مدارس بريطانيا الإسلامية.. تميُّز رغم التشويه
ترجمة: حسن شعيب
خلال
العامين الماضيين، دأبت العديد من البرامج التلفزيونية في المملكة المتحدة
على تشويه صورة الإسلام والمسلمين؛ ما أثار حفيظة الكثير من المنظمات
الإسلامية هناك، وكانت آخرها ما قام به برنامج "بانوراما" البريطاني من
تشويه لصورة المدارس الإسلامية في البلاد.
وردًا
على ذلك، أدانت المنظمات الإسلامية البرنامج الذي تقدمه شبكة "بي بي سي"
البريطانية، ووجهت له تهمة محاولة "تشويه سمعة المدارس الإسلامية" ووصفها
بأنها "مثيرة للنزاعات والاضطرابات".
وتعليقًا
على الحدث، قال مجلس مسلمي بريطانيا (أكبر هيئة إسلامية بريطانية): "لقد
ساهم عنوان البرنامج المثير للفتنة، وتعليقات مقدمه، إلى نشر مزاج عام بأن
المسلمين منفصلون تقريبا ولا ينتمون لبريطانيا".
وقد
اتهم البرنامج البريطاني المدارس الإسلامية البريطانية التي يديرها "جون
وير" بأنها تتجاهل تماما مهام هيئات التفتيش على معايير التعليم وأنظمته
مثل هيئة أوفستد", كما ادعى البرنامج أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين
(6-18) عاما في هذه المدارس يدرسون كتبا تحتوي على عبارات مهينة لليهود
وغير المسلمين".
وهي
الاتهامات التي رفضتها رابطة المدارس الإسلامية في بريطانيا، قائلة: "إنهم
يحاولون تشويه سمعة المدارس الإسلامية، واختلاق سيناريوهات عن المنظمات
ذات السمعة الجيدة والأفراد الذين يديرون المدارس الإسلامية", مضيفة: "إن
الغالبية الكبيرة من المدارس الإسلامية ترسخ الممارسات التي تساعد على
تماسك المجتمع والتحصيل الدراسي على حد سواء، بالرغم من القيود المفروضة
على مواردها المحدودة، والانتقادات الضارة التي توجهها وسائل الإعلام
إليها".
وذكر
مجلس مسلمي بريطانيا أن "الغالبية العظمى من المدارس الإسلامية في هذا
البلد تقدم خدمة ملحة للمسلمين البريطانيين, كما حققت المدارس الإسلامية
ذات الدوام الكامل نتائج باهرة في الجداول التعليمية الدورية أما المدارس
الإسلامية ذات الدواء الجزئي فإنها تلهم شباب المسلمين على المساهمة في
الصالح العام. ومما يثلج صدر المجلس الإسلامي في بريطانيا أن غالبية
المدارس الإسلامية تعمل وفقا للمعايير التعليمية المعمول بها في البلاد,
وتسعى جاهدة لتعزيز مفهوم التعددية في بريطانيا, ونأمل أن تقوم تلك المدارس
بالرقي بمثل هذه الأهداف, ومضاعفة جهودها لصالح أبنائنا".
ولم
يقدم البرنامج أي وثائق واضحة ومؤكدة على اتهاماته، لأنها فشلت في الإعلان
عن انجازات المدارس الاسلامية الناجحة ومعدلات النجاح حسب النتائج التي
أكدتها الإجراءات الصارمة لهيئة أوفستد للتفتيش عن المعايير التعليمية.
وأشارت
رابطة المدارس الإسلامية أيضا إلى أن برنامج "بانوراما" تجاهل الانجازات
التي حققتها المدارس الإسلامية ومنها "تدريس المناهج الوطنية في إطار الروح
الإسلامية".
من
جانبه قال أمجد أحمد, مدير رابطة المدارس الإسلامية في بريطانيا: "إن
المدارس الإسلامية هي جزء من الحل لمعضلة تماسك المجتمع والانسجام
الاجتماعي, بل إن بعض المدارس تواجه ببعض التحديات وسوف تعمل الرابطة على
دعمها ومواصلة العمل لبناء الجسور مع الأديان الأخرى والمجتمعات من خلال
برامج مميزة مثل المشروع الرائد في المعايير العالمية والعلمية ونظم
الإدارة على الرغم من تقارير وسائل الإعلام السيئة والمتحيزة ".
وانتقدت
رابطة المدارس الإسلامية في بريطانيا أيضا الآثار المترتبة على العلاقة
التي دمج فيها البرنامج بين أعمال الشغب في أولدهام عام 2001 والمدارس
الدينية التي تعمل على عزل المجتمعات بالرغم من أنه لم تكن توجد أي من
المدارس الإسلامية في أولدهام أثناء وقوع أعمال الشغب.
وبالرغم
من كل هذه الانتقادات الباطلة فقد قامت إحدى المدارس غير الدينية (مدرسة
بلاكووتر) في بريطانيا بالاستعانة مؤخرًا بمدرسة توحيد الإسلام (توحيدول)
وهي إحدى المدارس الإسلامية البريطانية مما ساعد بلاكووتر في تحقيق نتائج
باهرة, وكانت هذه المدرسة قد واجهت الكثير من المشاكل خلال السنوات الأخيرة
وفشلت في تحقيق نتائج جيدة، إلا أنها استطاعت الخروج من عثرتها وحل
مشاكلها بعد استعانتها بمدرسة "توحيدول" الإسلامية.
وقد
آتت هذه التجربة ثمارها بالفعل, فبعد ثمانية أشهر فقط ارتفعت نسبة
التلاميذ الناجحين في مدرسة (بلاكووتر) من 11 بالمائة إلى 26 بالمائة"،
وبشهادة مدير مدرسة بلاكووتر فإن الاستعانة والتواصل مع مدرسة "توحيدول"
الإسلامية قدمت المساعدة بشكل لا يمكن قياسه.
------------------------
طالع..المصدر
تعليقات