اليوم العالمي لحرية الصحافة
ترجمة: حسن شعيب
طالع.. المصدر
سيظلُّ
الإعلام، عن جدارة واستحقاق، هو السلطة الرابعة التي تُراقِب أداء
الحكومات وتنتقد التجاوزات وتُصحِّح السياسات وتكشف الفساد؛ لذا فجديرٌ
بالدول التي تسعى وراء تحقيق التقدُّم أن تحترم الصحافة وحريتها وتوفِّر
للصحفيين وكلِّ العاملين في مجال الشعور بالأمن والحرية.
يحتفل
العالم بأسْرِه في يوم 3 مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة،
ويُتيح هذا اليوم فرصةَ الاحتفال بالمبادئ الأساسية للصحافة وإحياء ذكرى
الصحفيين اللذين فقدوا أرواحهم في سبيل أداء الواجب. وقد أعلنت الجمعية
العمومية للأمم المتحدة اليوم العالمي للصحافة في عام 1993, وذلك في أعقاب
توصيات صدرت عن الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو عام 1991.
وتُمنح جائزة اليوم العالمي للصحافة لليونسكو "غييرمو كانو" (Guillermo Cano )
يوم 3 مايو من كل عام؛ بهدف تكريم شخص أو منظمة أو مؤسسة ساهمت بشكلٍ
ملحوظ في الدفاع وتقديم الدعم لحرية الصحافة في أي مكان في العالم.
والمَغْزَى من الجائزة- التي تُقدِّمها مؤسسة غييرمو كانو, ومؤسسة نيكولاي
اوتاوي- هو مكافأة الصحفيين الذين تفانوا باسم حرية التعبير والإعلام،
ومنحهم الاعتراف الدولي الذي يستحقّونه.
وتُمْنَح الجائزة سنويًا, ويحصل الفائز على مبلغ 25000 دولار في احتفال متميز ومتأنِّق لليونسكو.
وفي تقرير لها ذكرت "وكالة صوفيا الإخبارية
"أنّ الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة سيُقام هذا العام في قطر؛ حيث
يقوم السيد كويشيرو ماتسروا, المدير العام لليونسكو, بتقديم جائزة اليوم
العالمي لحرية الصحافة لعام 2009 للصحفي السريلانكي لاسانثا ويكرماتوغي
ومحرر جريدة "صاندي ليدر" الذي اغتيل في 8 يناير من هذا العام.
انتكاسة للحريات
وناشد
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الدول بزيادة احترام حرية
الصحافة في جميع أنحاء العالم وذكر أنّ عام 2008 شهد أعلى مستوى للهجمات
الشرسة والمُرَوِّعة ضد حرية الإعلام.
أما
عن الحملة الدولية لحرية الصحافة وحسب آخر إحصائياتها لعام 2009 فقد ذكرت
تزايد الأخطار التي تُواجِه الصحفيين؛ فوفقًا لما أشارت إليه فإنّ حوالي 35
صحفيًا قد قُتِلوا هذا العام 2009 في 16 بلدًا, وذلك خلال الثلاثة أشهر
الأولى من هذا العام, ثمانية منهم في شهر مارس, واثنان في أفغانستان,
واثنان في العراق، وواحد في كلٍّ من الهند وباكستان وروسيا وهندراوس. ويذكر
التقرير أنّ حوالي 109 صحفيين قد قُتلوا في عام 2008 أثناء تأدية مهام
عملهم وواجبهم المِهَنِي.
ثمن الحقيقة
وذكر موقع "منظمة العفو الدولية"
أنَّ التقرير السنوي للاتحاد الدولي للصحفيين لاحظ أنّ عدد الصحفيين
القَتْلى في عام 2008 كان 109 أي أقل من عام 2007 الذي كان قتلاه 172.
فالبنسبة للعراق والتي كانت من أكثر الدول خطرًا على الصحفيين منذ 2003,
قتل فيه 16 صحفي عام 2008 مقارنةً بعام 2007حيث قُتِل فيه 65 صحفيًا.
وقد
تكون أعداد القتلى من الصحفيين آخذةً في التناقُصِ, ولكن الهجوم علي حرية
الصحافة في العالم مازال مستمرًا. ويُعْزَى السبب المحتمل في الانخفاض (في
أعداد الصحفيين القتلى) إلى اتجاه الحكومات في منع الصحفيين للوصول إلى
مناطق النزاع، حيث إن مناطق النزاع الثلاثة هذا العام– إسرائيل وسريلانكا
ومنطقة الحدود الباكستانية مع أفغانستان– نجد حكومة إسرائيل وسريلانكا
والحكومة الباكستانية عملت جاهدة على منع الصحفيين من الوصول إلى مناطق
النزاع في شكل آخر لمحاربة حرية الصحافة.
وعلى
صعيد آخر يُواجه الصحفيون بشكل فردي سلسلةً كبيرةً من المشاكل التي تمنعهم
من أداء عملهم وواجبهم المِهَني. فعلى سبيل المثال يُواجِه البعض منهم
الهجمات المباشرة من السلطات والبعض الآخر يواجه قوانين التشهير الجنائي
ويواجه الصحفيون في كثير من الأحيان عقبات لا تُذلل للقيام بمهامهم الواجية
تجاه الدفاع عن الحقوق الإنسانية.
