كليرستريم.. غسيل ساركوزي القذر
ترجمة: حسن شعيب
طالع..المصدر
وجَّه
المدير السابق للاستخبارات الفرنسية اتهامًا للرئيس الفرنسي نيكولاي
ساركوزي بإساءة استغلال السلطة لتنفيذ عملية ثأر ضد رئيس الوزراء السابق
ومنافسه السياسي، وقد زعم إيف برتراند، رئيس الاستخبارات لمدة 12 عامًا حتى
2004، أن ساركوزي قد تدخَّل في النظام القضائيِّ لإحضار دومينيك دو
فيلبان، رئيس الوزراء السابق، إلى المحاكمة بتهمة التآمر ضدَّهُ.
وقال
برتراند في أول مقابلة له مع صحفي أجنبي: "ساركوزي يسعى وراء الانتقام من
خصمه السياسي"، زاعمًا أن ساركوزي قال للقضاة: إنه يأمل في إثبات إدانة
دوفيلبان عندما يمثُل للمحاكمة بتهمةِ محاولةِ تشويهِ سمعته كجزء من حيَلِه
القذرة للحفاظ على قصر الإليزيه.
وأضاف
رئيس الاستخبارات السابق لصحيفة صنداي تايمز: "إن هذا يشبه إلى حدٍّ ما
قول ملكة إنجلترا: أريد إدانة جوردون براون"، في إشارة إلى تصريحات ساركوزي
التي أدلى بها عن المحاكمة وتورطِه فيها، وقد برز برتراند، 65 عامًا,
بوصفه شاهدًا رئيسًا فيما يسمى "كليرستريم"؛ وهي قضية الغشّ والخداع ضد
ساركوزي الذي أدرج اسمه على لائحة وهمية من الحسابات المصرفية في لوكسمبورج
لجعله يبدو فاسدًا عندما يخوض هو ودوفيلبان صراعَ خلافة جاك شيراك في
الرئاسة.
وقد
ضبط المحققون في العام الماضي مذكرات برتراند اليومية، والتي لا تحتوي على
قرائن كليرستريم فقط ولكن تشتمل على شواهد مدوِّيَة حول الفضائح الجنسية
لكبار السياسيين، وتشير إلى أن مدير الاستخبارات كان يلاحقها مما يمكنه من
تدمير سعي ساركوزي للرئاسة، ونفى برتراند التآمر، منكرًا أكاذيب شهادة عماد
لحود، المدعى عليه في هذه القضية, حيث اعترف لحود أنه أضاف اسم ساركوزي في
لائحة حسابات كليرستريم بينما كان يعمل على جهاز كمبيوتر برتراند، ولكن
برتراند قال عن لحود: "لم يسبق لي أن التقيت به، ولم تطأْ قدماه مكتبي، إنه
خيالي ومجنون تمامًا".
وستعمل
القضية على إلقاء أضواء غير عادية على نقاط الضعف في السياسة الفرنسية،
وإلى أي مدى يتمُّ استخدام الاستخبارات العامة كأداة سياسية. وسيسلِّط
الضوء أيضًا على خصومة غير عادية بين طويل القامة والأرستقراطي دو فيلبان
والذي كان يريده شيراك خلفًا له، وبين صغير الحجم ساركوزي الذي أدى اليمين
إلى شنق كل من يعارضه على طاولة الجزار".
وقد
استاء ساركوزي زوج كارلا بروني، عارضة الأزياء السابقة، خاصة من ادعاءاتٍ
الحيل القذرة التي استهدفت زوجته وصديقته السابقة، وقد ملأ برتراند صفحتين
لسرد طريقة "ساركو" تركه ماريا جوليلو زوجته الأولى في1980 ليرتبط
بسيسيليا, زوجته الثانية في عام 1996، ويبدأها برسالة نصية لمحادثة هاتفية
بين جوليلو وصديقتها المقربة حول علاقة ساركوزي غير الشرعية مع سيسيليا.
وما
أثار غضب ساركوزي تقارير تفيد بأن سيسيليا، زوجة ريتشارد أتياس حاليًّا،
أحد منظمي الأحداث، وزودتها الاستخبارات الفرنسية بالمعلومات عن خيانات
ساركوزي المزعومة، وقد أعطت ساركوزي هذه الخصومة مع دو فيلبان التعطش
للانتقام، واعترف برتراند بعلاقاته السيئة مع سيسيليا في مذكراته، واصفًا
إياها بأنها "فتاة الحزب".
قال
برتراند, مدير الإدراة المركزية للشرطة: "لقد تعرّضت لانتقاداتٍ بسبب ذلك،
ولكنها لم تكن تعني لي إهانة، فأنا أقصد أنها مبهجة، وتقوم بإسعاد الحزب".
وعلى الرغم من ذلك، فقد انتقدت السيطرة التي لعبتها عندما كان زوجها
وزيرًا للداخلية في عام 2004.
وقال:
"إنها لا تكتفي بتغيير الستائر، ولكنها عازمةٌ على تغيير مدير الإدارة
المركزية كذلك". وكانت قد وصفته بالمتذمِّر قبل فترةٍ وجيزة من أن يُقيلَه
ساركوزي، وقد نشرت مجلة واحدة مقتطفات من مذكرات برتراند ووصفتها "رحلة
مخيفة في ضواحي الجمهورية"، لكن برتراند دافع عن تركيزِهِ على هفوات
السياسيين، قائلا: إنها أثرت على أداء الواجبات العامة.
وقال
برتراند: "لا يمكنك الفصلُ بينَهُما, فإذا ما أخذ السياسي وراء الآخر
جرعاتٍ كبيرة من الكوكايين وأَمْضَوْا وقتًا في مطاردة النساء، فسيكون لهذا
تأثيرٌ على مؤسساتنا". ومع ذلك، فإن المعلقين ينظرون إلى هذه المذكرات,
وعلى ما يبدو ساركوزي, كدليلٍ على وجود حيَلٍ قذرة من قسم الاستخبارات تهدف
إلى حماية شيراك وتقويض ساركوزي.
ويبقى
ولاء فيلبان بوضوح لشيراك، الذي لم يغفرْ لساركوزي خيانة عام 1995، ويذكره
ساركوزي، على ما يبدو، بالممثل الكوميدي الفرنسي الشهير في التشنُّجات
اللاإرادية في الوجه لويس دو فنيس، والجنرال الكازار ديكتاتور أمريكا
اللاتينية في كتب تين تين الكوميدية، ولم يكن القصد به الإطراء، وبالمثل
رفض دو فيلبان ساركوزي، مشيرًا إليه بأنه "قزم".
ويعتبر
الدبلوماسي "دمث الخلق" السابق هو أول رئيس وزراء فرنسي يمثُل أمام
المحكمة بتهمةِ محاولةِ نسف منصب منافسه, ومتهم بـ "التواطؤ" في الافتراء
والتزوير, ولكنه يقول أنه لن ينتهي داخل المحكمة، ومما لا يبشِّر بالخير هو
اختيار ساركوزي للمحامي تييري هيرزوج" الذي يستمتع بمنظر الدم على
الحائط"، والذي وعد بتقديم رأس الرئيس دو فيلبان "على طبق من فضة". فعلى
الرغم أن لحود، خبير الكمبيوتر، ادَّعى أنه وضع اسم ساركوزي على لائحة
الحسابات المصرفية، فإنه يصرُّ على أنه حصل على موافقة دو فيلبان للموافقة.
والمتهم
الثالث هو جان لوي جيرجوران، المسئول السابق في شركة "آي إيه دي إس"
المصنعة للطائرة إيرباص, وصديق رئيس الوزراء السابق، فقد اعتبر أن ساركوزي,
حسب قول لحود للمحققين, "رجل خطير على فرنسا، ولا بد من إيقافه بأيِّ
ثمنٍ".
وبالنسبة
لبرتراند، فإنه ليس في قفص الاتهام، ولكنه سيشعر أنه على خطِّ النار إذا
تَمَّ استدعاؤه كشاهد، ولم يكن ساركوزي على علمٍ بما يقوم به رئيس
استخباراته، ولكنه قال مؤخرًا: "توجد أوكار للجواسيس والحِيَل القذرة، ولقد
حان الوقت للتخلص من كل ذلك".
-------------------------
تعليقات