إذا حلَّ الإسرائيليون.. المسلمون يمتنعون!
ترجمة حسن شعيب
في واشنطن، عاصمة الولايات المتحدة، بلد الحريات كما يقولون, تعرَّض بعض الموظفين المسلمين في فندق "ماندارين أورينتال" للتمييز؛ بمنعهم من القيام بعملهم في الأدوار المتواجَد فيها الوفد الإسرائيلي المصاحب لوزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك, وذلك بسبب أن "الإسرائيليين لا يريدون أن يتعاملوا وجها لوجه مع المسلمين"على حد قول إدارة الفندق.
يوم
الجمعة الماضية، وعندما كان يستعد أحد المسلمين العاملين بالفندق- رفض
الإفصاح عن اسمه لحماية وظيفته- لبدء دوام عمله، والذي يقتضي مروره على
جميع الطوابق في الفندق, أخبره مشرف الوردية ألا يقترب من الطابقين الثامن
والتاسع؛ حيث ينزل بهما أيهود باراك والوفد المرافق له.
وقد
صار هذا العامل, الذي مُنِع من صعود الطوابق المخصصة للوفد الإسرائيلي,
مثار سخرية زملائه الذين أخذوا يصفونه بالإرهابي، ناهيك عن المضايقة التي
تعرَّض لها. يقول العامل: "في الكافتيريا، كان الجميع ينظرون إليّ ويضحكون
ثم يقولون: هم لا يريدونك هنا، ربما يعتقدون أنك تحمل قنبلة في بطنك".
وأضاف
العامل الإفريقي الذي جاء إلى الولايات المتحدة منذ عقدين: "لا أهتم بشأن
إسرائيل, بالنسبة لي, أعمل في الفندق لمدة 12 أو 14 ساعة يوميا، ولا أكترث
بهذا، إلا أنهم عاملوني وكأنني مجرم ذاهب إلى إيذائهم, إذا كنتُ كذلك,
فلماذا يُبقون عليّ في الفندق يوما واحد بعد الآن" مشيرا إلى أنه عمل
بالقرب من أبرز الشخصيات كان منهم، جورج دبليو بوش، الرئيس الأمريكي السابق
دون وجود أي مخاوف أمنية مثل تلك.
على
الفور أرسل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" برسالة احتجاج إلى
إدارة فندق "ماندارين أورينتال" نيابة عن الموظفين المسلمين الذين أُجبروا
على تغيير ورديتهم في هذا اليوم ومُنعوا من الدخول إلى بعض الطوابق. هذا
ما أكده إبراهيم هوبر، المتحدث باسم مجلس "كير"، الذي قال إنهم بانتظار رد
رسمي من الفندق، وربما يلجأون إلى الدعاوى القضائية، مردفا: "نحن بحاجة
لتحديد المعايير المستخدمة لإبعاد هؤلاء العاملين من دوام عملهم في هذا
الوقت الموافق لزيارة الوفد الإسرائيلي. إن مصدر قلقنا أن ما حدث مع هؤلاء
العمال كان بسبب أنهم من المسلمين أو الشرق الأوسط."
أما
إدارة الفندق فأعلنت في بيان لها أنها امتثلت لتعليمات وزارة الخارجية
التي طلبت التحقق من قائمة الموظفين الذين سيعملون في يومي 10 ,11 ديسمبر
أثناء فترة إقامة الوفد الإسرائيلي والتأكد من هويتهم.
وقالت
"أماندا هيندمان", المدير العام للفندق, إن الفندق قام بإعادة ترتيب
الورديات وإبلاغ بعض العمال بعدم الحضور للعمل, مضيفة "نحن لا نعرف
الأسباب" مشيرة إلى أن رسالة منظمة "كير" دفعت إدارة الفندق للتحقيق في
الواقعة وذلك من لأننا -على حد قولها- "نتمسك بالسياسات المناهِضة
للتمييز".
وتبريرًا
لما حدث قال المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي إن الأمر تم تنفيذه بشكل
"روتيني", حيث تجرى تحريات طبيعية على جميع الأفراد العاملين الذين قد
يتواصلون بعملهم مع، أو يكونون على مقربة من، الوفد الإسرائيلي الذي تتوجب
علينا حمايته", إلا أنه زعم أن هناك الكثير من التأويل لما حدث, مضيفا "في
أي وقت من الأوقات لا تشمل هذه الإجراءات أسئلة بخصوص الانتماء الديني أو
السياسي" بل يتم تطبيقها لنفس المعايير لجميع الوفود.
طالع:...المصدر
تعليقات