الإسلام ملاذٌ آمن في ناميبيا
ترجمة: حسن شعيب
في
البداية تقوم "ديزي دوك" بتقديم التحية للحضور في مركز "سويتو" الإسلامي,
وذلك خلال التليفزيون في ردهة المدرسة الابتدائية في كاتوتورا (أقدم مدينة
في ويندهوك), ترى قاعة إقامة الصلاة مضيئة والأرض مغطاة بالسجاد هناك خلف
المطبخ المتواضع. ونجد لوحة مثبتة على الحائط وأحد النوافذ مكسورة، ونلاحظ
أن المكتبة مليئة بالكتب العربية والألمانية والإنجليزية.
وفي
حديثه عن مركز سويتو الإسلامي أشار الشيخ أبو بكر تيجبانجا إلى أن المركز
تَمّ إنشاؤه عام 1986، وأن حوالي 60 من المسلمين منهم 10 نساء, يرتبطون
بهذا المسجد الصغير والذي يُشار إليه أنه المركز الإسلامي.
قد
لا توجد أشكال رسمية أو دراسات موثقة حول الإسلام في ناميبيا ولكن عند
إجراء مقابلات مع الشيوخ وأئمة المساجد هناك نجدهم يقدرون أعداد المسلمين
الذين يعيشون في ناميبيا اليوم بما يتراوح ما بين 3000 إلى 5000 مسلم
والمنتمية إلى مختلف الجماعات العرقية ومنهم "أوفامبو" – أكبر جماعة في
ناميبيا – "دامارا" و"ناما".
يوجد
حاليًا في ناميبيا حوالي 12 مسجدًا– ستة منهم في العاصمة, وواحد في خليج
"والفيس" واثنان في "كاتيما موليلو" في مدينة "كابريفي", وثلاثة منهم في
الشمال بما في ذلك مدينة "أوشيكانجو" المدينة الرئيسية على الحدود المشتركة
مع أنجولا.
تزايد المسلمين
ووفقًا
لما قاله الشيخ أبو بكر, والذي أمضى سبع سنوات في السعودية لدراسة اللغة
العربية والشريعة, أنّ حوالي 50 من مسلمي ناميبيا ذهبوا إلى الحج وحوالي
11يدرسون حاليًا في المملكة العربية السعودية.
والشيخ
أبو بكر له صلات قوية بكثير من المنظمات في العالم الإسلامي وخاصة مع
(صندوق الزكاة الوطني في جنوب إفريقيا) والذي يدفع له راتبه. وقال: "لقد
قدم أعمامي لي كتبًا عن الإسلام بما في ذلك كتب للشيخ أحمد ديدات".
ويستطرد
قائلاً: "بصفة أساسية يعتمد عملي يوميًا في البلاد على تقديم المشورة
للمراهقين والحديث عن فيروس نقص المناعة البشرية ( الإيدز) والمخدرات
وتقديم المشورة حول شؤون الزواج والقضايا الأخرى التي تؤثر على هذا المجتمع
مثل توفير العمل والغذاء".
وعن
هذا يتحدث سعيد ( بيتروس) تجيبابا والذي اعتنق الإسلام قريبًا، حيث قال:
"لقد جئت من هوكالاناس, وهي قرية صغيرة في الجنوب واعتنقت الإسلام منذ عام
وكنت ما زلت في المدرسة، لقد قابلت الشيخ أبو بكر وأسدى إليّ النصيحة،
وكثيرًا ما شكّك الناس من حولي فيما قمت به ويسألونني عن سبب اعتناقي
للإسلام.
واستطرد
قائلاً: "قبل أن أشرف بالإسلام كنت مدمنًا للكحول، ولكنّي عندما رأيت
هؤلاء الأخوة الذين يمكثون هنا في المسجد أثارني هذا وجعلني أقبل على
الإسلام، وبالرغم أنه اعترف أنه لم يكن اختيارًا سهلاً عليه أن يتخلَّى عن
أقرانه وأصدقائه من غير المسلمين, ولكنه قال إنه يشعر الآن أنه في بيته في
المركز الإسلامي وأن الإسلام هو الطريق السليم الذي نشرف باتباعه.
