تورط بريطانيا في مراكز تعذيب ببنجلاديش
ترجمة: حسن شعيب
كشفت صحيفة "الجارديان" عن تورُّط الاستخبارات البريطانية في مراكز تعذيبٍ ببنجلاديش اعتمدت عليها الحكومة الماضية لحزب العمال البريطاني لتفادي وقوع هجمات.
طالع..المصدر
وأوضحت الصحيفة أنّ اجتماعات كانت تُعْقَد بين المسئولين البريطانيين والبنجاليين لتبادل المعلومات، حيث وضع على أثرها أكثر
من عشرة رجال ممن يحملون الجنسيتين البريطانية والبنجالية قيد التحقيق،
وعانَى بعضهم من سوء المعاملة المروعة من سلطات بنجلاديش.
ووفقًا للتقرير أعدته
إدارة جاكي سميث, وزيرة الداخلية السابق لبريطانيا, فقد أبدى قلقه الواسع
حول استخدام التعذيب في بنجلاديش من قبل وكالات الاستخبارات البريطانية.
وكشفت الصحيفة عن الطريقة التي اقتيد بها
عدد من البريطانيين المشتبه بهم إلى مركز الاستجواب السرية هذه، وكيفية
استجوابهم والأساليب المستخدمة لذلك مع كل من السجناء السابقين.
ونقلت عن أحد هؤلاء المشتبه بهم ويدعى فيصل
مصطفى، من مانشستر، قول: إنه أجبر على الوقوف بشكل مستقيم طوال الأيام
الستة الأولى من اعتقاله، مع تقييد معصميه من الخلف ووضعها فوق رأسه",
مشيرًا إلى أنه تعرض بعد ذلك للضرب والصعق بالصدمات الكهربائية أثناء
استجوابه.
ولدى
سؤاله عن رفاقه والنشطاء في المملكة المتحدة، يتم عصب عينيه وتقييده في
كرسي. وتكرر هذا الاعتداء أثناء استجوابه عن المملكة المتحدة في العديد من
المرات.
ولفتت
الجارديان إلى أنّها شاهدت الأدلة التي تدعم ما يقوله فيصل مصطفى بتعرضه
للتعذيب على هذا النحو, حيث تضمن التقرير الذي أعدته إدارة سميث الخاصة,
تحذير وحدة الشرطة شبه العسكرية باحتجازها هذا الرجل واستخدام هذا الأسلوب
من التعذيب على وجه التحديد.
وذكرت
أن فيصل أمضى ما يقرب من عام في السجن قبل أن يطلق سراحه بكفالة وسمح له
بالعودة إلى المملكة المتحدة, بعد تعرضه للتعذيب لعدة أسابيع.
من جانبه صرح, نائب رئيس وحدة الشرطة التي
اعتقلت مصطفى: "البريطانيون كانوا مهتمين به لبعض الوقت, على افتراض أنه
كان جزءًا من شبكة دولية, وقد تبادلنا المعلومات بشأن هذا".
أما غلام مصطفى, برمنجهام, فقد تَمّ اقتياده إلى بنجلاديش أيضًا وقال إنه تعرض للتعذيب أثناء استجوابه عن أعوانه في المملكة المتحدة من قبل المحققين الذين انهالوا عليه ضربًا ثم تعريضه
لصدمات كهربائية وتكسير ركبتيه, وتَمّ نقله في نهاية المطاف إلى مستشفى
السجن، حيث كان يعالج من إصابات لحقت به خلال الاستجواب.
ولدى
اعتقاله للمرة الثانية قال بعض الضباط البنجاليين أنه تَمّ اعتقاله في
المرة الأولى بناء على طلب الاستخبارات البريطانية, حيث قال أحد المحققين
"عندما استلمنا ملفه في وحدة الشرطة الخاصة في بنجلاديش وجدنا أنه يتبع
الاستخبارات البريطانية, كما اتصل بنا مسئولين كبار في بنجلاديش يطلبون منا
استخلاص أكبر قدر من المعلومات من الرجل".
كما قاضى جميل رحمن, وزارة الداخلية متهمًا المخابرات البريطانية بالتواطؤ في تعرُّضه للتعذيب بعد اعتقاله عام 2005 من قبل ضابطين للمخابرات.
من
جانبها رفضت جاكي سميث وزيرة الداخلية البريطانية السابقة, الإجابة عن
الأسئلة حول كونها منحت أجهزة الأمن أي تراخيص خاصة ومحددة, كما أنها
امتنعت عن القول ما إذا كان هؤلاء الأفراد تعرضوا للتعذيب بعد طلبها من
سلطات بنجلاديش التحقيق معهم.
كما
لم يتمكن ميليباند, وزير خارجية بريطانيا السابق في الردّ على سلسلة من
الأسئلة حول التحقيق مع من يحملون الجنسية المزدوجة في بنجلاديش، وحول أي
دور اضطلع به لمنح الإذن لمشاركة المخابرات البريطانية.
-----------------------------
طالع..المصدر
تعليقات