فيلدرز يسعي لإنتاج فيلم ثانٍ مسيء للإسلام
ترجمة: حسن شعيب
أعلن
النائب الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز أنّه يقوم حاليًا بإنتاج فيلم جديد
عن الإسلام، مشيرًا إلى أنه سيكون امتدادًا لفيلم "فتنة" الذي أساء فيه
للقرآن الكريم وأحدث ردودَ أفعال غاضبةٍ بعد نشره العام الماضي.
وقال
فيلدرز في تصريح لجريدة "التلجراف" البريطانية: "إنّ الفيلم الجديد والذي
سينتهي إنتاجه العام القادم سيعكس مدى تقدُّم ظاهرة الأسلمة في الغرب".
وأضاف:
"لن يكون الفيلم الجديد نسخة من فيلم الفتنة ولكنه مرحلة متطورة"، مشيرًا
إلى أنه يريد أن يُظْهِرَ من خلاله نتائج الهجرة الضخمة من الدول
الإسلامية إلى أوروبا.
وتابع
فيلدرز: "الفيلم الجديد سيركز على قضايا حرية الكلمة وتناول النظام
الإسلامي الدقيق"، لافتًا إلى أنّ العديد من صناع الأفلام المحترفين في
نيويورك وهوليود عرضوا عليه المساعدة، لكنه رفض ذكر أسمائهم.
وأعقب
فيلم "الفتنة"- الذي نُشِرَ في مارس 2008 على العديد من مواقع الإنترنت
وأساءَ فيه النائب الهولندي للقرآن الكريم،- إدانات من الاتحاد الأوروبي
ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمين العام للأمم المتحدة والدول الإسلامية،
باعتباره مثيرًا للكراهية، وشكلاً من أشكال التمييز ضد المسلمين.
كما
اندلعت العديد من المظاهرات في المدن الإسلامية وتعرّضت الحكومة الهولندية
لهجوم دبلوماسي وهو ما دفعها إلى النأي بنفسها عن الفيلم والآراء التي
يَتَبَنَّاها فيلدرز ضدّ الإسلام ورؤيتِه التي يربط فيها هذا الدين بالعنف.
ووصل
الأمر إلى أنّه في الحادي والعشرين من يناير الماضي أمرت محكمة استئناف في
أمستردام النيابة العامة بتقديم الدعاوى القضائية ضد هذا النائب المتطرف.
واتهمت
المحكمة فيلدرز بالتحريض على الكراهية، وذلك من خلال تصريحاته المعادية
للمسلمين وفيلم "فتنة"، معتبرةً أن تصريحات النائب اليميني الذي ينتمي
للحزب اليميني الشعبوي، نوعًا من الحضّ على الكراهية، سواء في مضمونِها أو
في الطريقة التي عُرضت فيها.
وقالت
المحكمة: "إنّ نشر الكراهية في نظام ديمقراطي، أمر خطير إلى درجة يجعل من
الضروري وضع حدود واضحة، من أجل المصلحة العامة"، وذلك في إطار عرض المحكمة
للحيثيات التي استندت إليها في اتخاذ قرارها بملاحقة السياسي المعروف.
ووجّه
المدعي العام بالعاصمة الأردنية عمان خَمْسَ تُهَمٍ إلى النائب اليميني
الهولندي المتطرف، وأصدر المدعي العام مذكرةَ جلبٍ لفيلدرز عبر الشرطة
الدولية "الإنتربول".
كما
تسبّب الفيلم أيضًا في اتخاذ السلطات البريطانية قرارًا بمنعه من دخول
أراضيها في فبراير الماضي ورفضت منحه تأشيرة دخول بعد وصوله إلى مطار
"هيثرو" بسبب آرائه العنصرية ضد الإسلام والمسلمين وفيلمه المسيء للقرآن.
ووصف
فيلدرز الرفض البريطاني للسماح له بدخول البلاد، بحجّة أن وجوده قد يُثِير
مشاكل أمنية، بأنه "جنوني وجبان"، معتبرًا أن هذا الحدث يشكّل يومًا
حزينًا لحرية التعبير في الاتحاد الأوروبي.
وبعد
أسبوعين من قرار منعه من دخول الأراضي البريطانية، دعا نائب جمهوري يميني
بالكونجرس الأمريكي فيلدرز لزيارة الولايات المتحدة، لعرض فيلمه "فتنة"
المسيء للإسلام.
يُشار
إلى أنّ فيلدرز سيشارك في مؤتمر معادٍ للإسلام بولاية ولاية فلوريدا،
والمؤتمر الذي تستضيفه منظمة "مجلس فلوريدا الأمني" سيأتي تحت عنوان "حرية
التعبير"، وقامت المنظمة بوضع صورة في إعلانها عن المؤتمر على الإنترنت
للنائب الهولندي إلى جانبها شعارٌ قالت فيه: "مُنع من دخول لندن.. قُوضِي
في هولندا.. أُدين في الأردن.. ورُحِّب به في فلوريدا".
------------
تعليقات