السود.. الأكثر اعتناقًا للإسلام في بريطانيا


ترجمة: حسن شعيب
تَتزايدُ أعداد الأشخاص السود ذوي الخلفيات المسيحية المتحولين إلى الإسلام في بريطانيا، مما دفع الكاتب ريتشارد ريدي للتحقيق في هذه الظاهرة، وجمع نتائج بحثه في كتاب.
دوافع واكتشافات
وعن الدافع وراء تأليف كتابِه عن المسلمين السود في بريطانيا، يقول ريدي: "على الرغم من أنني لست مسلمًا، فقد كنت دائمًا مهتمًّا بالإسلام، وكان ثلاثة من الأبطال الذي أُعجبت بهم، محمد علي ومالكولم إكس والمغني الجامايكي برنس بوستر، جميعًا من المتحولين إلى الإسلام، وكنت دائمًا مفتونًا بأسبابهم في ذلك، وعندما كتبت كتابي الأول عن العبودية والدين، كان الكثير من الإخوة المسلمين يعتادون الحضور في الاستهلال والمحادثات وكانت لديهم دائمًا أسئلة قوية، كما كان هناك القليل جدًّا من المعلومات حول هذه الظاهرة المتنامية، وقرَّرت أن أقوم ببعض الأبحاث بنفسي".
وكان من بين اكتشافاته الرئيسة أثناء قيامه بالبحث حول هذه الظاهرة، أنه وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية تزايدت أعداد السود الذين أداروا ظهورَهم للكنيسة وتحولوا أو اعتنقوا الإسلام، كما أن قدرًا كبيرًا من العمل الإصلاحيِّ الإسلامي بين المهمَّشين في المجتمع يجعلهم يعجبون بالإسلام ثم يعتنقونه، وهو ما يحدث بعضٌ منه في السجون وغيرها من المرافق الإصلاحية.
سبب التحوُّل
أخيرًا يردف ريدي: اكتشفتُ أن السود المتحولين للإسلام هم من أشد المؤمنين المتحمسين له، وغالبًا ما يكونون في طليعةِ أي نشاط أو فاعلية لنشر دينِهم، أما عن الدوافع وراء هذا التحوُّل فلا يوجد سبب واحد بسيط، لكنَّ وفرةً من الدوافع الدينية والعاطفية والثقافية تكمنُ وراء هذه القرارات الهامة والحاسمة.
إن الذين تحدثتُ معهم في بحثي، أشاروا إلى تعاليم القرآن، وكيف أنهم أضحوا وقد أصبحت لحياتهم معنًى وأن تعاليم القرآن أيقظتهم من الانحراف الروحاني. وأشار آخرون إلى أن الإسلام أعطى لهم مصدر إلهام وقوة لمواجهة المجتمع والعالم الذي يتجه نحو زيادة الفساد من النزعة الاستهلاكية والنسبية الأخلاقية، وبالنسبة لأولئك الذين تعرَّضت حياتهم لأخطاء سابقة، قد حملهم الحسم الإسلامي بشأنِ طائفةٍ من المسائل الاجتماعية والدينية إلى بَرِّ الأمان الذي يرسُون عليه".
مسئولية الكنيسة
حينما سُئل ريدي: "كيف تعتقد أنه ينبغي على الكنيسة أن تردَّ، لا سيَّما أن العديد من المتحولين يأتون من خلفيات مسيحية؟ أجاب: من الواضح أن الإجابة الأكثر وضوحًا ينبغي أن تصبحَ أكثر أهمية ومصداقية، لأن العديد من أولئك الذين تحدثت إليهم قالوا: إن الكنيسة فشِلت في معالجة حيرتِهم، وكانت كذلك مترددةً في التعامل مع المشاكل التي تواجه مجتمع السود، وقد قال لي بعض المتحولين: إنهم ابتعدوا عن المسيحية لأنهم لم يستطيعوا القبولَ بفكرة الثالوثية وألوهية المسيح، والتي هي محض مسائل لاهوتية".
ثم أعرب ريدي عن أمله في أن يبدأ كتابه حوارًا حقيقيًّا بين النصارى والمسلمين السود في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل التعاون بشأن كيفية حلِّ بعض المشاكل المتأصِّلة داخل مجتمع السود، وخاصة تلك التي تؤثر على الشباب، مثل التعليم وأنشطة العصابات والعنف الجانبي.
وقد أوضح في أبحاثه أن الأعداد المتزايدة من المتحولين إلى الإسلام لديهم أقارب نصارى أو شركاء، الأمر الذي من شأنِه أن يؤديَ إلى تحدياتٍ لاهوتيةٍ، وكذلك في إطار العلاقات الثقافية، معربًا عن اعتقاده بأن هناك حاجةً لإنشاء وزارة أو منتدى يمثل مكانًا آمنًا للمناقشة والدعم.

------------------------
طالع..المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النوبة .. ملاذُ السكينة على ضفاف النيل

اليمين النمساوي يطالب بحظر الرموز الإسلامية وسياسيون أيرلنديون يحثون على استيعاب المسلمين.. الأقليات المسلمة في أسبوع

اكبر حديقة ازهار في العالم.. 45 مليون زهرة وسط الصحراء