القناةُ العاشرةُ الإسرائيلية..عنصريةٌ وبَذاءةٌ
ترجمة: حسن شعيب
وسط قهقهة جميع من حوله، وفي إساءة إلى النبي محمد صلي الله عليه وسلم، قال أحد المشاركين في برنامج "هيساردوت"، مشيرًا إلي حذائِهِ: هذا هو مُحَمَّدٌ!
طالع.. المصدر
هذه هي نوعية البرامج التي تقدمها القناة العاشرة الإسرائيلية وإن شئت يمكنك أن تسميها القناة العاشرة العنصرية.
كانت
تُعْرَفُ سابقًا بقناة (إسرائيل 10)، وقد بدأتْ بَثَّهَا في 28 يناير عام
2002, وتعتبر ثاني أكبر محطة تلفزيونية تجارية تُبثُّ من إسرائيل على مدار
الساعة طيلة أيام الأسبوع، وتَعْمَلُ تحت رعايةِ السُّلْطَةِ الثانية
للبَثِّ الإذاعي الإسرائيلي. وتتكَوَّنُ برامج القناة من المسلسلات
الدرامية، والعروض الترفيهية، والبرامج الأجنبية، كما تُدِيرُ القناة
شركتَهَا الإخبارية الخاصةَ بها.
والجدير
بالذكر أن القناة مملوكةٌ لرجال أعمال صهاينة وأمريكان، ومنهم يوسي ميمان،
ورجل الأعمال الأمريكي المعروف رونالد لاودر، ومنتج الأفلام البريطاني
صاحب الجنسية الإسرائلية أرنون ميلتشان، أما عن فريق عمل قناة فالمدير
العام للقناة هو مودي فريدمان، ويواف هيلدمان المدير المالي، وناتي دينار
نائب مدير التسويق واستراتيجية القناة، وإلداد كوبلنتز نائب رئيس البرمجة،
ومدير المحتوي ليات فيلدمان، ونائب رئيس المبيعات دان رون، والمستشار
القانوني دفوراه كيمهي، ونائب رئيس التكنولوجيا والهندسة الصوتية ايف
ديلموني، ومدير الإنتاج هو زيفت دافيتوفيتش، ومدير الأخبار هو ريويدر
بنزامين.
وبرغم
أن هذه القناة لا يتعدَّى عمر بثها السبع سنوات، إلا أنها أثارتِ الجدلَ
على جميع الأصعدة؛ حيث تعتمد القناة في الأساس على برامج معظمها تُسيء إلى
الأديان والسخرية من الإسلام والنبي محمد صلي الله عليه وسلم، والنصرانية،
وعيسي عليه السلام، وأمه مريم العذراء؛ مما أثار حفيظة المسلمين والنصارى
في جميع أنحاء العالم.
تحدٍّ واستفزازٌ
وذكرت يديعوت احرنوت: تبدأ الواقعة عندما قال مقدم البرنامج الفكاهي "ليؤور
شلاين" في الحلقة التي أُذِيعَتْ يوم الاثنين بتاريخ 16/2/2009 "إن
المسيحيين ينكرون المحرقة، وبدلًا من أن أشعر بالغضب قررتُ أنْ أَرُدَّ
الصاع صاعين.. إنني أنكر النصرانية أيضا"، وأضاف: إن "مريم لم تكن عذراء"،
وأن من يزعم ذلك فهو كاذب ومُضَلِّل" داعيًا إلى عدم تصديق الكنيسة وبابا
الفاتيكان"!
كما
سخر شلاين علي امتداد حلقتين قائلًا: "تزعم النصرانية أن المسيح كان يسير
على شاطئ بحيرة طبريا، وهذا ببساطة كذب؛ لأن المسيح كان يخجل من نفسه؛ لأنه
كان بدينًا، ويرفض الخروج من البيت، وهو عاش كُلَّ حياته في عمليةِ رجيمٍ
قاس".
استياءٌ نصرانِيٌّ إسلامي
وخلف
البرنامج استياءً في صفوف المسيحيين بإسرائيل؛ حيث طالبوا بابا الفاتيكان
بنيديكت السادس عشر بتعليق زيارته إلى تل أبيب. كما أثار غضب الأساقفة
الكاثوليك بالأرض المقدسة، وتقدموا بشكوى ضد القناة المتطرفة. وتظاهَرَ
عددٌ من المسيحيين والمسلمين في القدس، وفي عدة قرى بأراضي 48 ،محتجين على
القناة التي طالبوها بإقالة مقدم البرنامج، واعتبروا أنه أساءَ إلى مشاعر
المسيحيين والمسلمين على حدٍّ سواء.
