روبرت فيسك : العالم العربي يعيش في القرون الوسطي
ترجمة: حسن شعيب
اعتبر
الكاتب البريطاني روبرت فيسك أنّ العالم العربي يعيش في القرون الوسطى،
وذلك في تعليقه على ما جاء في تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية العربية
الذي تحدّث عن تدني مستوى المعيشة في معظم بلدان العالم العربي هذا العام.
وتساءل
فيسك، خلال مقاله أمس في صحيفة "الإندبندنت" عن أسباب التخلف في منطقة
الشرق الأوسط قائلاً: "دعونا نتحدث بهذه الحدة المخيفة لماذا العالم العربي
يضرب بجذوره في العصور الوسطى؟ لماذا يوجد به العديد من إهدار حقوق
الإنسان؟ وكمٌّ هائل من ممارسات أمن الدولة والتعذيب للمواطنين؟ ونسبة
الأمية المرعبة؟"
وأضاف:
"كيف يكون العالم العربي متخلفًا، رغم أن صحراءه مليئة بالنفط, من الناحية
التعليمية ويعانِي من نقص في التغذية للغاية؟" معترفًا في الوقت نفسه بدور
تاريخ الاستعمار الغربي وظلام المؤامرات الغربية على الوضع الحالي.
وأشار فيسك إلى أبرز ما ورد في التقرير، الذي شارك في إعداده عدد من المحللين والأكاديميين العرب، بالتركيز على هشاشة الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية في المنطقة مما يجعلها غير قادرة علي مواجهة التدخل الخارجي، عازيًا ذلك إلى الأمية المنتشرة في العالم العربي.
واستطرد "لقد شاهدت أكثر من ذلك بكثير عندما جئت إلى الشرق الأوسط لأول مرة عام 1976 كان مزدحما للغاية، فكانت شوارع القاهرة مليئة بالدخان، شوارعها مكتظة ليلاً ونهارًا، ويعيش ما يقرب من مليون شخص في المقابر العثمانية الكبيرة. لقد وجدت بيوت العرب نظيفة للغاية لكن شوارعهم ليست كذلك".
وأشار فيسك إلى أبرز ما ورد في التقرير، الذي شارك في إعداده عدد من المحللين والأكاديميين العرب، بالتركيز على هشاشة الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية في المنطقة مما يجعلها غير قادرة علي مواجهة التدخل الخارجي، عازيًا ذلك إلى الأمية المنتشرة في العالم العربي.
واستطرد "لقد شاهدت أكثر من ذلك بكثير عندما جئت إلى الشرق الأوسط لأول مرة عام 1976 كان مزدحما للغاية، فكانت شوارع القاهرة مليئة بالدخان، شوارعها مكتظة ليلاً ونهارًا، ويعيش ما يقرب من مليون شخص في المقابر العثمانية الكبيرة. لقد وجدت بيوت العرب نظيفة للغاية لكن شوارعهم ليست كذلك".
وتابع:
"لقد اعتقدت أن تكون المشكلة الحقيقية في العقل العربي، فهم لا يشعرون
ببلادهم. لقد قبلوا بفقدان الحماسة للوحدة العربية والوطنية باستمرار وشعرت
أنهم افتقدوا الإحساس بالانتماء لأوطانهم والأهم من ذلك أنهم غير قادرين
على اختيار نواب حقيقيين لهم خارج القبلية أو الطائفية وأن قانون الطوارئ
جعل من الحركات والجماعات الأكثر شعبية محظورة وإرهابية وانتشر بين العالم
العربي مفهوم إلقاء المسئولية على الآخر فيما يعانوه من التخلف".
وأوضح
الكاتب البريطاني أنّ التقرير الأول للتنمية البشرية العربية الذي صدر عام
2002 كان محزنًا للغاية حيث ذكر أن هناك ثلاثة عوائق أمام التنمية البشرية
في العالم العربي، وهى غياب الحرية وحقوق المرأة والاطلاع والمعرفة، وهي
الأمور التي أشار إليها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في حديثه المستمر
حول الحرية والديمقراطية برغم ما ارتكبه من مذابح في العراق وأفغانستان.
وتساءل
فيسك "هل سيحل هذه المشكلات انتهاء الحرب العربية الإسرائيلية؟" مستطردًا
بقوله: إنها قد تحل بعضها إلا أنني أخاف أحيانًا من بعض المشكلات تعمقت
كثيرًا في العالم العربي, مثل استمرار تسرب مياه المجاري, حتى أصبحت الأرض
تحت الدول العربية مشبعة وكان العالم العربي يعوم علي بحر من المشاكل".
وفى نهاية مقاله طالب فيسك الغرب بالانسحاب عسكريًا من الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن العرب أو الدول الإسلامية الأخرى لن تحقق المساواة بين الجنسين وسيادة الديمقراطية إلا بعد إطلاق سراحهم من وصاية الغرب مما قد يساهم تطوير مجتمعاتهم لصالح الشعوب التي تعيش فيها.
وفى نهاية مقاله طالب فيسك الغرب بالانسحاب عسكريًا من الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن العرب أو الدول الإسلامية الأخرى لن تحقق المساواة بين الجنسين وسيادة الديمقراطية إلا بعد إطلاق سراحهم من وصاية الغرب مما قد يساهم تطوير مجتمعاتهم لصالح الشعوب التي تعيش فيها.
--------------------
تعليقات