الإسلام.. حصنٌ من الأزمات المالية
ترجمة: حسن شعيب
الركود الاقتصادي الذي ضرب العالم لم يستطع- رغم شدته- أن يؤثّر كثيرًا علي مسلمي أمريكا، الذين يتبعون التعاليم الإسلامية التي تحرم دفع الفائدة أو الاستفادة بها. وبالفعل قامت الشريعة الإسلامية بحمايتهم من الكساد الذي حلّ بالمجتمع؛ وذلك لأن الإسلام يحرم الاستثمارات في البنوك الربوية والمراهنات بالإضافة إلى تدخين التَّبْغ ومعاقرة الكحوليات.
طالع.. المصدر
أحد
المتخصصين في الاقتصاد الإسلامي، يدعى "فاروق فكيرا", وهو مهاجر يمني،
ألقى محاضرةً بهذا الخصوص في مسجد النور الواقع بمدينة ساكرامنتو عاصمة
ولاية كاليفورنيا الأمريكية" أكّد فيها على هذا المعنى حين قال: "إذا ما
أذْعَن كلُّ فرد منَّا إلى الشريعة الإسلامية فلن تَمَسَّه الأزمات".
وأكَّد
فكيرا, 57 عامًا, أنه مثل المئات من المسلمين قاموا باستئجار منزل بدلاً
من الشراء بالفوائد الربوية؛ الأمر الذي جنَّبهم ويلات الأزمة المالية التي
ضربت العالم. وقال الإمام محمد عبد العزيز (مدير جمعية المسلمين في
ساكرمنتو): "إنّ الشريعة حرَّمت الربا، الذي يَستغلُّ غالبًا الشخصَ اليائس
لحاجته للطعام أو الحماية لعائلته"، مؤكدًا أنّ "عنصر الاستغلال موجود
هنا".
أما
المسلم الأمريكي من أصل فلسطيني، ضياء الدين، فمقتنع بأنه "إذا لم يكن معي
المال لشراء شيء ما فهذا يعني أنني لا أستطيع تَحَمُّلَه". وقد ساعدته
عائلته في شراء منزله نقدًا. وقال ضياء: "أنا بالفعل استخدم كروت الائتمان
ولكنها لابدّ أن تُسّدد كلها في نهاية الشهر".
فيما
قال "عرفان حق" (الخبير الاقتصادي الذي يرأس مجلس المنظمات الإسلامية في
إقليم ساكرامنتو): "إنّ حوالي 20بالمائة من مسلمي سكرامنتو، البالغ عددهم
50 ألفًا، يتبعون الإسلام في معاملاتهم المالية خاصة تحريم الفائدة".
وأضاف
حق: "كان المسلمون هم الأقل تأثرًا بالأزمة المالية؛ لأنهم أخذوا
احتياطاتهم ما حافظ على أموالهم. لقد أرادوا استثمار أموالهم بالطريقة التي
ترضي ربهم وبذلك يمكنهم النوم في أمان والعمل من أجل الآخرة".
وبجانب
الابتعاد عن الفائدة, توجد قاعدة إسلامية أخرى وهي عدم الاستثمار في
المشاريع التي تخالف الشريعة مثل الكحول والقمار والقروض والأسلحة. وقد
أشار عبد العزيز علي بأنّه لا يدخل في عملية تجارية مع الشركات التي تبيع
الكحول "لا يمكنك أن تتشارك في نشر الفواحش".
أما
محمد ميمون 38عامًا, مدير مشروع أمريكي باكستاني للاوراكل في بروكلين
بكاليفورنيا, فيشترك بحوالي 401 سهم في صندوق الأمانة التعاوني الذي يخضع
للشريعة الإسلامية ومقره بيلنغهام في واشنطن. ويقول ميمون: "هذا الصندوق
أفضل نسبيًا من الصناديق الأخرى ؛ لقد انخفضت أرباحي بنسبة 15-20 % بينما
العديد من أصدقائي انخفضت أرباحهم إلي أكثر من 50% . ولا تتحصل صناديق
الأمانة للتنمية والدخل على سندات وفوائد كضمانات.
وقال
نيك كايزر المدير المسئول عن الصناديق: "إن صندوق التنمية يهتم بمجال
التكنولوجيا" الحاسب الآلي ". نحن نستثمر أسهم التكنولوجيا والصحة بأقل
فائدة. أما صندوق الدخل يركز على شركات الأدوية والطاقة والمعادن".
ولقد
حرمت الشريعة أيضًا الغرر وهي الكلمة العربية التي تعني المخاطرة ومنها
المضاربة بالممتلكات. وقال متولي عامر مهاجر مصري ومؤسس جمعية المسلمين في
منطقة ساكرامنتو: إنه يعرف مسلمين ضاربوا بممتلكاتهم وفقدوا كل ما يملكون.
وقال
عامر (75 عامًا) إنّ الاقتصاد الإسلامي هو المعيشة علي قدر إمكانياتك
ومساعدة المحتاجين. وأضاف: "إذا ما اتبع المسلمون هذا سنكون أفضل مما نحن
عليه". ولكنه قال: إن معظم المسلمين الذين يعرفهم أصبحوا جشعين. وأشار إلى
أن الإسلام لم يحرم الثروة على الغني طالما يعطي زكاتها. بالعكس "فالقران
يحفز علي التجارة والمشاركة في المكسب والخسارة".
طالع.. المصدر
تعليقات