رمضان.. موسم التبرعات في الغرب


ترجمة: حسن شعيب

يُعَدّ شهر رمضان موسمًا تَنْشط فيه المنظَّمات الإسلامية، والجمعيات الخيرية في الغرب لتَلَقّي التبرعات وجمع الصدقات. ذلك أن المسلمين يؤمنون أنّهم إذا أعْطوا خلال شهر رمضان المبارك, فإن الله سيُضاعِف ثوابهم وحسناتهم.


في كل عام, وفي الأسابيع التي تسبق شهر رمضان المبارك, تَجِد "ميكايلا كورنينج" زيادة طفيفة لعددٍ من الدعوات لجمع التبرعات لهذا المسجد أو تلك المدرسة, أمَّا هذا العام فقد لاحظت زيادة قوية وحقيقية.
وتقول كورنينج, التي تقيم في سياتل وتبلغ من العمر 35 عامًا وتعمل في شركة الأبحاث وتملك أيضًا شركة لملابس للنساء المسلمات: "خلال شهر رمضان المبارك, يوجد العديد من المهام المختلفة، والمشروعات الخيرية التي نقوم بها, وأعتقد أنّ جزءًا من هذا هو دليل على أنّ الناس في المجتمع أصبحوا أكثر نشاطًا".
في السنوات القليلة الماضية, لم تَعتَد الكثير من المنظمات الإسلامية على جمع التبرعات وتلقِّي الصدقات في رمضان واغتنام الشهر الفضيل إلا القليل منها. أما هذا العام- وحسب ما قاله المسلمون المقيمون- فإن الكثير من المنظمات الإسلامية سيقوم بذلك.
وهذا التوجُّه إنْ دلَّ على شيء فإنّما يدلّ على النمو في أعداد المسلمين المقيمين والمنظمات الجديدة والمبانِي التي يقومون بإنشائها (بما في ذلك خطط لبناء مساجد جديدة في شورلاين, وريدموند), كما أنها تعد كذلك علامة على نضج المجتمع الإسلامي.
يقول "أرسلان بخاري", المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في ولاية سياتل في أمريكا: "هناك العديد من المنظمات التي بدأت في الوقت الراهن استعداداتها لإمكانية إقامة موائد للإفطار".
وقال أحد أئمة المساجد في أمريكا: إنّ المراكز والمنظمات الإسلامية هناك قد بدأت قبل ما يزيد عن شهر في الاستعدادات لشهر رمضان, مضيفًا أن المراكز الإسلامية سوف تُقِيم موائد الإفطار طوال أيام شهر رمضان, داعيًا المسلمين إلى البذل والعطاء وتقديم التبرعات والإنفاق في هذا الشهر نظرًا لـ"وجود عائلات مسلمة متعففة غير قادرة على سدّ تكاليف هذا الشهر المبارك".
وبخلاف تقديم التبرعات للفقراء، ومساعدة المحتاجين، فإن العديد من المسلمين في الولايات المتحدة يتنافسون لإقامة موائد إفطار جماعية خلال رمضان، وأحيانًا تتعاون أسرتان أو أكثر في ذلك، الأمر الذي من شأنه أن يلقي بالأثر الطيب لدى الفقراء من المسلمين وغير المسلمين. حيث يُرَحَّب بالمحتاجين من غير المسلمين لتناول وجبات إفطار مع الصائمين".
جديرٌ بالذكر أن العديد من المنظمات والمراكز الإسلامية تقوم بإعداد إفطار جماعي يشارك فيه غير المسلمين كنوع من الحوار والتواصل مع الآخرين, كما قامت الكثير من المنظمات الإسلامية الخيرية بوضع أرقام حساباتها على مواقعها الإلكترونية للراغبين في التبرع وتقديم الصدقات.
وقال أنور خان نائب رئيس شئون الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة: إن التبرعات في العام الماضي وصلت إلى 35 مليون دولار نقدًا وأكثر من 100 مليون دولار من التبرعات العينية والتي يتوقع أن تزيد خلال هذا العام، نظرًا لزيادة أعداد المسلمين في الولايات المتحدة ووفرة المنظمات الإسلامية.
ومن جانب آخر فقد دعت العديد من المنظمات والمؤسسات الإسلامية إلى تقديم يد العون لإغاثة منكوبِي فيضانات باكستان مستغلين في ذلك حلول شهر رمضان, حيث دعا كبار المسئولين المسلمين إلى تقديم التبرعات والإغاثة للشعب الباكستاني الذي دمرته الفيضانات.
يذكر أن الأمم المتحدة قدرت أعداد المتضررين من الفيضانات إلى ما يصل إلى 20 مليون شخص, وهذا ما حثّ الكثير من المنظمات الإسلامية في الإعلان عن تقديم المساعدة والتبرعات من خلال تدشين حملة لجمع التبرعات لمنكوبِي الفيضانات عبر "الفيس بوك" وغيرها من الوسائل المتاحة. 
--------------------------


طالع..المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء