ضحايا ويكيليكس
ترجمة: حسن شعيب
بعد
مضيّ عدة أشهر على ظهور أولى تسريبات ويكيليكس, لا يستطيع أحد أن ينكر أن
مشروع جوليان أسانج للشفافية ترك تأثيرًا هائلًا على السياسة العالمية،
وتسبب في حدوث هزات دبلوماسية، وخلّف ضحايا ومصابين، وسطّر نهاية الحياة
المهنية لكثيرين.
مجلة
"فورين بوليسي" الأمريكية، ألقت الضوء على بعض أبرز ضحايا ويكيليكس- من
وجهة نظرها-حسب الترتيب الزمني، وخرجت بقائمة من التعساء، تضم قادة سياسيين
ودبلوماسيين ومسئولين تنفيذيين، وغيرهم:
برادلي مانينج **
بعتبر
برادلي مانينج الخاسر الأول والأكبر حتى الآن. وهو جندي أول عمل محلل
استخبارات في القوات البرية الأمريكية, وقام بتسريب وثائق سرية أمريكية
خاصة بحرب العراق إلى ويكيليكس.
وقد
وجه إلى مانينج 34 اتهامًا, بما فيها جريمة واحدة يعاقب عليها بالإعدام،
وهي مساعدة العدو (الجيش قال إنه لن يسعى لتنفيذ عقوبة الإعدام ضد مانينج,
ولكنه قد يسجن مدى الحياة). ووفقًا لما قاله محامي مانينج فإنه قد لاقى
معاملة قاسية من البنتاجون, حيث كان يتعرض للإذلال بشكل يومي وإجباره على
النوم عاريًا في زنزانته.
هيلموت ميتزنر **
أما
الدبلوماسي الذي دفع ضريبة تسريبات ويكيليكس فقد كان هيلموت ميتزنر, الذي
أقيل من منصبه كمدير لمكتب وزير الخارجية الألماني جويدو فيسترفيله في
أوائل ديسمبر الماضي بعدما نشرت ويكيليكس مجموعة من البرقيات التي ألحقت
الضرر البالغ بالسفارة الأمريكية في برلين. ولم تكن البرقيات تصيب أنجيلا
ميركل وحكومتها بضرر بشكل عام, لكن أكثر ما أقلق برلين ما كانت تحتويه من
تفاصيل حول المفاوضات الداخلية حول تشكيل التحالف الحاكم في الحكومة
الألمانية, وقد كان ميتزنر نجما ساطعًا وصاعدًا في الحزب الديمقراطي الحر
الألماني، لكن بمجرد اعترافه بأنه مصدر تسريب هذه المعلومات, أضحى سقوطه
مؤكدًا.
مورجان تسفانجيراي**
ربما
يعدُّ روبرت موجابي, رئيس زيمبابوي, هو أكثر المستفيدين بتسريبات ويكيليكس
عن أي شخص آخر. فبعد تسريب عدة برقيات عن تفاصيل اجتماعات بين مسئولين
بالسفارة الأمريكية في هراري مع زعيم المعارضة تسفانجيراي, كلف موجابي
الناب العام في زيمبابوي بتشكيل لجنة للتحقيق في احتمال توجيه اتهامات
بالخيانة، ربما تصل عقوبتها إلى الإعدام، إلى زعماء المعارضة السابقين،
ومنهم بطبيعة الحال تسفانجيراي الذي كان من المقرر أن يعقد اتفاقًا مع
موجابي بشأن تقاسم السلطة.
جواسيس الولايات المتحدة**
في
يناير, قامت وزارة الخارجية الأمريكية بإخطار عدة مئات من نشطاء المجتمع
المدني والصحفيين والمسئولين الحكوميين الذين وردت أسماؤهم في برقيات
ويكيليكس المتسربة, بأنهم معرضون للخطر بسبب الكشف عن هذه التسريبات. وقال
كراولي المتحدث باسم الخارجية: "سنقوم بمساعدة بعضهم لنقلهم إلى أماكن
آمنة". وتعليقًا على هذه التسريبات قال المتحدث باسم طالبان: إن الحركة
بصدد دراسة إذا ما كان الأشخاص المذكورة أسماؤهم جواسيس يعملون لحساب
الولايات المتحدة", مضيفًا: "إذا كانوا كذلك فسنعرف كيف نعاقبهم".
زين العابدين بن علي**
برغم
أن تسريبات ويكيليكس لم تكن تتوقع أو تقترح مطلقًا سقوط الرجل التونسي
القوي ابن علي, إلا أن هذه البرقيات كان لها تأثير قوي وأهمية بالغة فيما
يتعلق بسقوطه. لما كشفته عن حجم فساد السلطة التونسية، وعلى وجه الخصوص ما
يتعلق باستشراء الفساد في أوساط عائلة زوجة بن علي وحجم استفادتها من سنوات
حكمه. وهو التسلسل الذي أكده أحد الشباب التونسي، قائلاً: "لقد كشفت
ويكيليكس ما كان يهمس به الجميع, ثم ضحّى شاب (البوعزيزي) بحياته ثم توالت
الأحداث حتى رحيل ابن علي عن تونس".
بيتر دي جويجر**
وهو
الهولندي الذي كان من المفترض أن يصبح سفيرًا لدى الاتحاد الأوربي، قبل أن
يتم حرمانه بسبب برقية سربها ويكيلكيس، كشفت تقديمه نصائح للمسئولين
الأمريكيين تعرفهم بأفضل السبل التي تمكنهم من الضغط على بلاده للبقاء في
أفغانستان, حيث اقترح بيتر على سفير الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي
أن يقوم وزير الخزانة الأمريكية بتذكير المسئولين الهولنديين أن وضعهم في
مجموعة الـ 20 يتوقف على استمرار مشاركتهم في الحرب. وهي الفضيحة التي
قوبلت باستياء شديد، نظرًا لما تحظى به حرب أفغانستان من سخط شعبي هولندي,
أجبرها على سحب قواتها في أغسطس الماضي.
مانموهان سينج**
كما
كشفت تسريبات ويكليكس أن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج وحزبه (حزب
المؤتمر) قد دفعوا أموالاً طائلة إلى المشرعين في البرلمان الهندي من أجل
دعم الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية. وبرغم أن سينج نفى هذه
الاتهامات إلا أن سلسلة من الاتهامات التي وُجهت إلى حكومته جعلته في موقف
ضعيف.
جوليان أسانج**
في
البَدْء قال جوليان أسانج: إن هذه التسريبات سوف تغير العالم، أو على أقل
تقدير ستغير حياة الشعوب للأبد. ولم يكن يعلم أن حياته ستصيبها لعنة
التغيير أيضًا. فمنذ أولى تسريباته، وهو الفيديو الذي يُظهر إطلاق مروحية
تابعة للولايات المتحدة الأمريكية النار على المدنيين في العراق, يواجه
أسانح ملاحقات قضائية، ويعاني موقعه من أزمة مالية، بينما لا تزال وزارة
العدل الأمريكية تُعِدّ العدة لهجوم جديد على أسانج.
-------------------
طالع..المصدر
تعليقات