2009.. رابحون وخاسرون
ترجمة: حسن شعيب
كيف
يمكننا أن ننظر إلى عام 2009, الذي جلب المزيد من الديون والتراجع محليًّا
وعالميًّا، والمزيد من الإرهاب كذلك؟ يوجد طريقتان خاطئتان للتعامل مع
الأمور؛ أوّلهما: التفاؤل الزائف الذي يَمْنَعنا من تضميد الجراح، كأن
يردّد أحدهم "السلام.. السلام", في حين أنه لا يوجد سلام أصلًا. وثانيهما:
الاستسلام كقولنا: "إن الله حكَم علينا بالفناء, فالقدر يمنعنا من طلب
الرحمة أو تغيير المسار". ولكننا عندما نبتعد عن الأمل الزائف والاستسلام
ونلجأ إلى الله فإنه يساعدنا ويعطينا ما نريد(*).
في هذا الضوء، نرصد قائمة مجلة فورين بوليسي السنوية لأكبر الرابحين والخاسرين عالميًا خلال العام المنصرم 2009:
الخاسرون:
الإسرائيليون والفلسطينيون:
للأسف كثيرًا ما ينتهي المطاف بهؤلاء بإدراجهم في هذه القائمة (فهم
دائمًا, كذلك طوال فترة وضعِي لهذه القائمة). في البدء كان الأمل والتمنِّي
لكن تبع ذلك جرعات هائلة من واقع أنّ عملية السلام مُبْهَمة الهوية.
حامد كرزاي:
رغم كل شيء، ما تزال حركة طالبان أكثر شعبيةً من الحكومة الأفغانية
الحالية, حتى إن الأمريكيين تراودهم فكرة التعامل معهم بعدما وصل كرزاي
لهذا الحدّ من السوء.
مجموعة الثمانية: ربَّما كانت السنوات الماضية شاهدة على فاعلية مجموعة الثمانية، أما العام 2009 فسيكون شاهدًا على قبرها.
اليمن و الصومال:
ازدادت الأمور فيهما سوءًا العام الماضي؛ حيث أصبحت هاتان الزاويتان
المنكوبتان من العالم ملاذًا جديدًا لأسوأ الشخصيات في العالم مما يعني أن
الولايات المتحدة سوف تُوليهما اهتمامًا إضافيًا كما قامت من قبل لكثير من
الدول الأخرى، وقد قُمْنا بوضع علامة "إكس حمراء" كبيرة على هذه الدول التي
تلقَّت وعودًا مماثلة من أمريكا.
الاتحاد الأوروبي:
من هو الرئيس؟ وزير خارجية ليس لديه أي خبرة بالشئون الخارجية؟ فعندما
تختار مؤسسة كبيرة مُتَرَنِّحة أقل الموجودين سوءًا ليقودها، فإنها بذلك
تسير في الطريق الخاطئ. "وداعًا يا أوروبا"، نُسمعكِ إياها..
وأخيرًا الدولار..
الرابحون:
باراك أوباما:
من الواضح, أنّ الرابح الأكبر لهذا العام هو باراك أوباما فهو الوحيد الذي
صنع الفارق الكبير على الساحة العالمية خلال العام 2009. يمكننا تدميره
ومهاجمته في السنوات القادمة, لكن علينا أن نعترف أنه ظاهرة تستحق
الذِّكْر.
(الصين – أمريكا):
أكره هذا الاسم اللطيف الهجين, ولكن انظر إلى نتائج عام 2009، ستجد أنه لم
يكن هناك تحديًا رئيسيًا على المسرح العالمي إلا وتَمّ تحديده بالطريقة
التي تتناوله بها هاتان القوتان. إنها نقطة تحول هامة في كل مكان.
طالبان:
لقد ذهب الغرب إلى أفغانستان قبل 9 سنوات للقضاء على هؤلاء الرجال الذين
يعيشون في العصور الحجرية. أما الآن, فقد استبدل بالبحث عن ابن لادن البحث
عن "طالبان المعتدلة"، لماذا؟ لأن أحدهما كان سببًا في ذهابنا والآخر هو
تذكرة خروجنا من البلاد.
آصف علي زرداري:
أعترف أنني لست من المعجبين بهذا الرجل, فهو رئيس سيء, كما أنه غير موثوق
به تمامًا. حكومة زرداري ضعيفة واهنة وبالكاد تحافظ على أكثر البلدان خطورة
في العالم, ولكنه ما يزال على قيد الحياة مع نهاية 2009 ولا يزال في
منصبه، وهذا مكسب وفوز بالنسبة له.
صندوق النقد الدولي:
كان الرابح الأكبر من الأزمة المالية العالمية، لديه المزيد من النفوذ،
حتى إن الناس باتوا يلهثون وراء وحدة حقوق السحب الخاصة التابعة له.
نتنياهو:
علينا الاعتراف بذلك, فقد كنا نعتقد أنه يُشكّل كارثة، لكنه في الواقع,
قام بهندسة أكثر المراهنات قوةً للكونغ فو السياسي في التاريخ الإسرائيلي.
كل ما قام به هو قلب شكوك أوباما الواقعية, للمرة الأولى, إلى استفادة
إسرائيل مما كان يبدو وكأنه انقلاب أمريكي ضدها. وهذا في المقابل أعطى (هذا
الأمر, بالإضافة إلى المشاكل مع الفلسطينيين التي ذكرناها سابقًا)
الإسرائيليين نفوذًا أكبر بكثير في المناقشات الجارية بشأن السلام. لذلك,
في كل مرة يهاجم فيها أوباما أو فريقُه نتنياهو أو يقفون ضده فإنَّهم
يساعدون رئيس الوزراء الإسرائيلي الماكر بدون قصد.
-----------------
طالع ..المصدر
تعليقات