الحصن الإسلامي
إكرام
جوريب, وهو من دامارا واعتنق الإسلام في بداية عام1990, وهو من كبار أعضاء
المركز الإسلامي، والذي قال: "إنّ الإسلام أكثر من تحرير للروح، لقد كنت
معتادًا علي تدخين الماريجونا وكنت أشرب الخمر حتى أسكر، أما الآن فقد
تزوجت، وعائلتي تقف بجانبي وأصبحت رجلًا آخر، وبعض الناس أخبروني أن
الإسلام لا يصلح لدامارا أو ناما، ولكنهم لا يعرفون حقيقة الإسلام."
وتعتبر
دولة ناميبيا من الدول التي يرتفع فيها الإصابة بفيروس نقص المناعة
(الإيدز) وتنتشر فيها المخدرات والكحول على نطاق واسع، وفي حين أن تأثير
الإسلام على الأفراد كبير وقوي وذو أهمية, وخاصة في مساعدة شباب ناميبيا في
تَحَدّي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة إلا أنه من الناحية
السياسية ليس له صوت قوي ومسموع في المجتمع بعدُ.
وحوالي
500 من المسلمين, بما فيهم مواطني ناميبيا والرعايا الأجانب, يحضرون لصلاة
الجمعة في مركز ويندهوك الإسلامي في سام نجوما. ويقول الشيخ شافعي عبد
العزيز (كيني الأصل): "إن دوري هو نشر الإسلام في ناميبيا ويعتبر هذا
المركز هو أصل الإسلام في ناميبيا, إنه وإن جاز التعبير مقر الأمم المتحدة
الإسلامي".
طواعية الاختيار
والشيخ يروي قصة الإسلام في ناميبيا حيث دخل الإسلام إلى ناميبيا منذ مدة قدرت بحوالي 40 سنة
والتقديرات الأولية لأعداد المسلمين منذ عشر سنوات كانت حوالي 1500 مسلم.
وقال الشيخ: "كانت البداية عندما اعتنق الشباب الإسلام؛ وذلك لأنه يقدّم
رسالة واضحة وأخلاقية بتحريم الكحول والمخدرات والزنا وما شابه من محرمات".
وعادة
يقوم الأزواج بدعوة نسائهن إلى الإسلام واعتناقه, ولكنه أكّد على أن
اعتناقهن للإسلام لا يكون إلا طواعية فالدين لا ينبغي أن يُفرض على أحد،
ويقدر عدد اللاتي تقمن بالعبادة في المركز الإسلامي بحوالي 200 سيدة.
ومن
هؤلاء شهيدة (روانا) هانجولا التي تقول: "لقد ترعرعت في بيت نصراني في
الشمال, ولكن ومنذ ستة أشهر كان يراودني شعور أنه ينبغي عليّ اعتناق
الإسلام "إن الإسلام حقًّا دينٌ رائع, وذو قواعد سليمة".
وخلاف
المسجد فالمركز يوجد به أيضًا مكتبة وقسم رعاية اجتماعية، ومركز تعليمي
يساعد الطلاب من المرحلة الابتدائية إلى التعليم الجامعي. ويسعي المركز
للحصول على المنح الحكومية والأجنبية للطلاب المستحقين, بالإضافة إلى إرسال
الطلاب للدراسة في الخارج.
ومن
جانبه قال الشيخ شافعي: "نحن في حاجة إلى الأطباء والمهندسين وغيرهم للعمل
على التطوير، الإسلام ليس مجرد دين ولكنه قيمة روحانية يحافظ على الملكية
الخاصة التي تشمل كل مناحي الحياة". وتسعى الجالية المسلمة للحصول على مزيد من التمثيل العام. حيث يعمل الإمام شافعي على توسيع وإنشاء شبكة الإنترنت.
وأخيرًا
"يؤمن المسلمون في ناميبيا أنّ جميع البشر يُولَدون أنقياء وباعتناقهم
الإسلام يعود الفرد منهم إلى حالته الأصلية النقية التي خلقه الله عليها".
---------------------
طالع.. المصدر
تعليقات