من يدير مصر الآن?
ترجمة: حسن شعيب
نظرةٌ على الرجال الذين يديرون مصر منذ بدء ثورة 25 يناير، أو سيكون لهم دور فاعل في أعقاب تنحي مبارك.
اللواء عمر سليمان
بعد
وقت قصير من بدء ثورة 25 يناير, تمت ترقية سليمان (74 عامًا), رجل
المخابرات الأبرز في مصر, لمنصب نائب الرئيس, وثم تفويضه بتولي السلطة
التنفيذيَّة قبل يوم من مغادرة مبارك القاهرة، وتنحِّيه عن السلطة، وقد وصف
سفير الولايات المتحدة سليمان, الذي تربطه بمبارك علاقة وثيقة خلال
السنوات التي أمضاها في الخدمة العسكريَّة, بأنه "شخصية براجماتيَّة
واقعيَّة يمتلك عقلًا تحليليًّا حادًّا للغاية", بالإضافة إلى أنه عمل مع
كبار المسئولين الإسرائيليين للتنسيق بشأن التهديدات المتبادلة من إيران
وحزب الله, وحماس، وتجدر الإشارة إلى أن علاقات سليمان الوطيدة بمبارك
المخلوع قد عجَّلت بنهايته.
اللواء حسن عبد الرحمن
لقد
عاش المصريون العاديون لفترة طويلة في رعب وخوف من جهاز مباحث أمن الدولة,
الذي يرأسه اللواء حسن عبد الرحمن, ولم تكن مشاعرهم تلك في غير محلِّها:
فقد قامت جماعات حقوق الإنسان مرارًا وتكرارًا بتوثيق اعتداءات جهاز مباحث
أمن الدولة وتعذيبه للمعتقلين، ومنذ بداية الاضطرابات والاحتجاجات في أواخر
الشهر الماضي, كان جهاز أمن الدولة في طليعة من يستخدم القمع الوحشي تجاه
المتظاهرين, وفي الوقت الراهن تُوجه إلى اللواء عبد الرحمن عدة اتِّهامات
بالقتل العمد خلال ثورة 25 يناير.
المشير طنطاوي
أما
المشير حسين طنطاوي, الرجل العسكري القوي (75 عامًا)، الذي عمل في المجال
العسكري لمدة 55 عامًا, فنزل إلى المتظاهرين في وقتٍ مبكر من الأزمة, وقام
بزيارة ميدان التحرير، لذا لا ينبغي أن توجد أي شكوك أو شبهات حول ولاء
طنطاوي، وفي برقية نشرتها ويكيليكس, لاحظ السفير الأمريكي أن مبارك هو الذي
اختار لطنطاوي منصبه الحالي, وأن فئة الساخطين من الضباط يسمونه "تابع
لمبارك" لكن في الوقت الراهن طنطاوي هو رئيس للمجلس الأعلى للقوات
المسلَّحة, بل إنه الحاكم الفعلي للبلاد, لكن يبقى أن نرى هل ما زال هناك
لمبارك تأثير عليه برغم بعده!
الوزير أحمد شفيق
أحمد
شفيق وزير الطيران المدني, 69 عامًا, خدم في عهد مبارك كطيار مقاتل خلال
حرب 73 مع إسرائيل, ويعود الفضل له في تجديد المطارات المصريَّة المتهالكة،
ولم يكن مفاجئًا عندما استغلَّ مبارك الوزير شفيق ليصبح رئيسًا للوزراء
قبل أسبوعين أثناء الأزمة, بل وردت تقارير تفيد بأن شفيق مشارك في عدد من
الصفقات التجاريَّة مع أبناء مبارك, جمال وعلاء, ويقول أحد الخبراء: "قد
يكون شفيق فعَّالا ونافعًا, إلا أنه أيضًا متورط في قضايا فساد", وكما هو
الحال مع سليمان, قد تؤدي علاقته الوثيقة بمبارك إلى تعجيل الإطاحة به.
سامي أبو العطا دياب
في
28 يناير، ونظرًا لوقوع اشتباكات بين المحتجين المعارضين لمبارك مع
البلطجيَّة وشرطة مكافحة الشغب في القاهرة, قامت سيارات الجيش بالنزول إلى
الشارع والتمركز حول الأماكن الاستراتيجيَّة، ووفقًا لما قاله محللون
عسكريون من داخل مصر وخارجها فإن هذه الوحدات العسكريَّة لم تكن من الجيش
النظامي ولكنها من الحرس الجمهوري, أكبر وحدة في الجيش, وتقدر بحوالي عشرين
ألفًا, وبتوجيه من اللواء سامي دياب، وكما يقول بعض الخبراء فإن الحرس
الجمهوري يعدُّ أكثر الوحدات العسكرية حيويَّة، وبعد أن تمكَّن الجيش من
الإطاحة بمبارك دون وقوع أعمال عنف, فمن المرجَّح أن ينال دياب مجدًا نظرًا
للدور الذي لعبه, على الرغم من علاقته الوثيقة بالنظام البائد.
الفريق سامي عنان
رئيس
الأركان سامي عنان, 63 عامًا, وهو أحد الموثوق بهم بشكلٍ واضح من قِبل
الإدارة الأمريكيَّة, فعندما اندلعت الاحتجاجات للمرة الأولى في القاهرة,
دعا الأدميرال مايك مولين, رئيس هيئة الأركان المشتركة في الولايات
المتحدة, عنان مرتين إلى تناول الاضطرابات والمساعدة في إداراتها وحلها,
وقد غذت هذه العلاقات الوثيقة التكهنات بأن الجيش الأمريكي ربما يفضِّل
عنان, والذي يعتبر شخصيَّة جيدة كذلك بين أقرانه, في أي سيناريو لما بعد
مبارك، جدير بالذكر أن عنان شوهد يوم الخميس الماضي في ميدان التحرير، وكان
يقول للمحتجين إن مطالبهم ستتحقق في الوقت القريب, ثم ما لبث مبارك أن
تنحَّى.
----------------
طالع..المصدر
تعليقات