إيران.. قمعٌ خلف الأضواء!
ترجمة: حسن شعيب
بينما
تؤكد السلطات الإيرانية على أن الوضع في البلاد مختلف عما يحدث في البلدان
العربية، وأنها تسيطر على الاحتجاجات وعلى زعماء المعارضة, ينساب أنصار
المعارضة الإيرانية إلى الشوارع مطالبين بالكشف عن مصير زعيمَي المعارضة
مير حسين موسوي، ومهدي كروبي بعد تواتر أنباء حول اعتقالهما بهدف وأد
الاحتجاجات.
وتقول
أسرة كروبي إنه اختفى في الوقت الذي كان يستعد فيه أنصار المعارضة للتظاهر
في طهران وعدد من المدن الأخرى, فيما تشير جميع القرائن إلى عدم وجوده
وزوجته في منزله الذي كان يعيش فيه تحت الإقامة الجبرية منذ منتصف الشهر
الماضي.
يشار
أن المظاهرات اندلعت في إيران من جديد عقب إعلان الموقع الإلكتروني التابع
لزعيمي المعارضة موسوي وكروبي وزوجتيهما, وضعهم تحت الإقامة الجبرية
الأسبوع الماضي، قبل إيقافهم ونقلهم إلى سجن حشمتيه في طهران.
ونظرا
للتعتيم الإعلامي على ما يحدث داخل إيران، وعدم السماح لوسائل الإعلام
الأجنبية بتغطية التظاهرات, كانت كل المعلومات تصل عبر المواقع
الإلكترونية، وخاصة مواقع المعارضة, التي أفاد أحدها أن أعداد هائلة من
قوات الأمن الإيرانية انتشرت في الشوارع الرئيسية وبعض الميادين في طهران
منذ الصباح الباكر لمنع تجمع أنصار المعارضة.
وحسبما
ذكرت هذه المواقع الإلكترونية, فإن قوات الأمن الإيرانية قامت بإطلاق
قنابل الغاز المسيل للدموع، وشن حملات اعتقال، واستخدمت العنف ضد
المتظاهرين، الذين لم يتعدوا بضعة مئات، يتجمعون بشكل متفرق حول جامعة
طهران وساحة ازادي الكبرى, وهم يهتفون (الموت للدكتاتور).
أما
الإعلام الرسمي الإيراني (وكالة أنباء فارس) فقد نفى إيداع كروبي وموسوي
السجن، نقلا عن مصدر قضائي لم يكشف عن هويته, كما نفى القضاء الإيراني
رسميا أن يكون زعيمي المعارضة تم الزج بهما في السجن, حيث صرح المدعى العام
غلام حسين الناطق باسم السلطة القضائية أن المعلومات التي تناقلتها بعض
وسائل إعلام العدو, حسب قوله, حول نقل موسوي وكروبي إلى سجن حشمتيه بطهران
غير صحيحة.
يُذكر
أن الزعيمان السابقان وُجه إليهما اتهامًا رسميًا بأنهما (خائنان) للنظام،
عقب دعوتهم إلى تظاهرات جمعت، للمرة الأولى منذ عام، الآلاف في العديد من
مدن إيران عبر موقعهما الرسمي.
وفي
ذات السياق, انتقدت عدة عواصم غربية تلك الإجراءات تجاه المعرضة، ولا سيما
كروبي وموسوي اللذين صارا رمزين للمعارضة الإيرانية عقب الأحداث الهامة
التي وقعت بعد انتخابات الرئاسة في عام 2009.
أما
الولايات المتحدة فقد وصفت اعتقال موسوي وكروبي بأنه غير مقبول, فيما دعت
فرنسا وألمانيا إلى إطلاق سراحهما بل وتمكينهما من الاتصال بأسرهم, كما ندد
رئيس البرلمان الأوروبي يرزي بوزيك بإلحاق الأذى بأي من ممثلي المعارضة
الديمقراطية في إيران, وقد رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على
هذه التصريحات بأن هذا شان داخلي ولا يحق لأي دولة التدخل في شؤوننا
الداخلية.
من
المؤكد أن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط, من ثورات, تهدف إلى القضاء على
الاستبداد السياسي وعصمة السلطة، يعتبر شيئًا جديدا ومفاجئا لوعي شعوب
المنطقة. ومن المتوقع في الوقت القريب اشتعال ثورة في طهـران، ضـد النظام
الاستبدادي الذي لا يختلف عن غيره من الأنظمة العربية، في استعمال نفس
أدوات القمع وتكميم الأفواه والاعتقال ونشر الظلم وسلب الحقوق.
-------------------
تعليقات