارهم بين 15-18 يعتقدون أن قيادة "المتطرفين" أكثر أهمية
من سيادة القانون, و 70٪ يعتقدون أنه عندما يوجد خلاف بين الاحتياجات
الأمنية للدولة وقيمها الديمقراطية, فإن الاحتياجات الأمنية لا بد أن
تنتصر، كما قال 46٪: إن العرب لا ينبغي السماح لهم بالعمل في الكنيست,
وعارض 50٪ تواجد العرب أو معايشتهم في منطقتهم أو حيهم، وقد خلص القائمون
على الاستطلاع إلى حقيقة أن الاتجاه الرئيسي السائد في إسرائيل هو تنامي
قيم القومية اليهودية المتطرفة بقوة, وتهاوي احترام القيم الديمقراطية
الليبرالية وضعفها.
-----------------
طالع..المصدر
تعليقات