لعنة المبحوح.. تطارد رئيس الموساد
ترجمة: حسن شعيب
طالع..المصدر
كثُر
اللغط في الآونة الأخيرة حول مستقبل "مائير داجان"، بعد ثمانية أعوام في
رئاسة الموساد، بعدما كثُرت الأقاويل حول رفض نتنياهو التمديد له، وفقًا
لما نقلتْه تقارير القناة الثانية الإسرائيلية.
وفي
الوقت الذي نفى فيه داجان, خلال اجتماع لمتقاعدين من الموساد, هذه
التقارير، واصفًا إياها بأنها "مجرَّد فُقَّاعات تطلِقُها وسائل الإعلام,
فليس هناك داعٍ للقلق, فكما تلاحظون، أن ما يقولون عنه إنه انتهى يقف هنا
أمامكم", فإن التسريبات تؤكِّد أن فشل عملية اغتيال المبحوح والعدوان على
أسطول الحرية سيُطيح حتمًا برئيس الموساد، وسيحول دون الاستجابة لطلبه
التمديد.
وقد
وُجهت للموساد في ولاية داجان انتقادات دولية لاذعة، فيما يتعلق بعدة
عمليَّات اغتيال، كان آخرها اغتيال محمود المبحوح, أحد قادة حركة المقاومة
الإسلامية (حماس) في يناير الماضي بدبي.
وكان
شارون قد أصرّ على تعيين "داجان" في عام 2002 على رأس الموساد نظرًا
لمعرفته الوطيدة به، وهوايته المتمثِّلة بفصل الرأس العربي عن جسده,
بالإضافة إلى نجاحه في إقامة علاقات وثيقة مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
يُشار
إلى أن "داجان" مكَثَ في منصبه طوال ثمانية أعوام في ولاية ثلاثة رؤساء
للحكومة الإسرائيلية, بَدْءًا من "شارون" و"أولمرت" وانتهاءً بـ "نتنياهو".
لعنة المبحوح
وعندما
يتعلَّق الحديث بالموساد, تبقى الأسماء سريَّة، حيث يعيش معظم عناصرِه في
الظِّل، ويبقى اسم رئيس الجهاز سرًّا, حسب قوانين الدولة حتى عام ١٩٩٦،
عندما أعلنت الحكومة ولأول مرة تنصيب الجنرال "داني باتوم" الذي استقال من
منصبه بعد ذلك, وفي سبتمبر ٢٠٠٢ جرى تنصيب الجنرال "مائير داجان" رئيسًا
جديدًا للموساد، ومن المقرَّر أن تنتهي فترة ولايته الشهر المقبل.
وطوال
اثنين وستين عامًا, نجح الموساد الإسرائيلي في تنفيذ العديد من العمليات،
منها اغتيال قيادات فلسطينية وعربية، داخل الوطن العربي وخارجه، على سبيل
المثال في عام ١٩٩٧ قام الموساد بمحاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة
حماس خالد مشعل إلا أن العملية باءت بالفشل, بالإضافة إلى اغتيال الرئيس
الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأحد قادة حزب الله الشهيد "عماد مغنية",
وأخيرًا اغتيال الشهيد محمود المبحوح.
ورغم
أن الموساد نجح في اغتيال المبحوح, فقد اعتبرت العملية حلقة في سلسلة فشل
الموساد، بل وضعت إسرائيل في حَرَجٍ شديد على الساحة الدولية، وذلك بعد
مطالبة قائد شرطة دبي ضاحي خلفان بضرورة إجراء تحقيق دولي، بعد التوصُّل
إلى حقائق كبيرة, وإصراره على إصدار مذكِّرَة اعتقال دولية بحق رئيس
الموساد "مائير داجان" على خلفية تورطِه في جريمة اغتيال المبحوح, قائلًا:
إن داجان قد تلقَّى درسًا لن ينساه بعد هذه الفضيحة.
ووجَّه
خلفان إهانة قوية وضربة قاصمة لداجان بعدما وصف ما فعله بالحماقة الكبيرة
التي ربما تكلِّفُه مستقبله والإطاحة به بطريقة غير مهنية، قائلا له: "كن
رجلًا واعترف بمسئوليتك عن اغتيال المبحوح".
وكانت
شرطة دبي قد نشرت قائمة بـ 26 مشتبهًا بهم يحملون جوازات سفر غربية
مزوَّرَة, مما أدى إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين الدولة العبرية وبعض
الدول الغربية, وقيام بريطانيا بترحيل مسئول كبير في الموساد على إثر ذلك،
ثم فعلت أستراليا وأيرلندا الشيء ذاته.
وفي
الشأن الداخلي, عبَّر خبراء الأمن الإسرائيليون الذين اعترفوا بضلوع
الموساد في عملية اغتيال المبحوح عن صدمتهم من نتائجها الكارثية, كما شنَّ
المحلِّلُون الإسرائيليون حملة شرسة ضد "داجان" والجهاز الذي يترأسُه؛ بسبب
عملية الكوماندوز الإسرائيلية ضد أسطول الحرية الذي كان متجهًا إلى قطاع
غزة لكسر حصارها, وإمداد المحاصرين بالغذاء والدواء.
وريث الفشل
وفي
ظِلِّ هذا الجو المشحون والأقوال المتضاربة اندلعت حربٌ شرسة لخلافة داجان
وأخذت وسائل الإعلام تتكهَّن بأسماء المرشحين لخلافته، سواء من داخل
الموساد أو الشاباك أو حتى الجيش، ومن أقوى المرشحين للمنصب "يوفال
ديسكين"، رئيس جهاز الشين بيت (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي)، إلى جانب
عددٍ من كبار المسئولين في الموساد والجيش الإسرائيلي.
كما
رجَّح بعض المحلِّلِين إسناد رئاسة الموساد لأحد جنرالات الجيش, ورجَّح
البعض الآخر تعيين منسق المفاوضات في قضية صفقة تبادل الأسرى "حجاي هداس"
وعدم التمديد لكلٍّ من "داجان" و"ديسكين"، بسبب تحفظ كليهما على قرار
استهداف إيران.
---------------------
تعليقات