اسمي سبب إسلامي
ترجمة: حسن شعيب
إنها قصة طالب أمريكي هداه الله للإسلام وكان السبب في ذلك أن اسمه "طارق"..
اسمي طارق بريستون, وقد اعتنقتُ الدين الإسلامي في عام 1988 وكان عمري وقتئذ 19عامًا، أما قصة اعتناقي للإسلام فهي ليست طويلة، وفي الكثير من الأحوال، أعتقد أنها قصةُ هداية الله لي بعد دخولي في الإسلام، أكثر من كونها قصة إلهام.
.......المزيد
اسمي طارق بريستون, وقد اعتنقتُ الدين الإسلامي في عام 1988 وكان عمري وقتئذ 19عامًا، أما قصة اعتناقي للإسلام فهي ليست طويلة، وفي الكثير من الأحوال، أعتقد أنها قصةُ هداية الله لي بعد دخولي في الإسلام، أكثر من كونها قصة إلهام.
وبالرغم
من ذلك، فإن قصة إسلامي تبدأ باسمي, فأنا أُدعى طارق, حيث أن بعض
الأمريكان كان يحلو لهم تسمية أبنائهم بأسماء أفريقية, وفي مرات عديدة تكون
الأسماء الأفريقية التي اختاروها إسلاميةً كما في حالتي.
وطوال
حياتي قبل الإسلام كنت أجتمع بين الفينة والأخرى مع أناس يشتركون معي في
الاسم "طارق" أو مع أشخاص كانوا يعرفون دلالته ومعناه، فكانوا يسألونني:
"هل تعرف ما الذي يعنيه اسمك؟" فأجيب بكل فخر: "النجم الساطع الثاقب"،
وأحيانًا, كنت أحب إضافة شخصية طارق بن زياد الشهير فاتح الأندلس.
نقطة تحول
ومن
المفارقات، برغم معرفتي تلك الحقائق الهامة لماهية اسمي، إلا أنني لم أكن
أعرف المغزى الإسلامي له حتى وقت قريب، عندما كنت طالبًا بالجامعة، فقد
التحقت بالجامعة وعمري 16 عامًا وكنت عازمًا في ذلك الوقت أن أصبح طبيبًا،
فكنت أقدر مدى هذه المسئولية الهامة وحاجتي لاتباع منهجية جيدة في حياتي.
وفي
أثناء دراستي للخلايا البيولوجية المعقدة العجيبة في هذا العام, تأكد
لدينا أنا وزملائي من جديد إيمانُنا بالخالق، وأن الخلق لم يكن حادثًا كما
تكهن به بعض العلماء.
وخلال
فصل الربيع، كان لي نقاش لاهوتي مع جدتي، وكانت صلتي بها قوية جدًّا، وعلى
الرغم من أنها كانت مسيحية, إلا أنها قالت شيئًا رائعًا أثار حفيظتي
واهتمامي, حيث قالت: "أنا أعبد الله وليس المسيح، لأنني أشعر بأمان أكثر
لعبادة الله!" ونصحتني ألا أصلي باسم المسيح بعد الآن وأن أصلي لله وحده!
وقد فعلت ذلك بالفعل، لكنني ما زلت أبحثُ عن شيء يوفِّر لي الأمان في
الحياة، وكنت دومًا أسأل الله أن يهديَنِي أثناء سيري في الحرم الجامعي.
السلوك دعوة
وفي
هذا العام، حيَّانِي زميل دراسة من شيكاغو, كنت أعرف أنه اعتنق الإسلام
قريبًا, بقوله: "السلام عليكم"! وكنت قد سمعت هذه التحية مراتٍ عديدةً,
لذلك قلت: "وعليكم السلام"، ثم سألني ما إذا كنت مسلمًا، وبالطبع أجبته (في
ذلك الوقت) بالنفي "أنا مسيحي بروتستانتي", فقال لي: "عفوًا.. ظننت أنك
مسلم لأن اسمك طارق!".
لم
يمضِ وقت طويل بعد هذا اللقاء، وجاء زميلي هذا إلى مدرَّج المحاضرات، حيث
كنت مع بعض زملائي نتلقى المحاضرة، وحاول أن يخبرَنَا عن الإسلام, لقد كان
صغيرًا للغاية وجديدًا على الإسلام نفسِه، لذلك فهو لا يعرف الكثير, ولكنه
حذَّرنا من مخاطر عبادة المسيح.
بالطبع
كان هذا الكلام مألوفًا بالنسبة لي, ولكني ما زلت لا أعرف الكثير عن
الإسلام، لكنني تعلمت كيف يبدو المسلمون، لأن زميلي كان له مظهر متميز
للغاية وسلوكه كذلك بعد إسلامه.
القرآن غيَّرني
وفي
الصيف، حصلت على وظيفة تعرَّفت فيها على مسلم يُدعى أحمد, وعلى الرغم من
كونه بورتوريكي اعتنق الإسلام، إلا أنه كان لديه المظهر المتميز نفسه
والسلوك الطيب كما كان زميلي في الجامعة، لذا سألته: "هل أنت مسلم؟" فقال
مبتسمًا: نعم يا طارق, هل أنت..... ؟ فقلت له: "لا أنا مسيحي
بروتستانتي"... فابتسم وقال متعجبًا: "باسم مثل طارق لا بد أن تكون مسلمًا"
وأخذ يحدثني عن التوحيد لله, وكنت متأثرًا للغاية بمفهوم التوحيد
الإسلامي.
في
نهاية المطاف، دعاني إلى منزلِه لمراتٍ عديدة وعرض عليَّ نسخة من معاني
القرآن المترجمة للإنجليزية، وقد تأثرت كثيرًا بهذا الكتاب، وسألته إن كان
بإمكاني أن أستعيرَه كي أقرأه, وقد وافق على مضض، حيث أنها النسخة الوحيدة
التي لديه، وأكد على أهمية احترام الكتاب وإبقائه في مكان طاهر.
لم
أستطعْ الانتظار لقراءته! بعد ذلك بأسبوعين، دعوت أحمد لمنزلي وجلسنا
وتحدثنا مرة أخرى عن الإسلام, وأخبرته أنني أؤمن أن القرآن الكريم هو
الحقيقة وأريد أن أصبح مسلمًا، وفي اليوم التالي ذهبنا معًا إلى المركز
الإسلامي في واشنطن، واعتنقتُ الإسلام.
وبعد
بضع سنوات من اعتناقي للإسلام, رزقني الله بدراسة الإسلام في الجامعة
الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث حصلت على درجة الدبلوم في اللغة العربية
وعلى درجة البكالوريوس في علوم الحديث.
ويحدوني
الأمل أن تكون قصة إسلامي مشجعةً للآخرين على اعتناق الإسلام, وآمل أيضًا
أن تشجِّع إخواني وأخواتي من المسلمين للمشاركة في الرسالة الحقيقية
للإسلام مع من حولَهم في القول والفعل.
---------------------
.......المزيد
تعليقات