مفاهيم خاطئة حول الإسلام
ترجمة: حسن شعيب
من
الطبيعي أن تأتي في مقدمة الأفكار الخاطئة والأكثر شيوعا حول الإسلام,
الاعتقاد بأن المسلمين إرهابيين أو يكرهون أمريكا, وهي الفكرة التي ترسخت
لدى كثيرين بعد الهجوم الشهير على مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر.
في
هذا اليوم, قام 19 متطرفا بتنفيذ علمية انتحارية (ينبغي الإشارة أن الله
يحظر هذه العمليات في القرآن الكريم صراحة) وذلك باصطدام طائرتين بمركز
التجارة العالمي, مما أسفر عن مقتل ما يقرب من ثلاثة ألاف ضحية.
ومع
ذلك, ينبغي التذكير بأن الأعمال الشنيعة والإرهابية الصادرة من عدد قليل
لا تمثل الدين بأكمله, فقد ارتُكِبت أعمال إرهابية, من قبل أشخاص ينتمون
لمختلف الديانات والخلفيات المذهبية, ولكن لم يؤد هذا إلى التصوير النمطي
السلبي ضد معظم هذه الأديان كما حدث مع الإسلام. يبدو أن الإسلام هو
الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة.
ربما
يكون ذلك كله بسبب خطأ وسائل الإعلام, حيث أنه لا يكاد المرء يفتح صحيفة
دون رؤية عنوان عن هجوم قام به "الإرهابيين المسلمين", مما أدى إلى ترسيخ
تصور متحيز ضد المسلمين, وهذا ليس صحيحا بالمرة.
وفي
هذا الصدد يؤكد سكرتير رابطة الطلاب المسلمين في كاليفورنيا, تانيمو
داسين, بأن معظم من قابلهم كانت لديهم تصورات عن المسلم بأنه غريب للغاية
أو مختلف, إلا أن هذه التصورات تتغير لدى معرفتهم بالمسلم العادي واقترابهم
منه, حيث قال: "يتوقع الناس من المسلم شيئا غريبا أو غير عادي, فهم
يتوقعون أن يتكلم بلكنة مختلفة، مثلا. والأمر لا يزيد على أننا نحن
المسلمين مثلهم، مثل أي شخص آخر".
إلى
جانب ذلك هناك فكرة أخرى, حيث يعتقد الكثيرون أن الإسلام لا يساوي بين
الرجل والمرأة, إلا أن داسين يوضح قائلا: "على مدار الأزمان كان دين
الإسلام سابقا في تقديره للمرأة, من حيث الحفاظ على حقوق التصويت, وحقوق
الملكية, وحقوق الزواج, وإذا ما عدنا بالأذهان 15 عاما للوراء في أمريكا,
سنجد أن حقوق النساء في الزواج كانت أقل مما حظيت به المرأة في الإسلام منذ
مئات السنين".
إن الإسلام يطلب
من أتباعه ارتداء الملابس المحتشمة, والتي تعني بالنسبة للمرأة ستر نفسها
باستثناء يديها ووجهها, وهذا يشمل ارتداء الحجاب أو غطاء الرأس التقليدي,
وخلافا للاعتقاد الشائع, فإن القرآن مع ذلك يمنح المرأة الحق في طلاق
زوجها؛ شريطة ذكر هذا الحق في عقد ما قبل الزواج.
وإن كان صحيحا أن العديد من البلدان الإسلامية لا تسمح للمواطنات المسلمات بهذه الحقوق الأساسية, حسب ما قاله داسين, فإن هذا ليس موافقا لتعاليم القرآن, وبالتالي فينبغي ألا يتم تصوير ظلم هذه الدول كما لو كان ظلم الإسلام.
وكما
هو الحال مع أي دين آخر, لابد أن نحكم على أساس تعاليم هذا الدين, بدلا من
النظر إلى سلوك أتباعه, فإن كل دين لديه أتباعه الذين لا يتعاملون وفقا
لمعتقداتهم, وهذا ليس خطئًا في الدين نفسه.
وأوضح داسين أن الإسلام كذلك يؤكد
على السلام وحسن المعاملة مع زملائنا المسلمين وغير المسلمين على حد سواء,
على الرغم مما يُصوره الكثيرون من أن الإسلام دين العنف, وهذا ما ذكره
الله في القرآن الكريم في سورة الأنعام :"وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
وللطلاب
الراغبين في معرفة المزيد عن الإسلام أوصى داسين كذلك بقراءة كتاب "رياض
الصالحين", والذي تم ترجمته إلى "حدائق الصالحين", متمنيا أن يساعد هذا
الكتاب الطلاب المتفهمين للتوصل إلى فهم أعمق حول الإسلام, وبدلا من عزل أنفسنا على أساس خلافاتنا, ينبغي أن نبحث عن أوجه التشابه بينما في نفس الوقت نحافظ على التنوع لدينا.
واختتم سكرتير رابطة الطلاب المسلمين في كاليفورنيا, تانيمو داسين بقوله: "البشر
على اختلاف أديانهم هم جميعا خلق الله تعالي والسؤال الذي يفرض نفسه هو
كيف نتعلم أن نتعايش مع بعضنا البعض دون النظر إلى اختلافاتنا المتخيلة".
طالع..المصدر
تعليقات