طلاب إسرائيل.. جيل العنصرية والكراهية
ترجمة: حسن شعيب
تَحوَّلت الفصول الدراسية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة إلى ساحاتِ معارك، انتشرت فيها الكراهية والعنصرية بين الطلاب في المدارس والجامعات, لدرجة أنَّ المعلمين "يَتجنَّبون الدروس المثيرة للجدل؛ لتفادي المقاطعة والفوضى"،
على حدِّ قول "ميريام دارموني"، رئيس كلية التربية المدنية في مركز تكنولوجيا المعلومات.
وبعد
مرور ثلاثة أسابيع من نَشْر عريضة لوزير التربية والتعليم جدعون سار
يُطالِب فيها باتخاذ الإجراءات اللازمة ضدَّ العنصرية التي تنتشر في
المدارس وبين عموم الطلبة, تحدَّث المدرسون لجريدة يديعوت أحرونوت عما
يضطرون لمواجهته يوميًّا من عنصرية الطلاب في المدارس والجامعات.
في
إحدى الحالات, كتب أحد طلاب الصفِّ الثاني عشر من إحدى مدارس شمال
إسرائيل: "الموت للعرب" في اختبار التربية المدنيَّة, بينما وقف طالب آخر
في فصله بمدرسة تل أبيب الثانوية, معلنًا أنه يحلم بالتطوُّع في حرس الحدود
الإسرائيلية "حتى يمكنني أن أقتُلَ العرب", وقد أعرب زملاؤه عن ترحيبهم
بإعلانه بالتصفيق الحادّ.
بالإضافة
إلى ذلك, وجد معلمو التربية المدنية في جميع أنحاء البلاد كتاباتٍ على
جدران الفصول الدراسية تحمل شعارات ما بين "كاهانا–حاخام متطرف- كان على
حق" إلى "العرب الصالحون ماتوا", إلى جانب شعارات أخرى تحريضية ضد
اللاجئين.
وأوضح
مصدر مسئول في وزارة التربية والتعليم, أنَّ الأحداث الأخيرة تعكس تصاعدًا
في العنصرية بين الطلاب الإسرائيليين, مشيرًا بأصابع الاتهام في ذلك إلى
السياسيين في المقام الأول؛ لتحفيزهم على الكراهية.
وأضاف:
"نحن لا نتحدث عن أقلية, أو عن أطفال الأسر التي لديها وجهات نظر سياسية
متطرفة, لكن عن الأطفال العاديين الذين ليس لديهم دِرَاية بأي شيء", مشيرًا
إلى "أن الخطاب السياسي في السنوات الأخيرة منحهم الشرعية ليكونوا عنصريين
ومتحاملين".
كما
لا حظ المصدر المسئول أيضًا أنّ الطالب الذي كتب "الموت للعرب", هو طالب
متفوق في جميع المواد وهذه حقيقة تُشِير إلى خطورة الموقف, مؤكدًا أنها لم
تكن مجرد مُزْحة عابرة, بل نزعة انتشرت بين شباب إسرائيل على نطاق واسع.
من
جانبها قالت مُدرِّسة التربية المدنية في وسط إسرائيل إنَّها تواجه
العنصرية النابعة من سلوك تلاميذها باستمرار, "عندما يكون لدينا مناقشة في
الفصل عن المساواة في الحقوق, يَخرُج الفصل الدراسي عن نطاق السيطرة على
الفور", وتابعت: "إنَّ الطلاب يهاجموننا, نحن المعلمين, ويتهموننا بأننا
يساريين معاديين للسامية, قائلين إنَّ جميع المواطنين العرب الذين يُرِيدون
تدمير إسرائيل ينبغي ترحيلهم".
وأشارَتْ
إلى أن التعبير عن الكراهية ازدادَ خاصة حينما أخذت تناقش مذبحة كفر قاسم,
(التي قام فيها حرس الحدود الإسرائيلي عام 1956 بقتل 48 عربيًا بينهم نساء
و23 طفلاً لا تتجاوز أعمارهم 17 سنة), قائلة: "إنه لأمرٌ محزن للغاية, أن
يقوم الطلاب بتبرير المجزرة قائلين: إنَّ العربي الطيِّب قد مات", مضيفة:
"أما الطلاب الذين يتحدثون في كثير من الأحيان عن حقوق الإنسان فيصمتون
إمَّا خوفًا من ردود فعل أصدقائهم, أو لأنهم لا يُحبُّون العرب فعلاً".
وكثيرًا
ما تسمع ميريام دارموني, التي ترأس كلية التربية المدنية في مركز
تكنولوجيا التعليم, شكوى من زملائها بأنَّ الوضع في الفصول الدراسية
بإسرائيل لم يَعُد يطاق, حيث تقول: "لقد يئس المعلمون حقًّا وأُرهقوا، بل
إن بعضهم يشعر أن التعامل عقليًّا مع الطلاب صار عسيرًا", واستطردت: "عندما
يكون المدرسون في الفصل, فإنَّهم يشعرون وكأنهم في ساحة المعركة, ولهذا
السبب فهم في كثير من الأحيان يلجأون إلى انتقاء الفصول التي لابدَّ من
تَخطِّيها أو تدريس المادة عن طريق الاستكتاب والإملاء من أجل الحفاظ على
الهدوء".
-----------------------
طالع..المصدر
تعليقات