"مسجد فوبيا".. آخر تقاليع 2010
ترجمة: حسن شعيب
أيامٌ
في الغرب تمضي، وسنواتٌ من التحيُّز تُطوَى، لكنها تخلف شواهد تؤكد
–للأسف- تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم. تعددت الصور، والكارثة
واحدة، سواء ارتدت ثوبَ حظر بناء المآذن, أو تجسَّدت في شكل سكينٍ غَارَ
مرارًا في جسد محجبة داخل أحد المحاكم، أو تخفَّتْ وراء قناع الديمقراطية
والانصياع لرغبة الأغلبية، وإن جار ذلك على حقوق الآخرين.
وبعد
أن شيعنا قرابة 70 يومًا من عام 2010 إلى مثواها الأخير، يطلّ تساؤل
بريء.. يطرح نفسه بإلحاح، وحُقَّ له أن يفعل.. هل تستمر هذه الحملة الشرسة
ضد الإسلام والمسلمين في العام الحالي؟!
الوقائع تحكي، فاسمعوا وعوا..
الوقائع تحكي، فاسمعوا وعوا..
كل البراهين تُشير إلى أن المسلمين تعرضوا خلال الشهرين الماضيين من هذا العام للكثير من الاعتداءات، كان النصيب الأوفر منها للمساجد التي شهدت تدنيسًا وهدمًا وتخريبًا يُنذر بعام قد يكون أسوأ من سابقه، فبعد مرور خمسة أيام فحسب من العام الجديد قام مجهولون بإلقاء زجاجة حارقة على مسجد في مدينة كندية، ولكنها لم تؤدِّ بالرغم من اشتعالها إلى إضرام حريق في المسجد, كما رمى هؤلاء المتطرفون حجرًا على إحدى نوافذ المسجد مِمَّا أدّى إلى تحطم الزجاج قبل إلقاء الزجاجة الحارقة داخل المسجد من النافذة نفسها.
وفي
أمريكا, استقبلت ولاية كاليفورنيا العام الجديد بخمس جرائم بحق المسلمين,
حيث دُنِّسَت بعض المساجد في مدن "كوستا ميسا"، و"ميشن فيجو"، و"زوسا"،
وأكد مسئول مسجد ومركز التعليم الإسلامي في مقاطعة "أورانج" بكاليفورنيا:
إنه قد تَمّ العثور على نسخة من القرآن الكريم محروقة عند المدخل الخلفي
للمسجد, حيث يتردَّد آلاف المسلمين لأداء شعائرهم الدينية.
وفي
مدينة "ميسيون فيجو" بكاليفورنيا، قام بعض المتطرفين بتخريب وتشويه نُصُب
كُتِبت عليه آية قرآنية, وقاموا بوضع قطعة من الورق مكتوب عليها: "لا
للرموز الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية".
وفي
ولاية "تينيسي" بجنوب أمريكا, قام بعض المتطرفين بتدنيس مسجد في مدينة
"ناشفيل"، حيث قاموا بكتابة عبارات عنصرية ضد المسلمين وتبعث على الكراهية
ومنها عبارة: "ينبغي على المسلمين العودة إلى بلادهم, كما نُقِشت العديد من
الصلبان باللون الأحمر على السطح الخارجي للمسجد.
لهذا
الأمر, أدانت منظمة (كير) هذه الاعتداءات، مؤكدةً أنها تدل على تزايد
العداء للإسلام في المجتمع الأمريكي, حيث أوضح نهاد عوض المدير التنفيذي لـ
"كير": "هذه الاعتداءات دليل على وجود تحيُّز ودوافع الهجوم ضد المسلمين,
مضيفًا أنه ينبغي التعامل مع هذه الاعتداءات والتحقيق فيها باعتبارها جرائم
كراهية ضد المسلمين", كما دعت "كير" الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمعالجة
ما وصفته بـ "ارتفاع مستوى الكراهية المعادية للإسلام في أمريكا والذي
يُنذِر بالخطر".
وفي
فرنسا, عثرت الشرطة الفرنسية على شعارات معادية للإسلام على جدران مسجد في
مدينة شمال شرق باريس, حيث كُتب على جدران المسجد: "فليخرج الإسلام من
أوروبا"، و"فرنسا للفرنسيين", كما قام مجهولون بكتابة نحو 12 عبارة منقوشة
على الجدران مسيئة للمسلمين تدعو إلى طردهم من البلاد على جدران المسجد
الكبير في مدينة سانتتيان في فرنسا.
وفي
بريطانيا, ألغت الحكومة البريطانية التصريح الذي منحته عام 2007م لمسلمي
لندن من أجل بناء أكبر مسجد في أوروبا، ويتسع لـ 12 ألف مصلٍّ؛ بدعوى قُربه
من مقرّ إقامة دورة الألعاب الأوليمبية في لندن عام 2012م.
أما
ماليزيا, فقد عثرت الشرطة الماليزية على رءوس ثلاثة خنازير مقطوعة وموضوعة
أمام مسجدين، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه البلاد منذ أسابيع سلسلة من
أعمال التخريب ضد أماكن دينية، بعد رفض المسلمين للنصارى استخدام لفظ
"الله" في مناسباتهم. ووجدت رءوس الخنازير الثلاثة أمام مسجد "تمان داتو هارون"، ومسجد الإمام الترمذي في ضاحية كوالالامبور.
في نهاية الجولة, نتساءل.. هل ينتظر المسلمين عامٌ جديد من الإسلاموفوبيا، أم يتغير المشهد على غير المتوقع؟!
الأيام وحدها كفيلةٌ بالإجابة عن هذا التساؤل، وإن كان الوقت في غير صالحنا ولا شك!
--------------------
تعليقات