وفي
رِدَّةِ فِعْلٍ على البرنامج، تقدَّمَ الفاتيكان بشكوى رسميةٍ إلى الحكومة
الإسرائيلية ضد القناة العاشرة ومُقَدِّم هذا البرنامج لِسُخْرِيَتِه من
المسيح عيسى وأمه مريم عليهما السلام. واعتبر الفاتيكان أنّ ما بَثَّهُ
البرنامج يُشَكِّل "عملًا عدائيًّا فاحشًا ومبتذلًا" وأنه يُعَبِّرُ عن
سلوك "غير متسامح تجاه مشاعر المؤمنين بالسيد المسيح".
ويذكر
أن النزاع بين الفاتيكان وإسرائيل تطَوَّرَ بصورة كبيرة قبل هذا البرنامج؛
حيث أثار رَفْعُ الكنيسة الكاثوليكية عقوبة الحرمان الكنسي عن الأسقف
ريتشارد ويليامسون الذي ينكر المحرقة، موجةً عارمةً من الاستياء داخل
إسرائيل، وكان مُقَدِّمُ البرنامج أعلن في التلفزيون أنه يشعر بالتحدي
والاستفزاز من قرار الكنيسة الكاثوليكية الذي دار حوله كثير من الجدل.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"
أن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت أصْدَرَ اعتذارًا رسميًّا بعد
المسرحية الكوميدية التي بثها برنامج تلفزيوني، مما أغضب أوساط المجتمع
المسيحي. وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة قد عرضت
مجموعةً من المسرحيات القصيرة التي أشارت إحداها إلى السيدة مريم بأنها
"حملتْ بطفلها يسوع عندما كانت في الـ15 من عمرها من أحد زملائها على
مقاعِدِ الدراسة، فأراد أهلها تزويجَهَا بعد ذلك".
وفي
اجتماع الحكومة الأسبوعي اعترف أولمرت، وأدان تعليقاتٍ بثَّهَا التلفزيون
خلال هذا البرنامج ". وأضاف: " تؤسفني هذه التعليقات ضد المسيحيين، لا سيما
وأنها تستهدف الطائفة المسيحية في إسرائيل".
الإساءة إلى سيد ولد آدم
واستمرارًا لمسلسل العنصرية والتطرف, ذكرتْ جريدة "عرب تايمز" أن القناة العاشرة قامت يوم الثلاثاء 23/2/2009م
بالإساءة إلى رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه، وذلك ضِمْنَ برنامج
(هيساردوت) الذي تطاوَلَ أحد المشاركين فيه على النبي عليه السلام، مشيرًا
إلى حذائه، قائلًا " هذا هو محمد". وكرَّرَ جملته.. مُؤَكِّدًا ذلك بقوله:
"نعم هذا محمد".. وسط قهقهةِ جميع من حوله.
وأعربت
الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي عن استنكارها الشديد، واستنكار
عموم المسلمين والمنظمات الإسلامية، وجاء ذلك في بيانٍ عاجل أصدره معالي
الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام للرابطة، قال فيه: إن
استمرار القناة التلفزيونية العاشرة في الإساءة إلى رسول الله
وإثَارَتِهَا مشاعر مليارات من الناس في العالم يَدُلُّ على مخططٍ خبيثٍ
لِبَعْثِ الفتن وإثارةِ الكراهية والصِّرَاع بين الأمم.
واستطرد
قائلًا:" إن برامج القناة العاشرة برامج عنصريةٌ تَسْعَى إلى إثارة
واستفزاز المشاعر الدينية، وتُعَبِّرُ عن المستوى الهابط، واللاأخلاقي،
والبعيد عن القِيَمِ الدينية والإنسانية، والتي كان آخرها الطَّعْن في
الإسلام والمسلمين وشعائرهم التعبدية، وتشبيههم بتشبيهاتٍ مَشِينَةٍ
وبَذِيئة."
دَعَوَاتٌ للمقاطعة
وعقب إساءاتها مُجَدَّدًا للمسلمين؛
حيث استضاف ليئور شلاين مقدم برنامج "هليلا" في القناة العاشرة يوم الأحد
14/6/2009 أحد الأشخاص الذي قام بتشبيه المصلين المسلمين بتشبيهات مسيئة.
مما أثار غضبًا بين المسلمين في فلسطين؛ لما في ذلك من التهكم على المسلمين
ومعتقداتهم. دعا الدكتور تيسير التميمي (قاضي قضاة فلسطين) أبناءَ الشعب الفلسطيني إلى مقاطعة مشاهَدَةِ القناة العاشرة الإسرائيلية.
