حرب العراق.. معركة بلا نصر


ترجمة: حسن شعيب
"لقد أدينا ما علينا من مسئوليات ومهام في العراق، وحان الوقت لفتح صفحة جديدة".. هكذا أعلن الرئيس أوباما رسميا من المكتب البيضاوي نهاية العمليات القتالية الأمريكية في العراق، وذلك بعدما قام في وقت سابق بمنح 11 وسامًا لقدامى المحاربين. وفي بغداد، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده صارت "مستقلة وذات سيادة" بعد مرور ما يربوا على سبع سنوات تحت نير الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية عام 2003.
الإعلان الرسمي لنهاية الحرب لا يعني نصرا أمريكيا، أو خاتمة لتدخل الولايات المتحدة في العراق, حيث سيبقى نحو خمسين ألف جندي حتى عام 2011 لتقديم المشورة للجيش العراقي وقوات الشرطة وقوات مكافحة التمرد. ربما ينتهي القتال العسكري, لكن تظل هناك رغبة أمريكية بالتواجد, حيث يقول أوباما إن الدبلوماسيين يكثفون عملهم, وتعمل وزارة الخارجية الأمريكية على توسيع وجودها، وفتح قنصليات جديدة في مدن البصرة وأربيل, كما ستقدم مزيدًا من المساعدات الاقتصادية, وهذا ما يعني باختصار، أن حكومة الولايات المتحدة ستتحول من الاحتلال العسكري إلى الاحتلال المدني في العراق.
وسيظل في ذاكرة الولايات المتحدة أن الحروب في العراق وأفغانستان أضعفت القوى السياسية في المنطقة مما صب في مصلحة النفوذ الإيراني لذا ستسعى الولايات المتحدة جديا في الوقت الراهن للحفاظ على بغداد كحليف، ومواجهة النفوذ الإيراني ذات الغالبية الشيعية التي من المرجح أن تظل في السلطة.
أما عن التحديات الهائلة التي تواجه العراق داخليًا فحدث ولا حرج, فالبلاد لا زالت تشهد صراعًا طائفيًا دمويًا بين الشيعة والسنة والأكراد، لن ينتهي برحيل القوات الأمريكية, كما أن البرلمان العراقي وصل إلى طريق مسدود لا أمل فيه، فهو غير قادر على تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء انتخابات وطنية في مارس الماضي وفشل في إفراز أغلبية لحزب واحد أو تشكيل حكومة ائتلافيه.
إن استقرار العراق يمثل نقطة هامة من أجل السلام بالمنطقة، ومن أجل الاقتصاد العالمي الذي يحتاج النفط العراقي والأسواق المستقرة بالشرق الأوسط, لذا فمن الضروري أن تقوم إدارة أوباما بعد انتهاء فترة الاحتلال بالتوسط بين الكتل العراقية المتنازعة وحثهم على المصالحة بدلا من العودة إلى الحرب الأهلية.
لقد تسببت الولايات المتحدة في تمزيق العراق، وهي تتحمل المسؤولية المترتبة على ذلك، والمتمثلة في ضرورة إصلاح البلاد التي مزقتها الحرب وهذا يعني على الأرجح استمرار التدخل (المكلف) الأمريكي في العراق.
-------------------
طالع..المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء