تجربة رمضانية من برلين
ترجمة: حسن شعيب
من برلين.. ننقل لكم تجربة رمضانية خاضتها سيدة ألمانية اعتنقت الإسلام قريبًا. تُدعى "سيلفيا هورسك" حاصلة على دكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية، وتعمل كباحث مساعد في معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة برلين. ولها بعض المقالات المنشورة حول الإسلام تحدثت فيها عن حياتها كألمانية مسلمة.
ها هي بعض الأسئلة التي وُجِّهت إليها حول اعتناقها الإسلام، وتأثير دراساتها، وعادات شهر الصيام في برلين.
-------------------------
طالع..المصدر
ها هي بعض الأسئلة التي وُجِّهت إليها حول اعتناقها الإسلام، وتأثير دراساتها، وعادات شهر الصيام في برلين.
بداية.. ما السبب وراء اعتناقك الإسلام؟
قالت: لقد كنت نصرانية، ونشأت عليها، وكنت متأثرة وفعالة فيها كذلك. لقد كنت دائمًا أؤمن بالله، ولقد تعرفت على الإسلام من زوجي. وكان هذا عندما أدركت أن الإسلام هو دين يخاطب جميع البشر، وليس الأتراك والعرب فقط.
عندما بدأت في معرفة الإسلام بشكل وثيق، كان عليَّ أن أسأل نفسي ما إذا كان "محمدًا" نبيًا حقًا. وبالنسبة لي كمؤمنة بالله، فقد كان هذا بطبيعة الحال سؤال حاسم: هل هذه رسالة جديدة؟ وبعد ذلك كثفت دراستي وقرأت الكثير وخاصة القرآن الكريم. وكلما قرأت ودرست أكثر، كلما كنت غير قادرة على إنكار أن محمدًا هو خاتم الأنبياء من الله.. حتى قادني ذلك إلى اعتناق الإسلام
كنتيجة منطقية لدراساتي الطويلة المتعمقة.. ولقد حل الإسلام مشكلة
"لاهوتية" كنت أعانيها دائمًا مع المسيحية فيما يخص موت عيسى عليه السلام
كتكفير لخطايا البشر.. فلم أكن يومًا ما قادرة على التصالح مع نفسي مع مثل
هذه التصورات.. إلى أن غمرني الشعور بالراحة والطمأنينة عندما تعرفت على
نظرة الإسلام "الواقعية" لهذه القضية وأن كل إنسان مسئول عن أفعاله وحده
أمام الله ..
ما
هي الخبرات التي حصلتِ عليها كامرأة مسلمة جامعية فيما يتعلق بارتباط
الناس معك؟ وهل تدهور رد فعل المجتمع حقا في الاستجابة لاعتناق الإسلام
خلال السنوات القليلة الماضية؟
لقد كنت محظوظة لأنني اعتنقت الإسلام في سنٍ مبكرة، عندما كنت في بداية دراستي للأدب الأسباني، ثم تحولت إلى الدراسات العربية والإسلامية، وقد انتهيت من مناقشة رسالتي حول موضوع الشهداء في الأدب السني. وحاليًا
أقوم بإجراء بحوث عن شخصيات الشهداء في مركز البحوث للأدب والثقافة
بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات العربية والإسلامية في جامعة برلين.
لقد
أسلمت في عام 1996 وكان الجدل بشأن الحجاب موجودًا ـ فعلاً ـ آنذاك، وإن
لم يكن بهذا السوء. في الواقع، لقد كانت تجاربي في الميدان الأكاديمي
إيجابية. وكنت أرتدي الحجاب بالفعل ووجدت الأساتذة يساندوني. ويعتبر المجال الأكاديمي في الواقع أحد أكثر المجالات انفتاحًا، مع قليل من التحيز في مجالات أخرى. فلم يكن لدي أي مشاكل مع الطلاب أو الزملاء. وفي نطاق الأسرة شهدنا كان هناك موقف إيجابي من جيراننا. ولقد احترم أبي وأمي قراري لاعتناق الإسلام على الرغم أنهم لم يهتدوا إلى الإسلام.
ومع ذلك كانت توجد مشاكل مع الناس في الشارع والباص أو في مترو الأنفاق.
