في فرنسا.. المهاجرون ليسوا سواء
ترجمة: حسن شعيب
إذا
ما نظرنا لخريطة أوروبا في الوقت الحالي, وجدنا أنها قديمةٌ للغاية وغير
منطقية مطلقًا, لذا لا بد أن ننظر إليها كما ينبغي لها أن تكون.
الناس
الذين يجدون جيرانهم مزعجين بإمكانهم الانتقال إلى حي آخر, بينما لا يمكن
للبلدان أن تفعل، ولكن لنفترض أن الدول بإمكانها فعل ذلك، إن تغيير خارطة
أوروبا سيجعل الحياة أكثر منطقية وودًّا.
بريطانيا,
التي يتعين عليها مواجهة أزمة مالية وخيمة بعد انتهاء الانتخابات العامة,
ينبغي أن تنتقل لتجاور بلدان جنوب أوروبا التي تجد نفسها في وضع مماثل، كما
يمكن نقلُها إلى موقع جديد بالقرب من جزر الأزور, (وإذا ما كانت الرحلة
وعرةً ومتخبطة, فقد تكون فرصةً جيدةً لتحويل ويلز وأسكتلندا إلى جزر
منفصلة).
وبعد
نقل بريطانيا ينبغي أن تحلَّ بولندا محلَّها, والتي عانت بما فيه الكفاية
في موقعها بين روسيا وألمانيا, كما أنها تستحقُّ أن تحظى بفرصة التمتع
بالرياح المنشطة القادمة من شمال المحيط الأطلسي وتأمين مياهها بين المحيط
الأطلسي وبين أي غزاة محتمل قدومهم.
أما
بلجيكا, وما فيها من مشاحنات غامضة باللغة الفلمنكية- الفرنسية (سببت
إسقاط الحكومة فورًا) وهذه المشاحنات شائعة في وسط أوروبا الوسطى, لا سيما
مطالبة سلوفاكيا (التي لا طائل منها) فيما تعتقده بشأن الأقلية العرقية
الناطقة بالمجرية, لذا يجب مقايضة الأماكن بين بلجيكا وجمهورية التشيك,
فالشعب التشيكي, المعروف بتبلد الحسّ والتنظيم المملّ, سيشعر بالراحة مع
جيرانه الهولنديين الجدد والعكس صحيح.
روسيا
البيضاء, دولةٌ غير ساحلية في الوقت الراهن وتحاول التملُّص من سيطرة
وروسيا, سوف تستفيد بشكل كبير بانتقالها لمنطقة الشمال, ويكون لها تأثيرٌ
كبير في مساعدة دول البلطيق, ولذلك يجب أن تتحرك شمالًا إلى بحر البلطيق,
بدلًا من أستونيا ولاتفيا وليتوانيا, أما هذه البلدان الثلاثة فينبغي عليها
الانتقال إلى موقع جديد في مكان ما بالقرب من آيرلندا, كما أن دول البلطيق
ستكون سعيدةً أيضا بالابتعاد عن روسيا والتقارب مع أمريكا.
وسط
تحركات أخرى, يمكن أن تنتقل كالينينجراد على طول الساحل نحو روسيا, لإنهاء
وضعها غير السوي باعتبارها إرثًا معزولًا من مخلَّفات الحرب العالمية
الثانية, ومحو أي إمكانية لوجود الإزعاج الروسي في المستقبل عبر السكك
الحديدية.
أما
في المناطق الشاغرة التي انسحبت منها بولندا وروسيا البيضاء يمكن أن تحلَّ
محلها الأجزاء الغربية والوسطى من أوكرانيا, وتحاول ألمانيا, التي تقع على
الحدود الأوكرانية, 100 كيلو متر تبعد عن برلين فحسب, في اتخاذ الإجراءات
اللازمة لتحقيق الاندماج للدولة في الاتحاد الأوروبي, وسوف يسمح انتقال
أوكرانيا, لروسيا أن تنتقل بحرية إلى الغرب والجنوب أيضا, وبالتالي إخلاء
سيبيريا للشعب الصيني, الذين سوف يحصل عليها عاجلًا أو آجلًا على أية حال.
ثم
يأتي بعد ذلك إعادة ترتيب منطقة البلقان, فينبغي تدوير الأماكن بالنسبة
لمقدونيا وألبانيا وكوسوفو, حيث تأخذ مقدونيا موقع كوسوفو بجوار صربيا,
وكوسوفو تنتقل إلى شقّ ألبانيا على الساحل, وألبانيا تتحول للداخل، أما
البوسنة فما تزال هشةً وضعيفة للغاية للتحرك, لذا فسوف تضطرُّ للبقاء حيث
هي.
سويسرا
والسويد وعادة ما يتم الخلط بينهما, لذلك فإنه من المنطقي أن تتحرَّك
سويسرا شمالًا حيث أنها تتوافق تمامًا مع بلدان الشمال الأوروبي, وانتهاجها
الحيادية سيتوافق بشكل جيد مع الفنلنديين والسويديين, والنرويج ستكون
سعيدة أن تكون جارتها من غير دول الاتحاد الأوروبي.
ستبقى
ألمانيا كما هي, ومثلها فرنسا, أما النمسا يمكن تحويلها غربًا في موقع
سويسرا, مما يفسح المجال لسلوفينيا وكرواتيا للانتقال إلى الشمال الغربي
أيضًا, ويمكنهم أن ينضموا إلى شمال إيطاليا في تحالف إقليمي جديد, أما بقية
إيطاليا, نزولًا من روما, سوف تنفصل وتنضمُّ إلى صقلية لتشكيل دولة جديدة,
وتدعى رسميًّا مملكة "الصقليتين" ويمكنها أن تشكل العملة الموحدة مع
اليونان, وليس مع أحد آخر.
------------------
طالع ..المصدر
تعليقات