"المسلمون".. ورقة حاسمة في الانتخابات البريطانية
ترجمة: حسن شعيب
يُرجِّح
كثير من التحليلات والتقارير أن المسلمين يمثلون رقمًا مهمًا في
الانتخابات البريطانية المقبلة إذا ما استطاعوا تخطي انتماءاتهم الدينية
والعرقية، وتجاوزوا دعمهم التقليدي لحزب العمال.مهما كانت نتيجة الانتخابات البريطانية, التي ستظهر يوم 7 مايو القادم, فمن المرجح أن يلعب المسلمون في جميع أنحاء بريطانيا دورًا هامًا في التأثير على نتائج عشرات المقاعد, فهم يمثلون ثاني أكبر مجموعة دينية في بريطانيا، ويشكلون 4 ٪ من مجموع السكان، قد وصلوا إلى مستوى النضج في التعامل مع الانتخابات- التي يتشارك فيها الكثير من غالبية الشعب البريطاني- حسب ما تقتضيه المصالح والأولويات والاهتمامات. حديثًا, ظهر في بريطانيا العديد من حملات التوعية لتزويد الناخبين بالمعلومات, بداية من تشجيع الناخبين على التسجيل وحتى توضيح سبل ووسائل عملية التصويت في مختلف الدوائر الانتخابية من الناحية التكتيكية على الصعيد الوطني, منها على سبيل المثال مؤسسة "أنت تنتخب" التي تقوم بتقديم الإرشادات للجالية الإسلامية. وقد اتفقت جميع الحملات للتوعية على شيء واحد, هو عدم تقديم الدعم الشامل غير المشروط لطرف واحد, والاتفاق على أن كل مرشح له مميزاته وعيوبه؛ لذا ينبغي أن يقوم الناخبون بتقييم المرشحين كل منهم وفقا للمعايير المحلية والوطنية والدولية، ومن هنا فقد صار جليًا أن جميع الأحزاب التي تريد أن تظفر بصوت المسلمين عليها تقديم الحجج الدامغة المدعومة بالبراهين والأدلة لمساندة القضايا العربية والإسلامية.وقامت مؤسسة "أنت تنتخب" بعمل استطلاع لآراء المسلمين في جميع أنحاء البلاد في مجموعة متنوعة من الموضوعات, وأظهرت النتيجة أن المجتمع الإسلامي في بريطانيا يرى أن السياسة الخارجية لا تزال ذات أهمية محورية، وعلى رأس قائمة هذه القضايا تأتي فلسطين وأفغانستان. أما في الجبهة الداخلية، فتتصدر ظاهرة (الإسلاموفوبيا) قائمة طويلة من القضايا، تضم الاقتصاد والصحة والتعليم والضرائب. لابد أن تقوم المؤسسات الإسلامية بالعمل على توعية الجالية الإسلامية في توحيد الآراء حول مرشحيهم الذين يدعمون قضاياهم الإسلامية والعربية, فإذا ما توافر تضافر الجهود في كثير من الدوائر الانتخابية فإن الجالية الإسلامية سيكون لديها القدرة على تحويل مسار النتائج النهائية فيما يتراوح بين 70 و100 دائرة انتخابية أو التأثير فيها، "وهذه هي الحقيقة البالغة الأهمية التي نحاول استثمارها في هذه الانتخابات التشريعية". والشيء البالغ الأهمية في هذه الانتخابات وجود عدد غير مسبوق من النساء المسلمات والشباب المسلم، الذين يتابعون، ويتفاعلون ويديرون الحملات ويشاركون في العملية الانتخابية برمتها, لذا تشير الدلائل الأولية إلى ارتفاع نسبة لم يسبق له مثيل لإقبال المسلمين على الانتخابات وارتفاع غير مسبوق لمشاركة الشباب. هذا الارتفاع الكبير غير المسبوق في المشاركة الإسلامية ليس في الناخبين فحسب, بل إن عدد المرشحين ذوي الخلفيات الإسلامية من جميع الأحزاب هو أيضًا لم يسبق له مثيل، ويدلل بقوة على الاعتراف بأهمية دور المسلمين في العملية الديمقراطية ومستقبل البلاد, وقد يتعدى ارتفاع عدد النواب المسلمين شبه المؤكد إلى الضعف ويزيد عن الأربعة الحاليين في البرلمان السابق. الحدث الذي يجدر بنا إبرازه والأقوى تأثيرًا هو تحقيق "سلمى يعقوب" مرشحة حزب الاحترام النجاح في الانتخابات كي تصبح أول مسلمة ترتدي الحجاب في البرلمان ممثلة لدائرة برمنجهام, هذا ما يمكنا أن نعتبره بمثابة حدث تاريخي، ليس فقط بالنسبة للمسلمين البريطانيين، ولكن لبريطانيا باعتبارها مجتمعًا غنيًا بتنوعه.
وعكس الاتجاه الوطني، فإن المجتمع المسلم يبدو أنه يتحرك لصالح تقديم النصيب الأكبر من الأصوات لحزب الديمقراطيين الليبراليين, حيث إن الرأي العام الإسلامي يرى أن الديمقراطيين قاموا بإطلاق أفضل التصريحات فيما يتعلق بفلسطين والعراق، وإن كان بدرجة أقل في أفغانستان (معارضة مباشرة للوبي الموالي لإسرائيل). كما تفوق الديمقراطيون الليبراليون أيضًا على الحزبين الآخرين عندما قام بالاعتراف بحقيقة والتهديد النابع من الإسلاموفوبيا مما عرض الحزب لانتقادات لاذعة من قبل وسائل الإعلام الجناح اليميني. ولكن مهما كانت التقييمات، والتخمينات والافتراضات، فمن المحتمل أن يكون صباح يوم 7 مايو يومًا تاريخيًا لأسباب عدة, منها الدعوات والصلوات للسير في الطريق الصحيح في الانتخابات البريطانية.
---------------------
طالع ..المصدر
تعليقات