ونقلت وكالة "قدس برس"
أنّ التميمي أكد أنّ القناة باتتْ تتعَمَّدُ الإساءةَ إلى الإسلام وإلى
النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى سيدنا عيسى المسيح عليه السلام،
وأُمِّهِ الصِّدِّيقة مريمَ البتولِ، بشكلٍ متكَرِّرٍ مُمَنْهَجٍ
ومُخَطَّطٍ له، بهدف الْمِسَاس بالمعتقدات والرموز الدينية.
وأضاف
التميمي: "إنّ الإساءة إلى أنبياء الله ورُسُلِه والرموزِ الدينية
وقِيَمِها صادرةٌ عن نفسياتٍ مريضةٍ غير سوية، ويجب مَنْعُهَا من تقديم
البرامج التي تمسُّ بالمعتقدات الدينية وتَطْعُنُ في شعائرها"، مُنْتَقِدًا
كُلَّ مَنْ يُدَافِعُ عن هذه الإساءات إلى أنبياء الله، والكتب السماوية،
والرموز الدينية، بِحُجَّةِ حرية الرأي والتعبير. مُنَوِّهًا على أنها
تطاوُلٌ واستهتار بالقيم الدينية، مما يقتضي إصدارَ قانونٍ دوليٍّ بتجريم
كُلِّ مَنْ تَصْدُرُ عنه مثل هذه الإساءا،ت وإيقاع أقصى العقوبات بِحَقِّه.
وطالَبَ
التميمي الحكومةَ الإسرائيلية بمنع هذه البرامج المسيئة، مُحَمِّلًا إياها
المسئولية الكاملة عن نشر ما يُغذي التعصب، ويُثِير مشاعِرَ الحقد
والكراهية والعنصرية والتطرُّفِ بين أتباع الديانات نتيجةً هذه الإساءات،
وما يصدر عنهم من شعاراتٍ وعباراتٍ عنصريَّةٍ ومُتَطَرِّفَةٍ ضد الإسلام
والمسلمين والشعب الفلسطيني، والمساس بقُدْسِيَّة المصحف الشريف.
خطة أزهرية للتصدي
وأصدر
المكتب البرلماني للنائب العربي في الكنيست الإسرائيلي مسعود غنايم بيانًا
انتقد فيه بِشِدَّةٍ الصحافِيَّ شلاين، وطالَبَ عضو الكنيست عن الحركة
الإسلامية، المستشارَ القضائي للحكومة الإسرائيلية، ووزيرَ العدل
الإسرائيلي، والإعلاميين الإسرائيليين، بالقيام بواجبِهِم القانوني
والأخلاقي ووقف التعدي على المعتقدات والرموز الدينية لأي دين، بحجة الفن،
أو الكوميديا والفكاهة.
واتهم
غنايم، شلاين، بأنه «أدْمَنَ -كما يبدو- السباحة في المياه الإعلامية
الْمُلَوَّثَةِ والآسنة بالهبوط الأخلاقي والبذاءة والإساءة إلى الأديان.
وها هو يَطْلُعُ علينا هذه الأيام بقاذوراتٍ جديدةٍ فيها طَعْنٌ في
المسلمين والصلاة والْمُصَلِّين، وفيها تشبيهاتٌ مَشِينَةٌ لا تليق بإنسان.
ويعكف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية، على وَضْعِ خِطَّةٍ لِرَصْدِ الواقع الإسلامي الراهن، ومتابعةِ الحملاتِ التي تنال الإسلامَ والمسلمين بالباطل، والالتقاء وجْهًا لوجهٍ مع الجهات الصانعةِ للقرار وتوجهات الرأي العام في المجتمعات الغربية، ومحاولةِ التأثير عليها من أجل التعريف بالإسلام في الخارج، والرَّدِّ على الحملات الْمُغْرِضَة ضده .
وفي النهاية هذا هو الكيان الصهيوني الذي يَدِّعي أنه
يؤمن بحرية العبادة والأديان، ولكنه يغذي التعصب، ويثير مشاعر الحقد
والكراهية والعنصرية والتطرف بين أتباع الديانات، وكان من المفترض أن تقوم
الدنيا ولا تَقْعُدَ إزاء هذا الاستهتار بالدين والمعتقدات. وعلى الرُّغْمِ
من تَكْرارِ الشكوى بحق هذة القناة، فلم تُتَّخَذ ضدها أيّ إجراءات، ولو
كان التعرُّض لرموز الديانة اليهودية لكان رَدُّ الفعل مختلفًا تمامًا!
------------
طالع.. المصدر
تعليقات