الإسلام في تشيلي
ترجمة: حسن شعيب
تقع
دولة تشيلي في أمريكا اللاتينية بالبحر الكاريبي, ولا توجد إحصائيات موثقة
عن الإسلام فيها، إلا أن إجمالي عدد المسلمين هناك يقدر بحوالي 4000 مسلم،
يمثِّلون حوالي واحد بالمائة من نسبة السكان. ويوجد بها عددٌ من المنظمات
الإسلامية، ومنها (الجمعية الإسلامية في تشيلي ومسجد السلام") في مدينة
"سانتياجو دي تشيلي"، وكذلك ("مسجد بلال") في "أكيكه" كما يوجد مركز محمد
السادس الثقافي في كوكيمبو.
التنصير بالإكراه
وفقًا
لسجلات تشيلي التاريخية والتي كتبها "أوريليو دياس ميزا"، كان هناك رجل
ضمن بعثة المكتشف دييجو دي الماجرو، يُدعى بيدرو دي جاسكو الذي كان من
الموريسكيين (أحفاد مسلمي الأندلس والّذين تعرضوا للتنصير القسري؛ ويعرفون
بالنصارى الجدد), وأُجبر بيدرو كذلك على الخروج من الإسلام وتعميده كرهًا،
وبرغم عدم كشف التاريخ لظروف قدوم الموريسكيين إلى تشيلي, فقد بدأ مؤرخو
التاريخ الشيلي مؤخرًا الاعتراف بتراث الموريسكيين وآثارهم في البلاد على
تنمية الثقافة والهوية الشيلية.
والمعروف
أنه في عام 1854 استقرَّ وأقام اثنان من "الأتراك" في البلاد، وهذا ما
تكرَّر في تعدادات السكان لعام 1865 و 1875، ولم تكن أصولهم معروفة، غير
أنهم كانوا من السكان الأصليين في بعض أراضي الإمبراطورية العثمانية
الهائلة، وقد تبع هذا بسنتين قدوم أول موجة كبيرة من المسلمين إلى تشيلي في
عام 1856، وذلك بوصول المهاجرين العرب من أراضي الإمبراطورية العثمانية,
سوريا ولبنان وفلسطين في الوقت الحالي.
إحصائيات
ووفقًا
لإحصائية تعداد السكان في عام 1885، ارتفع عدد "الأتراك" إلى 29 شخصًا،
وذلك مع عدم وجود معلومات دقيقة عن أصلهم ودينهم، لأن الدين لم يكن يُدرج
في هذه الإحصائية، ومع ذلك، فقد سجل تعداد عام 1895 وجود 76 من "الأتراك"،
58 منهم من المسلمين، الذين كانوا يتمركزون في الأساس بشمال تشيلي في
تراباكا في مدينة سانتياجو.
وفي
عام 1907 رصدت الإحصائية أن أعداد السكان المسلمين ارتفعوا إلى 1498
شخصًا، جميعهم من خارج البلاد، وقد كانوا يشكِّلون من حوالي 1183 رجلًا و
315 سيدةً، ويمثلون 0.04% فقط من عدد السكان، وفي عام 1920 أظهرت إحصائية
جديدة انخفاض عدد المسلمين إلى 402 شخص، يتشكلون من 343 رجلًا و 59 امرأةً,
وكان أكبر عدد في سانتياجو وإنتوفاجاستا، 76 فردًا في كل مدينة منهما.
وتأسست
في سانتياجو أول مؤسسة إسلامية في تشيلي، وهي جمعية الوحدة الإسلامية،
وذلك في يوم 25 سبتمبر 1926، فيما بعد، وتحديدًا في 16 أكتوبر 1927، تم
تأسيس الجمعية الخيرية الإسلامية للتبرعات والمعونات، ومع قدوم عام 1952
سجّل تعداد السكان ارتفاع عدد المسلمين مرة أخرى إلى 956, تعيش الأغلبية
منها في سانتياجو، أما الباقي فقد تشتَّت في باقي المقاطعات مثل
أنتوفاجاستا وكوكيمبو وكونسبسيون وماليكو وفالديفيا وغيرها ولكن بدون تنظيم
كبير فيما بينهم، انخفضت أعدادهم مرةً أخرى، بحلول عام 1960 فلم يكن هناك
سوى 522، مع غالبية حوالي 209 يعيشون في سانتياجو، بعد عقد من الزمن، ازداد
عدد المسلمين إلى 1431 برغم أن التعداد لم يُشرْ إلى ما إذا كانوا رجالًا
أو نساءًا، مواطنين أو أجانب, ولكنهم انتشروا في مختلف أرجاء البلاد.
الإسلام يعلن عن نفسه
وفي
عام 1988 تم بناء مسجد في سانتياجو وتسميته "مسجد السلام" بمبادرة من
الشيخ توفيق رومية, والذي قاد المجتمع الإسلامي لأكثر من ستين عامًا, وقد
تَمَّ الانتهاء منه في عام 1989 وافتتحه أمير ماليزيا في عام 1996، وأفيد
أنه بحلول نهاية الثمانيات اعتنق أيضًا الإسلام بعض من السكان الأصليين
لتشيلي، وتزايدت الأعداد بعد الانتهاء من تدشين المسجد، وقد زاد عدد السكان
المسلمين في تشيلي بوجود التجارة الخارجية والاستثمارات من البلدان
المسلمة. وقد استقرَّ العديد من رجال الأعمال الماليزيين وعائلاتهم في
تشيلي بعد افتتاح المسجد من قبل أمير ماليزيا.
ولم
يكن هناك زعماء دينيون أو مراكز للصلاة خلال حقبة السبعينات والثمانينات,
ولكن المسلمين حافظوا على اللقاء الإيماني في منزل توفيق رومية, وهو التاجر
من أصل سوري. وبحلول عام 1990 بدأت الصلاة في مسجد السلام, أول مسجد
بالبلاد، وفي عام 1995 تم افتتاح مسجد آخر في تيموكو، ومسجد جديد في أكيكه
عام 1998، وأكدت مصادر من الجالية الإسلامية أن عدد المسلمين في تشيلي في
هذا الوقت وصل إلى 3000 شخص, وكان الكثير منهم من مواطني تشيلي الذين غيروا
أسماءهم بسبب اعتناقهم الإسلام.
ومنذ
هجمات الحادي عشر من سبتمبر, كان هناك في تشيلي رد فعل عنيف, لكنه بسيط,
ضد الجالية المسلمة في إطار الحملة الواسعة النطاق لإثارة الشكوك تجاه
المسلمين في الدول غير الإسلامية، على الرغم من ذلك, فإنه يُعتقد أن
المجتمع الإسلامي استطاع أن يندمج بشكل جيد في المجتمع التشيلي.
---------------
طالع .. المصدر
تعليقات