مسلمو أمريكا.. رعب متصاعد!
ترجمة: حسن شعيب
على
مدار تسع سنوات، بذل العديد من المسلمين الأمريكيين جهودًا حثيثة لبناء
علاقات مع غير المسلمين, لإزالة الغبار الذي علق بالإسلام الصحيح بعد هجمات
11 سبتمبر, فضلًا عن المشاركة القوية غير المسلمين في مناسباتهم، مؤكدين
أنهم يمقتون الإرهاب. وقد أبدى العديد من المثقفين والمفكرين ارتياحًا لما
حققه مسلمو أمريكا من نجاح واندماج في المجتمع يتعدى ما أنجزه مسلمو
أوروبا، وهو ما نشر في أوساط المسلمين بأمريكا شعورًا بالرضا.
لكن
بعد اشتعال المعارضة ضد بناء مركز ثقافي إسلامي قرب موقع "الصفر"، وما
تلاها من موجة تخريب لممتلكات المسلمين العامة ومساجدهم في أمريكا، مثل حرق
معدات البناء التابعة للمسجد المخطط بناؤه في تينيسي, ورسم كتابات مسيئة
على حائط مسجد في ماديرا, بكاليفورنيا؛ وإطلاق بعض المراهقين النار خارج
مسجد في شمال ولاية نيويورك خلال الصلاة في رمضان، بعد ذلك كله، سيرى
العديد من المسلمين أن كل تلك السنوات من العمل الفعّال والدؤوب قد ضاعت
هباءً.
تزايد الخطر
يقول
الدكتور فرحان أصغر, جراح العظام: "يساورنا القلق هل بإمكاننا أن نحظى
بالقبول في المجتمع الأمريكي؟", مضيفا "في أي بلد آخر لا يمكن أن ننال مثل
هذا القسط من الحريات، وهذا هو السبب في اختيار العديد من المسلمين أمريكا
للعيش فيها, ولكننا نتعجب هل يعود بنا الزمن مرة أخرى للنقطة التي لا يريد
فيها الأمريكان المسلمين هنا".
ويضيف
إيبو باتيل, مؤسس ومدير جمعية كور للأديان، التي تحاول الحد من الصراع
الديني ومقرها شيكاغو: "في وقتنا الحالي ينتابني الخوف أكثر من أي وقت
مضى. وربما أكثر مما كنت عليه بعد 11 سبتمبر".
ويقول
العديد من المسلمين الأمريكيين إنهم لا يخشون على سلامتهم وأمنهم قدر
تخوفهم مما يُلصَق بالإسلام من اتهامات، الأمر الذي من شأنه تخريب عملية
اندماج المسلمين.
ومع
اقتراب ذكرى 11 سبتمبر يشعر بعض المسلمين الأمريكيين بتزايد الخطر من
حولهم, وخاصة بعدما توعد راعي كنيسة صغيرة في ولاية فلوريدا بحرق نسخ
القرآن في ذلك اليوم. وبرغم مطالبة قادة المسلمين في أمريكا المسلمين بعدم
الاكتراث وضرورة تجاهل هذا الوعيد الذي قوبل بإدانة واسعة من جانب جماعات
دينية مسيحية وغيرها, فإن بعض شباب المسلمين الأمريكيين يتساءلون: كيف يمكن
الجلوس ومشاهدة هذا القسيس يُدنس القرءان ببساطة؟!
من
جانبها تخطط الجمعية الإسلامية بأمريكا الشمالية لعقد قمة للقيادات
المسيحية والإسلامية واليهودية في واشنطن تصديا لهذه المشاعر والتي وصفت
بأنها "موجة متزايدة من الخوف والتعصب".
اغتيال الاندماج
وقال
الإمام عبد الله عنتبلي, من جامعة ديوك, إن الشباب الأمريكيين المسلمين
الذين يحاولون التعايش والاندماج هم أكثر المتأثرين بهذا الاضطراب, مضيفا "
إن كنا لا ننتمي إلى هذا المكان فسنضطر للبحث عن البديل. حتى إن البعض بدأ
يقول مازحًا: متى سننتقل إلى كندا؟ متى سننتقل إلى سيدني؟. لن يذهب أحد
إلى أي مكان, برغم اليأس, والعجز, والحزن العميق". مضيفًا: "بعض الناس
يقولون إن هذا الجدل الدائر حول المسجد يُشبه إلى حد كبير ما كانت تقوله
وسائل الإعلام الألمانية عن اليهود في أوائل القرن الماضي.. حقا إنه أمر
مخيف".
لقد
تعكر صفو رمضان، ورحانية عباداته، على مسلمي أمريكا الذين كانوا يتوقعون
أن يعيشوا رمضانًا مختلفًا هذا العام لتزامنه مع إجازاتهم الصيفية حيث
يقضون أكبر وقت ممكن مع أطفالهم وأصدقائهم. لكن إنجريد ماتسون, رئيسة
الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية, ترى أن الكثير من المسلمين الأمريكيين
ما زالوا يأملون في إنقاذ روح رمضان.
ويقول
الخبراء برغم أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت جرائم الكراهية ضد
المسلمين آخذة في التصاعد أم هي على نفس وتيرة السنوات السابقة, إلا أن
تتابع الأحداث الأخيرة يؤكد أن هناك شيء مبالغ فيه.
وقال
إبراهيم هوبر, المتحدث باسم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) "
الكثير من الضحايا يترددون في الإعلان عن هذا النوع من حوادث الكراهية خشية
تعرضهم لمزيد من المضايقة أو الهجوم والتحرش", ولم يخفي بعض المسلمين
تخوفهم وشعورهم بالخطر - في ظل الرئيس الذي يُنظَر إليه باعتباره ليس فقط
صديقًا للمسلمين بل يعتقد العديد من الأمريكيين بشكل خاطئ أنه مسلم - أكثر
مما كانوا في عهد الرئيس جورج دبليو بوش.
--------------------
طالع..المصدر
تعليقات