بريطانيا تدرب جنودها على اقتحام المساجد
ترجمة: حسن شعيب
كشفت
مصادر بريطانية عن قيام الجيش ببناء سبعة أبنية في شمالي يوركشاير على شكل
مساجد لتدريب الجنود المُزْمَع إرسالهم إلى أفغانستان والعراق على
اقتحامها، الأمر الذي أثار موجة احتجاجات عارمة بين مسلمي بريطانيا،
وطالبوا الجيش بالاعتذار وإزالة تلك المباني.
وقالت
المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها في تصريحات صحفية اليوم الخميس: إن
"الجيش أقام مؤخرًا سبعة أبنية ذات سقوف خضراء على هيئة مساجد في منطقة
شمالي يوركشاير للتدريب على اقتحامها وإطلاق النيران عليها".
وأثارت
تلك الخطوة حفيظة مسلمي بريطانيا الذين اعتبروا الأمر إهانة لهم جميعًا
وطالبوا الجيش بالاعتذار الفوري وإزالة تلك المبانِي، وقال رئيس مجلس إدارة
المساجد في برادفورد في تصريحات صحفية لقد:
"انتابني الغضب؛ لأن هذه الأفعال تنسف الجهود التي ترمي لتشجيع أكبر عدد
من الشباب المسلمين للالتحاق بالجيش البريطاني"، وطالب الجيش بإزالة تلك الأبنية على الفور. " بحسب هيئة الإذاعة البريطانية الـ" بي بي سي".
ومن
جانبه دعا سليم خان، المدير التنفيذي لمساجد برادفورد الجيش البريطاني
لتقديم اعتذار فوري, وقال: "في البداية يتعين إزالة هذه الأبنية وتقديم
الاعتذار الفوري للمجتمع الإسلامي, وضرورة تغيير هذه العقلية التي تفرق بين
المسلمين في المجتمع".
اشتياق
أحمد من مسجد برادفورد انضم لهذه المطالبات وقال: "مما لا شكّ فيه أنّهم
يستهدفون المساجد, شكل الأبنية ولون القبة والأسقف الخضراء, كل هذا يرمز
إلى أماكن عبادة المسلمين (المساجد)", مضيفًا : "كل هذا يعزِّز التصورات
السلبية تجاه المسلمين ورموز الإسلام".
وأوضح:
"في الواقع إنّ ما يغضبني أكثر أن هذه رسالة للشباب البريطاني تفيد أن
المساجد هي مَكْمَن الخطر والإرهاب وأنَّها تصبح بالتالِي أهدافًا مشروعة
للقصف والتدمير, وهذا أمر يُثِير لدينا القلق حقًا".
ومن
جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إنَّها ليس لديها "نية" في الإساءة
للمسلمين, وقال متحدث باسمها: إنه "تَمّ تصميم هذه المباني لتوفير درجات
التأهل لدى جنودنا قبل أن نرسلهم إلى أفغانستان, وهذا أمر يأتي في صدر
أولوياتنا".
المساجد
المشار إليها جزء فقط من نوع الأشياء التي سيَراها الجنود لدى وصولهم إلى
وِجْهَتهم، والمقصود هو محاكاة الواقع ولا شيء غير ذلك, مؤكدًا "أننا لا
نقصد الإساءة للمسلمين".
ورغم زيادة الحملات الأمنية الموجهة في داخل التجمعات المسلمة في أنحاء مختلفة في بريطانيا، خصوصًا في العاصمة لندن وضواحيها، تحت بند مكافحة الإرهاب، بعد تفجيرات لندن التي وقعت في يوليو 2005، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.
ورغم زيادة الحملات الأمنية الموجهة في داخل التجمعات المسلمة في أنحاء مختلفة في بريطانيا، خصوصًا في العاصمة لندن وضواحيها، تحت بند مكافحة الإرهاب، بعد تفجيرات لندن التي وقعت في يوليو 2005، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.
إلا
أنّ دراسة حديثة كشفت أنّ المسلمين البالغ عددهم حوالي 2.5 مليون نسمة
بحسب آخر إحصائية رسمية- يشكلون نسبة 3.3% من تعداد سكان بريطانيا الذي
ناهز الستين مليونًا- هم الأكثر اندماجًا في مجتمعهم من أي بلد آخر من
بلدان الاتحاد الأوروبي.
--------------
تعليقات