يذكر
أنّ حرية التعبير منصوص عليها في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان، ولذلك فإنّ جميع المجتمعات في جميع أنحاء العالم هم من يعانون
ويدفعون ثمن قتل الصحفيين أو خنق وكبت حرية التعبير.
ضربٌ وقتل
في أذربيجان-
ايمين حسينوف , مدير معهد حرية وامان الصحفيين, دخل المستشفي في يونيو
2008 بآلام في الرأس والرقبة. ويقال أنه تعرّض للضرب المبرح من قبل الشرطة
بعد منعه من التصوير وقاموا بأخذ بصمة إصبعه بعد أحداث الشغب في إحياء ذكرى
القائد الثوري تشي جيفارا في مقاطعة باكو. وفي يوم 17 يونيو 2008 تَمّ
نقله من قسم الطواريء في المستشفي المركزية في باكو للعلاج المستمر في
القسم العصبي.
وفي البرازيل–
المحقّق الصحفي لويس كارلوس, والذي كان مسئولاً عن تغطية أخبار الفساد,
قُتل في مايو 2007. وتَمّ اعتقال ضباط الشرطة العسكرية المحلية لاتِّهامهم
باغتياله. ومازالت زوجته كاتيا كامارغو تُهدَّد من قِبَل بعض اللذين لهم
صلة بقَتْل زوجها واللذين مازالوا أحرارًا.
اعتقال
وفي الصين
– تان زورين: الشرطة في مدينة تشغندو سيشوان قامت باعتقال تان زورين يوم
السبت 28 مارس. وتان كاتب وناشط بيئي وهو رهن الاعتقال الآن بتهمة "تقويض
سلطة الحكومة" ويحتجز في مركز اعتقال "وينجاج" وربما يكون عرضةً لخطر
التعذيب وأنواع مختلفة من سوء المعاملة.
وقالت
مصادر محلية إنّهم يعتقدون أنّ احتجاز تان له صلة بما كان سيقوم به من
إثارةٍ للرأي العام لحقيقة ما حدث في زلزال سيشوان وذلك في الذكري السنوية
الأولى له. وسيقوم بعرض قائمة بأسماء الأطفال اللذين راحوا ضحية الزلزال في
12 مايو 2008 إلى جانب عرض تقرير مستقل لانهيار العديد من المباني
المدرسية بسبب عيوب في البناء.
أما عن مصر
نجد أن قانون الصحافة المصري يجرِّم التقارير الشرعية في قانون العقوبات,
في الوقت الذي تستخدم فيه السلطات تُهَم التشهير الجنائي ضد الصحفيين
لمضايقتهم ومنعهم من تقديم تقرير يتناول المصلحة العامة.
وفي
الأشهر الأخيرة, نَجِد أن هناك تزايدًا في أعداد المعتقلين من نشطاء
الإنترنت المصريين والمدونيين وتَمّ احتجازهم بسبب أنشطتهم السلمية وغير
العنيفة, والتي تراها السلطات انتقادًا للحكومة وسياساتها.
تهديد
وفي روسيا:
المحكمة العسكرية في موسكو قامت بتَبْرِئة جميع المتورِّطين في اغتيال
الصحفية الحقوقية "أنا بولتكوفسكي". وكانت بولتكوفسكي قد قُتِلَت في 7
أكتوبر 2006 في موسكو. وقد واجهت المضايقات والتخويف من قبل السلطات
الروسية وذلك بسبب انتقادها للحكومة وسياساتها. وأفاد المراقبون أنّ
التحقيق كان ضعيفًا وأنّ الدفاع عن المتورطين في الاغتيال كان أقوى بكثير.
أما الصحفيون في الصومال
فإنّهم يواجهون التهديد بالقتل والاعتقال التعسُّفي والتهديد من جانب
أطراف النزاع والاختطاف. ويُقَدَّر الصحفيون المعتقلون بحوالي 30 صحفيًا (
في خلال 115 يومًا مضت) ويتعرّض الصحفيون لأكثر من 30 تهديدًا بالقتل
وقَتْلِ اثنين وإصابة العديد منهم مع عدم وجود أي وسيلة لتقديم الجناة إلى
العدالة.
أمّا في تونس
وهي من أسوأ الدول العربية في حرية الصحافة فإنّ الحكومة قد حافظت على
القيود التي تفرضها على وسائل الإعلام وقامت باعتقال العديد من الصحفيين
بسبب نشاطاتهم المهنية برغم أنّ الكثير منهم ليس له صلة بهذه الاتهامات وما
هي إلا تلفيقات.
ولا يمكننا أن ننسى الولايات المتحدة، على ما تتمتع به من حرية الرأي والتعبير والصحافة، ومع ذلك جاءت في الترتيب 15 عالميًا. أمّا بريطانيا، والتي تَدَّعي أنها الحصن الحصين لحرية الصحافة فقد احتلّت الترتيب 37 في العالم كما جاء الكيان الصهيوني في الترتيب 64 عالميًا.
أما
أفضل دولة عربية في مجال حرية الصحافة هي الكويت حيث احتلت المركز 119 في
الترتيب العالمي وبذلك يُمْكِننا أن نصفها بأنها دولة شبه حرة في مجال
الصحافة.
-------------------
تعليقات