وكثيرًا ما كنت أتعرض للمضايقات والإهانات في ذروة الجدل بشأن الحجاب، وفي
أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وفي رأيي، أن المناخ قد تدهور نتيجة
مناقشة الاستياء الموجود بشكل أكثر علانية. وكثيرًا
ما كنت أتساءل : هل أرغمني زوجي على ارتداء الحجاب؛ في هذه الأيام يرمقني
الكثيرون عندما أدخل المترو على أنني غريبة. وهذا الشعور يتخفض ولكنه يشتعل
مرة أخرى في أعقاب مناقشة أو هجوم على الحجاب.
لا
يزال العديد من الناس يعتبرون الإسلام والهوية الإسلامية هي قضية
المهاجرين، وليس باعتبارهم من السكان الأصليين. كيف تنظرين لهذه المشكلة
وهل تعتقدين أنها قد تتغير مع مرور الزمن؟
هذا
يتصل بشكل وثيق مع الطريقة التي يتحدث بها وسائل الإعلام عن الناس ذوي
الأصول المهاجرة، وتكون مقبولة من السكان الأصليين. ومع ذلك فإن المهاجرين
يشكلون أكبر مجموعة داخل المجتمع الإسلامي وأن معتنقي الإسلام ـ على الرغم من تزايدهم ـ أقلية والذين لا يمكنهم تكوين الشكل والقالب كاملاً.
لهذا
السبب أعتقد أن الاعتراف بالإسلام (لألمانيا) لن يتم تحقيقه من قبل من
المسلمين الألمان، ولكن عن طريق قبول ذوي الأصول المهاجرة على أنهم ألمان
أصليون.
وبطبيعة
الحال، تحتاج هذه العملية إلى دعم من جانب أئمة المساجد بالتركيز على أن
ألمانيا البلد الأصل والتقليل من الحديث البلدان المنشأ (أتباعهم). وقد
بدأ هذا بالفعل، وتوجد تطورات إيجابية خلال السنوات الأخيرة. وفي ألمانيا
نحن في حاجة إلى الدعوة باللغة الألمانية، كما هو الحال في انكلترا والدعوة
باللغة الإنجليزية. وأعتقد أيضا أن التركيز على المنظور التاريخي في
أهمية الإسلام. لابد من تدريس الإسلام كجزء من التقليد الأوروبي -- كما رأينا تاريخيا في الأندلس والبلقان -- في فصول التاريخ. ونتيجة لذلك، سوف ينظر إلى الإسلام على أنه جزء من الثقافة والتاريخ والحاضر الأوروبي, وبشكل أقل غرابة وعدائية في أوروبا.
مع بداية رمضان.. ماذا يعني شهر الصيام بالنسبة لك وكيف ستقضينها مع عائلتك؟
بعد
إسلامي، جاء شهر رمضان في فصل الشتاء حيث يوجد الكثير من الوقت في المساء.
ولقد تلقينا عدة دعوات على الإفطار وقمنا بدعوة العديد من الضيوف. وقد كان
الجانب التجميعي في شهر رمضان قويًا بشكل خاص. وبالطبع، فقد أصبح الأمر
أصعب بكثير حيث سيبدأ الإفطار في الساعة 9.30 أو 10 مساء وصلاة التراويح
تبدأ بعد 11 مساء ، مما يجعل الأمر صعبًا في الاستيقاظ صباحًا والذهاب إلى
العمل.
ولقد
وجدت شهر رمضان مؤثرًا بشكل خاص لأنه يقوي الشخص منا على إدراك الوقت
اللازم لتحضير وطهي الطعام. وبعيدًا عن شهر رمضان فأنت لديك الكثير من
الوقت حتى تكون قادرًا على استغلال هذا الوقت في النهضة الروحية في شهر
رمضان.
أما
الآن وبعد أن رزقني الله بطفل صغير، سيكون الأمر مختلفًا مرة أخرى.. حيث
كنت قبل ذلك قادرة على التركيز مع نفسي خلال شهر رمضان المبارك، ولكنني
حاليًا أرغب أيضًا أنَّ أقوم برعاية طفلي عندما يريد أن يأكل. ومع ذلك
فإنني بالتأكيد سأطلب أجازة لمدة أسبوع أو أسبوعين من العمل حتى أستطيع
التركيز على تلاوة القرآن الكريم وهذه الأشياء التي نفتقدها أحيانا في
الأيام العادية.
طالع..المصدر
تعليقات